جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الكلمة أمانة والقلمُ سيف

19 مايو 2021 / 10:53 AM
"الكلمة أمانة، وهذه الأمانة لابد أن تُصانْ ويُحافظُ عليها، وهنا تدخل فئات أخرى، تغوي الكُتّابْ وتستدرجهم إلى أمور فيها مضرة للمجتمع، وللعادات، وللتقاليد، ولكل الأمور، ولذلك نحن نأمل، إن شاء الله، من سُلّم القلم في يده فكأنما سُلّم سيفاً".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حديث إلى رئيس وأعضاء اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، 28 أبريل 2021م
 
والكلمة أمانة، هكذا اختصر صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية وحقيقة وظيفة الكتابة، في عبارةٍ حكيمةٍ واضحة تحقق كامل أهداف وشروط الكتابة والتي تحملُ كل طموحات المجتمع، وتحفظه، وتدافع عنه، وعن مستقبل أجياله.
 
ولذا فإن الكلمة هي أمانةٌ، وبذلك تكون لها كل شروط الأمانة من الحفظ والصون والحمل بكل تجردٍ.

وهي أمانةٌ يرتبط معها من يعمل في مجالاتها، من الكُتّاب والمؤلفين والرواة والشعراء والأدباء، وكذلك فئة الناشرين وهم من عليهم خدمات طبع المكتوب ونشره للناس، وهنا يجبُ عليهم التدقيق والمراجعة والانتباه لما ينشرون.

وبهذا الوصف الدقيق لوظيفة الكتابة، يكونُ أمامنا مجتمعُ كامل من المثقفين والكُتّاب والأدباء من مختلف اتجاهات وأركان الكلمة، ممن يحملون الأمانة، بكل صدقٍ وإحساسٍ بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم.
 
وبكل تأكيد، حملُ الأمانة مع جمال الوظيفة، وكل ما تقدمه من شعورٍ بالفخر، والشهرة، والتقدير الكبير من المجتمع، والانتماء الجميل لهذه المهنة التي لا تستوعب إلا أصحاب المواهب. 
 
ومع كل ذلك فهناك ما يُوجبُ أن تكون الأعينُ مفتوحةٌ له، وهو ما قصد صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه أن يشير إليه، وهو الكاتبُ والمؤرخُ ودارس الحضارات في مختلف أرجاء الجغرافيا البشرية القديمة، تلك الأمور التي تغوي من يعملُ في مهنة الكتابة، ليقدموا عكس ما هو منتظر منهم لصلاح وخير المجتمع، وهو ما يصيبُ أمانة الكلمة في مقتل، وكذلك الكلمة نفسها والتي يجب أن تُسخّر لخدمة الخير والناس والمجتمع والمستقبل، وحفظ العادات والتقاليد والتراث الإنساني، وليس العكس.
 
وارتبطت الكلمة بالقلم، بذات مشهد ارتباطها بالأمانة، حيث يواصل صاحب السمو حاكم الشارقة عباراته الرصينة في وصف الكلمة ومنبعها وكاتبها وهو القلم حيث شبهه سموه بالسيف، وفي ذلك بيان أهميته الرشيدة في تطور المجتمع وتقدمه وتسجيل تاريخ وتراث المجتمع، وتقديم العلم والثقافة والفنون والأدب الرصين المشبع بالقيم الى الأجيال الجديدة.
 
إلى جانب أن الكلمة إذا خرجت تكون مثل ضربة السيف لا سبيل إلى إرجاعها مرة أخرى، ولذلك يجب على حامل الأمانة مراعاة السيف، أي القلم الذي يمسك به ليكتب حرفاً واحداً، فيكون نصيراً للحق والأمانة ولا يكتب إلا ما يصلح المجتمع ويقدمه.
حول المؤلف
May 19, 2021 / 10:53 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.