الشارقة 24 – أ ف ب:
هل يمكن أن تتحول محطة مترو مزدحمة ملاذاً للنحل والزهور والقنافذ؟ هذا هو الرهان غير المألوف الذي أطلقه مشروع "كوميونيتي إينرجي غاردن" في لندن الذي يعمل منذ 10 سنوات لإعادة تخضير الغابة العمرانية في العاصمة البريطانية.
ينتشر 34 موقعاً من هذا النوع في العاصمة البريطانية، بعيداً من أنظار العامة، بالقرب من منصات خط "أوفرغراوند" العلوي لقطارات الأنفاق الذي كان يرتاده 365 ألف مستخدم قبل جائحة "كوفيد19".
وأوضح مدير المشروع أغاممنون أوتيرو أن "مشغلي السكك الحديد يحررون في معظم الأحيان مساحات كاملة على طول المسارات ويتركوها خالية من أي شكل من أشكال الحياة"، معتبراً أنه يرى فيها مكاناً صالحاً لتعزيز التنوع الحيوي.
ومنذ إطلاق المشروع عام 2011 ، تزايد الاهتمام بشكل مطرد بهذه المواقع التي تعمل بالطاقة الشمسية، لكنه بلغ ذروته منذ بداية الجائحة وتدابير الحجر المتتالية، إذ أقبل المزيد من المتطوعين على الاهتمام بالحدائق.
وأفاد أغاممنون أن مشروع "إينرجي غاردن" يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود، وهي طريقة للتصدي لمشكلة التغير المناخي التي نشعر أمامها بالعجز.
وأقام مشروع "إينرجي غاردن" أول موقع له في شمال غرب لندن، في محطة بروندسبوري بارك على خط المترو "أوفرغراوند" المخصص عموماً لضواحي العاصمة التي لا يصل إليها مترو الأنفاق السفلي.
وذكر المتطوع تيرينس تهرانيان قائلاً: "أعتقد أنها تجعل من لندن مكاناً رائعاً للعيش وتجعلها أجمل، الملايين يتنقلون يومياً، هذا المشروع سيجعل تنقلهم أفضل، كما سيساهم في تحسين البيئة، لأن المزيد من النباتات يعني تقليل ثاني أكسيد الكربون".
وصُمِمَت هذه الحدائق بطريقة تتيح لها الاكتفاء الذاتي، إذ توفّر الألواح الشمسية الطاقة لتشغيل خراطيم ري الحدائق، أما فائض الطاقة الكهربائية فيباع لشركات النقل لتعويض بصمتها الكربونية.
وكذلك ينظم المشروع ورش عمل مدرسية وبرامج تدريبية للشباب لتوعيتهم بالممارسات المستدامة.
For an optimal experience, please
