نظم بيت الشعر في نواكشوط وفي الأقصر جلسات رمضانية وذلك بحضور كوكبة من الشعراء والمثقفين، حيث استمع الحضور إلى محاضرات حول رمضان عند الشعراء.
الشارقة 24:
تُعيد بيوت الشعر في الوطن العربي إحياء ليالي رمضان المبارك بفعاليات ثقافية متنوعة تتعدد بين الأمسيات والندوات والجلسات الأدبية.
في هذا السياق، نظم بيت الشعر في نواكشوط جلسة رمضانية تحت عنوان: "رمضان في الثقافة العالمة"، وذلك بحضور كوكبة من الشعراء والمثقفين، حيث استمع الحضور إلى محاضرتين ألقاهما كل من: الأستاذ محمد فال عبد اللطيف، والأستاذ لمرابط دياه.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ. د عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، أن البيت اختار هذا العام إحياء شهر رمضان الكريم من خلال محاضرات حول "رمضان في الثقافة العالمة" و"رمضان في الثقافة الشعبية"، منوها بالتجربة الروحية العظيمة لهذا الشهر المبارك.
بعد ذلك استمع الحضور إلى الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف، الذي استهل حديثه بقوله "وبعد فلما كان الأدباء يشبهون الحديث الليلي بالنجوى فلا بد أن أقدم بين يدي نجواي هذه باقة من الشكر والعرفان والذكر والامتنان لمؤسسة بيت الشعر في نواكشوط والقائمين عليها".
وتطرق ولد عبد اللطيف إلى موضوع محاضرته من خلال محاور عديدة أبرزها "رمضان في الوعي الجماعي الشنقيطي"، و"مكانة الصوم في الثقافة العالمة في المجتمع الشنقيطي"، ورمضان والأخلاق والعبادة"، ورمضان والشعراء"، قبل أن يختم بمتفرقات تتعلق بالصوم.
وبين عبد اللطيف في محور "رمضان في الوعي الجماعي الشنقيطي" تعظيم الموريتانيين لشهر رمضان، الذي يسمون به أبناءهم، وقال: إن الشناقطة بلغ بهم الاعتقاد في بركة شهر رمضان "أنهم حكموا أن أيامه كلها سعد لا توجد فيه أيام النحس".
وأضاف، من بركته عندهم أنه لا يحاسب المرء على ما أنفق فيه مما جعل بعضهم يعتقد أن الإسراف فيه جائز وهذا ما أقرته الثقافة العالمة بالرغم من كونه غير مؤسس من الناحية الفقهية.
أما الأستاذ لمرابط ولد دياه فقد تركزت محاضرته حول رمضان عند الشعراء وتباين انطباعاتهم عنه قدوماً وتوديعاً.
واعتبر ولد دياه أنه "بالنسبة للثقافة الشنقيطية العالمة، فقليلة هي النصوص الشعرية التي تتحدث عن شهر رمضان بالسلب أو الإيجاب".
وأخذ دياه الحضور في رحلة مع الشعراء بيَّـن من خلالها كيف كان وقع رمضان في نفوسهم.". وقال: "أما الذين تهللوا لقدوم الشهر ورحبوا به وراحوا يعددون فضائله فهم كثر، ومنهم البحتري (بَنِي الإسْلامِ هذا خَيْرُ ضيفٍ / إذا غَشِيَ الكَريمُ ذُرَا الكِرَامِ...)، والشاعر الأندلسي ابن الصَّبَّاغ الجُذامِي (هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ / بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي)، ومحمود حسن إسماعيل (أَضَيْفٌ أَنْتَ حَلَّ عَلَى الأَنَامِ / وَأَقْسَمَ أَنْ يُحَيَّا بِالصِّيَامِ)، ومحمد التهامي في قصيدته "إلى الصيام" (دَعْنِي أبُلُّ لَدَى الصِّيامِ مَواجِعِي / وأُرِيحُ خَفْقَ الرُّوحِ تَحْتَ أَضَالِعِي).
كما تحدث المحاضر عن الشعراء قائلاً: "تكثر الأشعارُ عن الأحداث العظيمة في رمضان كليلة القَدْر وغزوة بدر، ونزول القرآن وصلاة التراويح، وتكثر الأشعار كذلك عن العادات والتقاليد كظاهرة المسحراتي والفوانيس وغيرها مما يطول بنا المقام لو رحنا نعدده ونقف على أقوال الشعراء فيه، لكن من أطرف الشعر ما قيل في حلوى رمضان من الكنافة والقطائف والمشمشية وغيرها".
واختتم ولد دياه محاضرته بأنواع وداع الشعراء لرمضان بين متشبث به حزين لفراقه (محمد التهامي في قصيدته "رمضان.. لا ترحل")، وبين فرحان بانقضائه (ابن المعتز: أَهْلًا بِفِطْرٍ قَدْ أَنَارَ هِلَالُهُ).
في مصر، وضمن أنشطته الرمضانية أقام بيت الشعر في الأقصر، ليلة لشعراء "الواو والمول والنميم والشعراء التلقائيين" من مركز ومدينة إسنا جنوب الأقصر حيث تشتهر هذه المدينة بالشعراء التلقائيين الذين يحفظون الكثير من التراث الشعبي ويكتبون المربعات في فن الواو والنميم والموال بشتى أنواعه، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير البيت، وبدأ مرحِّباً بالضيوف الكرام، ومؤكداً على حرص بيت الشعر على الانفتاح على كل منتج إنساني وإبداعي يدعو لقيم الحق والخير والجمال.