حرص مشروع الشارقة الثقافي الاهتمام بالمبدعين الشباب، منذ تأسيسه في سبعينات القرن الماضي، وتمثّل ذلك في العديد من الفعاليات لا سيما جائزة الشارقة للإبداع العربي "الإصدار الأول"، التي تعدّ وجهة المبدعين العرب في شتى الحقول الأدبية.
الشارقة 24:
اتخذ مشروع الشارقة الثقافي على عاتقه الاهتمام بالمبدعين الشباب، منذ تأسيسه في سبعينات القرن الماضي، وتمثّل ذلك في العديد من الفعاليات لا سيما جائزة الشارقة للإبداع العربي "الإصدار الأول"، التي تعدّ وجهة المبدعين العرب في شتى الحقول الأدبية.
وجاءت بيوت الشعر في الوطن العربي لكي تكون امتداداً لتلك الرعاية النبيلة من الشارقة، فأصبحت بمثابة عتبة للمبدعين، ومقصداً يجد فيه الشعراء ضالّتهم، خاصةً وأن البيوت باتت فرصة للإعلان عن الإبداعات.
في هذا السياق، نظّم بيت الشعر بالقيروان الدورة الثانية من "ملتقى صالون الشعر العربي للشعراء الشباب"، وشمل على مجموعة من الشعراء الشبّاب من ولايات تونسية عديدة من أقصى الشمال مثل جندوبة ونابل وبنزرت، إلى أقصى الجنوب الشرقي مثل تطاوين ومدنين ونفطة، ومن الوسط القصرين وسيدي بوزيد، وهم شعراء ذوو مواهب عالية واصحاب تجارب راسخة ومنهم من فازوا بجوائز أدبية.
واستضاف البيت إلى جانب أعضائه، ضيف شرف من الشعراء الكبار وهو الشاعر القيرواني محمد الغزّي، في حين شارك في الأمسية شاعرين من ليبيا ومن سوريا هما هود الاماني ولهام حبّوب، وشاعرين من تونس هما عرّادي نصري وخولة سالم.
ويقول الشاعر الليبي هود الاماني:
شكّليني كما أردتِ
جميلٌ أن يُرى المرءُ كيفما عنه قيلا
انثريني ..فروعةُ الورد حينًا
نثرُه كي يفوح عطرا جميلا
فلئن تطلقي حماميَ
ثغري أثر عينيك لا يكُفّ هديلا
ومما ألقى في الأمسية الشاعر السوري لُهام حبّوب من قصيدة بعنوان "منذ الشام":
رجعنا مثلما كنّا ونبقى مراكب في أقاصي الدمع غرقى
لنا نفس الطريق.. لنا رؤاها مددناها بما في القلب خفقا
وأوحينا لها كوني فكانت وقد صغنا لها المعنى الأدقّا
وأرسلنا الهوى في الليل نورا سنابل بالمنى والخير تُسقى
ألقى الشاعر عرّادي نصري:
هذا الذي أملى عليّ ولم يزل
طفلٌ سليلُ الحزن ليس بشاعر
الحزنُ أفصح أن يقال فلن تريْ
الّا بقايا دمعةٍ في صوته
لا تمسحيها تلك بذرةُ شاعرٍ
تنمو على خدّيكِ ساعةَ موتهِ
شقّي قميصي عن خفايا جثتي
وتفحّصي جسدًا نما في موته
أما الشاعرة خولة سيك سالم، فقرأت:
لي دمعةٌ من يد الترحال تنسكب
حتى استوى في خطاها الماء والعنب
تغفو على جيدها الأوطان أجمعها
وأرقب الحزن من فستانها يثبُ
يقتادنا الحبّ لكن لا نرى طرقا
فكيف سارت بنا الأفلاك والشهب.
من جهة أخرى، اختارت فقرة "نوافذ شعرية" لدار الشعر في مراكش، أن تنفتح على تجارب وحساسيات شعرية مختلفة تنتمي لشجرة الشعر المغربي، بموازاة حرص الدار، منذ تأسيسها، على تنويع برمجتها الثقافية للإنصات لراهن القصيدة المغربية الحديثة.
واتجهت البرمجة، منذ البداية لموسم آخر، يرتبط بفضاءات التلقي، عبر الخروج بالشعر الى الفضاءات العمومية المفتوحة (حدائق الشعر، والمآثر التاريخية، والشواطئ والساحات..)، وهي استراتيجية تبني تصورها، بوعي حثيث، الى استعادة قوة حضور الشعر داخل المنظومة الثقافية والاجتماعية.
وحين اختارت فقرة "نوافذ شعرية"، أن تستضيف الشعراء عبد الرحيم سليلي، وأمينة إيقيس، وسليمان ادريسي، فلترجمة بعضاً من طموحها، في الانفتاح على تجارب وحساسيات وأجيال القصيدة المغربية الحديثة.