أطلقت 16 جهة من أحزاب ومجموعات معارضة في لبنان، يوم الثلاثاء، مبادرة لتوحيد صفوف معارضي السلطة السياسية، المتهمة بالفساد، بهدف زيادة فرص إمكانية إحداث خرق في الانتخابات النيابية، في ربيع العام المقبل.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت مجموعات معارضة في لبنان، يوم الثلاثاء، عن إطلاق مبادرة لتوحيد صفوف معارضي السلطة السياسية، المتهمة بالفساد، بهدف زيادة فرص إمكانية إحداث خرق في الانتخابات النيابية، في ربيع العام المقبل.
شاركت في إطلاق المبادرة، 16 جهة من أحزاب ومجموعات نشطت خصوصاً خلال الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد ضد الطبقة السياسية، في العام 2019.
وتوجهت تلك المجموعات، وبينها حزب الكتلة الوطنية، ومجموعة "بيروت مدينتي" التي شاركت في الانتخابات البلدية في 2016، خلال مؤتمر صحافي، بنداء إلى مختلف قوى التغيير ومجموعات الثورة، لتوحيد الصفوف والعمل سوية على تشكيل أوسع جبهة سياسية معارضة تعمل على إنتاج ميزان قوى سياسياً وشعبياً لمواجهة المنظومة.
وأضافت المجموعات، أن من شأن تلك الجبهة الموحدة، أن تضع برنامجاً سياسياً يعبّر عن تطلعات اللبنانيات واللبنانيين، كما تضع خطة مشتركة للتحضير لخوض الانتخابات النيابية بلوائح معارضة موحدة.
وتُعد الاحتجاجات الضخمة التي شهدها لبنان في أكتوبر 2019، واستمرت عدة أشهر أبرز تحرك ضد الطبقة السياسية التقليدية، المتهمة بالفساد والهدر، والتي تتحكم بمصير لبنان منذ عقود، وتسيطر بأحزابها المختلفة على مقاعد البرلمان.
وفشلت مجموعات معارضة عدة، منها ما انبثق عن تلك الاحتجاجات، حتى الآن في توحيد صفوفها ضد الطبقة السياسية المتشبثة بالسلطة، خصوصاً مع انشغال المواطنين بتأمين لقمة عيشهم على وقع انهيار اقتصادي متمادٍ يشهده لبنان منذ صيف العام 2019.
وأوردت الأحزاب في بيان مبادرتها الثلاثاء، أن الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة، الجوع يطرق أبواب الأكثرية الساحقة من شعبنا ومصير البلاد بات على المحك.
في كل انتخابات برلمانية، تخوض القوى التقليدية نفسها المعركة وتتكرر الوجوه ذاتها، على الرغم من أنها فشلت على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشكلات الاقتصادية والمعيشية المتراكمة.
وخلال الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2018، خاض تحالف من المجتمع المدني الانتخابات إلا أنه لم يحقق خرقاً سوى بنائبة واحدة، استقالت قبل أشهر بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الذي خلف أكثر من 200 قتيل وستة آلاف جريح، وأحدث دماراً هائلاً.
وعلى وقع الانهيار وتدهور قيمة الليرة اللبنانية، ما زاد نقمة اللبنانيين على الطبقة السياسية حتى في صفوف مناصريها، يعول كثيرون على إمكانية إحداث تغيير في الانتخابات النيابية المقبلة.