أسدلت جامعة الشارقة الستار على فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر الشارقة الدولي في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، والذي نظمته كلية العلوم، وخرج المؤتمر بتوصيات مهمة في نهاية جلساته.
الشارقة 24:
اختتمت في جامعة الشارقة فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر الشارقة الدولي في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، والذي نظمته كلية العلوم، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة، تحت مظلة مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بجامعة الشارقة.
بدأت الجلسة الختامية للمؤتمر، بكلمة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، رفع خلالها أسمى معاني الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، لتفضل سموه بدعم ورعاية هذا المؤتمر.
كما أثنى على النجاح الباهر للدورة الحالية من المؤتمر والتي بلغ عدد المشاركين ضمن فعالياتها بصفة عامة أكثر من 1300 مشارك من 40 دولة حول العالم.
كما قدم مدير الجامعة الشكر للعلماء والباحثين المشاركين والمتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، وأعضاء اللجنتين العلمية والتنظيمية، ورؤساء الجلسات العلمية.
وأعرب مدير الجامعة في كلمته أيضاً عن سعادته بأن تكون جامعة الشارقة أول جامعة في المنطقة والعالم العربي والإسلامي تعقد المؤتمر بهذا الحجم بشكل افتراضي تام، ويعتبر هذا المؤتمر من أوائل المؤتمرات التي تعقد على مستوى الوطن العربي افتراضياً وبهذا الحجم وعدد المشاركين فيه، حيث سيضاف هذا الإنجاز إلى رصيد الجامعة ومسيرتها الرائدة وخاصة في التغلب على ظروف الجائحة.
وأشاد مدير الجامعة بنوعية ورصانة البحوث ولاسيما تلك التي قدمها الطلبة والباحثون والعلماء والمتخصصون والتي كما قال إن فيها إثراء لما قدمه علماؤنا العرب والمسلمين، كما طلب من اللجنة العلمية والتنظيمية للمؤتمر مراجعة البحوث وفق أصول التحكيم المتعارف عليها ونشرها في مجلد خاص بهذا المؤتمر، مع التوجيه بإحالة توصيات المؤتمر لمؤسسة الشارقة الدولية في تاريخ العلوم لمتابعة تنفيذها.
من جانبه، ألقى الدكتور حسين المهدي، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، كلمة استعرض من خلالها أهم التوصيات والمقترحات التي خرجت من المناقشات والبحوث والجلسات العلمية في المؤتمر ومنها، التوصية بالاستمرار في عقد المؤتمر بشكل دوري على أن يكون "هجيناً"، لإتاحة الفرصة أمام الباحثين من مختلف دول العالم للمشاركة سواء بالحضور أو افتراضياً، مع تخصيص عدد من الجلسات في المؤتمرات القادمة للطلبة الجامعيين والدراسات العليا للمشاركة بأبحاثهم وتخصيص مكافئات تشجيعية لهم، وإصدار مجلد خاص يحتوي على كافة الأبحاث التي تم طرحها في المؤتمر بعد مراجعتها وتحكيمها وفق أصول النشر العلمي المتعارف عليه.
كما أوصى المؤتمر أيضاً بضرورة ترجمة البحوث المتميزة التي تم طرحها ومناقشتها خلال جلسات المؤتمر إلى اللغة الإنجليزية للإسهام في نشرها في دوريات علمية ذات مكانة عالمية، والعمل على إشراك متخصصين وباحثين وجهات غير عربية في المؤتمر بهدف النشر والتوعية والتعريف بالإرث العلمي العربي والإسلامي مع التركيز على إبراز إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجالات الفنون الإسلامية والحرف التقليدية التي ثبت إمكانية تطويرها ودمجها بالفنون المعاصرة والاهتمام بهذا النوع من الدراسات وتوفير المنح اللازمة لمن يرغب بدراسته والعناية به، مع تكليف مؤسسة الشارقة الدولية في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بتصميم موقع الكتروني جامع يهتم بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين.
وأوصى المؤتمر كذلك بالاستفادة من خبرات جامعة الشارقة في إدراج مساق "تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين" في المناهج التعليمية في كل الفروع المعرفية مثل الطب والعلوم الأساسية والهندسة والفلك والآداب، وغيرها، والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية لتضمين مادة تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في مختلف المراحل في المناهج التربوية التعليمية وعقد دورات وورش عمل تسلط الضوء على التراث العلمي والمعرفي العربي والإسلامي في منطقة آسيا الوسطى (أوزباكستان، طاجكستان، كازاخستان)، والتي خرج منها كبار العلماء الذين أثروا الحضارة الإنسانية بعلومهم وإسهاماتهم العلمية والمعرفية.
وتشكيل فريق عمل لرصد المخطوطات التي تتناول الأبحاث والدراسات الطبية في العالم، وترقيمها إلكترونيا، وتشجيع الباحثين لتحقيقها ونشرها في المراكز التي تهتم بالتراث.
ضرورة تزويد مكتبات الجامعات في الوطن العربي والعالم ببحوث المؤتمر وتوصياته للاطلاع عليها من قبل طلبة هذه الجامعات للتعريف أكثر بهذا الجانب من العلوم وتاريخها، مع التركيز على الدور الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي للنشر والتوعية حول الدور الحضاري والثقافي والعلمي للعرب والمسلمين.
ودعم وتبني خطط استراتيجية لتحفيز وتشجيع الكُتاب لتأليف وإعادة تأريخ العلوم العربية والإسلامية بمنهجية متطورة وحديثة وموضوعية ومتوافقة مع الخطاب العصري المتبع في مثل هذه الشؤون.