جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعد تفكيكها

مخلفات الحرب في سوريا تشكل سوقاً رائجة

12 مارس 2021 / 5:06 PM
تحولت مخلفات الحرب في سوريا من قذائف وذخائر استخدمتها قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال المعارك من دون أن تنفجر إلى مهنة يتكسب البعض منها رزقهم، ففي بلدة معرة مصرين جنوب إدلب تدير أسرة نازحة ساحة خردة أشبه بمستودع ذخيرة وتقوم بتفكيك القذائف وبيع حديدها.
الشارقة 24- أ.ف.ب: 

في ساحة خردة أشبه بمستودع ذخيرة في شمال غرب سوريا، ينهمك مالك، الطفل ذو السنوات التسع، بترتيب قذائف هاون وجدت عائلته في تفكيكها وبيع حديدها مصدراً للرزق.

ويقول حسن جنيد (37 عاماً)، الذي يدير وأشقاؤه ساحة خردوات في بلدة معرة مصرين جنوب إدلب، تحولت أدوات القتل والإجرام التي كان يُقصف بها الناس إلى باب للرزق.

في ساحة الخردة، يستريح ثلاثة أطفال على ظهر شاحنة صدئة، بينما يلهون بقذائف هاون فارغة. على مسافة أمتار منهم، يحاول طفل آخر أن يحمل بصعوبة قذيفة، يكاد وزنها يتجاوز وز، وما ان يبلغ وجهته في الساحة لاهثاً، حتى يرميها بين كومة من الذخيرة والحديد.

في العام 2016، وعلى وقع المعارك والغارات، فرّ جنيد من بلدة اللطامنة في شمال حماة وانتقل مع عائلته وأشقائه وعائلاتهم إلى معرة مصرين.

وبعدما طال النزوح، قرر الرجل وهو أب لأربعة أطفال بينهم مالك، استئناف عمله في بيع الخردوات من بقايا سيارات وألواح حديدية وخزانات مياه، وكل ما تقع يداه عليه من حديد، وهي تجارة اعتاد عليها. 

لكنّه أضاف في معرة مصرين نوعاً جديداً على لائحة البضائع: قذائف وذخائر استخدمتها قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال المعارك من دون أن تنفجر. 

ويقول جُنيد: "حين جئت هنا وجدنا إضافة جديدة إلى المهنة هي القذائف التي قصفها النظام لكنها لم تنفجر".

ويعمل جنيد اليوم مع 15 شخصاً من أفراد عائلته، بينهم أطفال، في ساحة الخردة الضخمة، وقد اكتسبت العائلة مع الوقت التجربة الكافية لتفكيك تلك القذائف. 

في بعض الأحيان، يتلقى جنيد والعاملين معه اتصالات من مدنيين وجدوا قذائف غير منفجرة قرب منازلهم يريدون بيعها وفي أحيان أخرى، يتوجهون بأنفسهم إلى مناطق شهدت قصفاً أو اشتباكات للبحث بين الركام عن ذخيرة أو الرصاصات التي يستخدمها مقاتلو الفصائل لأسلحتهم الرشاشة.

ويعمل الفريق على تفكيك القذائف والذخائر واستخراج المواد المتفجرة منها في مكان سقوطها، قبل نقلها بشكل آمن إلى ساحة الخردة لبيعها.

ولا تذهب المواد المتفجرة سدى، إذ يشتريها العاملون في المقالع لاستخدامها في تفجير الصخر.

 وغالباً ما تمتلئ ساحة الخردة بالقذائف بشكل خاص بعد الهجمات العسكرية التي تشنها قوات النظام على المنطقة. 

بحسب دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، لا تزال الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار والعبوات الناسفة، وجميعها يصعب رصدها، تُشكل خطراً على حياة ملايين السكان في سوريا.
March 12, 2021 / 5:06 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.