"هدفنا في إمارة الشارقة كان وما زال، أن نوفّر الأسس السليمة لبناء مجتمعٍ مستقر، مزدهر، يٌشارك، ويُبدع في رسم المستقبل، وكذلك الحديث عن كيفية تمكينهم من تنمية قدراتهم لأداء واجباتهم في بناء مستقبل يليق بأحلامهم، وبأحلامنا نحن أيضاً، فمهما تطورت التقنيات وأدوات العمل والإنتاج، سيبقى الإنسان بطموحه وفكره وإرادته، باني التنمية وصانع الحضارات".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفل اليونيسيف 2018.
يقدم صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه المتكامل والملّخص، أهداف إمارة الشارقة العامة في التنمية المستدامة، وما تود أن تنجزه لمواطنيها ولكافة أفراد المجتمع، وهُويّة الرؤية المتكاملة التي تتبناها الإمارة، وما تعمل على توفيره وبذله لهم، وما يتمخض عن ذلك الجهد الوفير، والعمل الكبير الذي يجري ليل نهار لخير وراحة واستقرار أهل الشارقة، صغيرهم وكبيرهم على السواء.
بكل وضوح، يشير صاحب السمو حاكم الشارقة الى ملامح المجتمع الذي يجري بناءه في الشارقة، وهو مجتمع مستقر، يملك كافة أدوات ووسائل الاستقرار من أمن وأمان وسلامة وعيشٍ كريم، ومجتمع مزدهر بكل ما يحتاج إليه أفراده لممارسة حياتهم الطبيعية التي تتوفر بها كل ما يحتاجون إليه، ومجتمع يتفاعل ويشارك ويرتقي بحياته الحاضرة، والمستقبلية بكل إبداعٍ، وهو السمة المميزة والتي تعطي كل الثقة والضمان والإبداع في رسم ووضع الخطط للمستقبل، وتأكيد استيعاب كل البرامج وفهمها ومعرفتها والمشاركة في تنفيذها بكل حب ووطنية ما يسهم في أفضل ممارسةٍ ممكنة لبرامج تطوير المجتمعات والارتقاء بها.
لم تقتصر التنمية في المجتمع على ترسيخ الأسس العامة فقط، لا بل الأهم هو إعداد الإنسان للمستقبل وفق مواصفاتٍ محددة هي: الاستقرار والازدهار لأساليب الحياة والتي تعني التنمية المستمرة، يكون محورها هو الفرد المشارك في التنمية والمبدع في التفكير في المستقبل، وهي صفات مثالية تعكس بكل وضوح الطموح الكبير للقيادة الرشيدة في تحقيق أقصى قدر من الرفاهية والتطور للإنسان من جهة، وتربية وإعداد الإنسان نفسه ليكون قائد أحلامه، عبر تنمية القدرات واكتشاف المواهب ودعمها حتى تكون كاملة الأهلية والمعرفة لتقييم الأفضل واختياره ليكون هو منارات المسار الذي تسير فيه الأجيال المقبلة، لتتواصل مسيرة التنمية وفق أفضل الاختيارات.
ويربط صاحب السمو حاكم الشارقة برؤية ثاقبة ما بين المستقبل والأحلام، بحيث تكون القاعدة الرئيسة هي وعي ومعرفة الأفراد وتعلمهم، ومن ثمّ يكون الاختيار وفقاً لما يحقق أحلامهم والتي بكل تأكيد تتطور مع تقدم العلم والمعرفة، أحلامٌ لا تحدها حدود، مواصلةً لما عملت عليه الإمارة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، والذي يؤمن بأن الإنسان، وليس غيره، مستنداً على طموحه وفكره وإرادته وقوته ورؤيته وأعماله وجهوده هو من يبني التنمية ويصنع الحضارة التي يريد في مسيرةٍ لوطنٍ لا يعرف إلا التطور، لأن تطوير أدوات العمل والإنتاج والتقنيات الحديثة وحدها لا تُجدي نفعاً إذا لم يكن هناك إنسانٌ مؤمنٌ بوطنه، وبمجتمعه، ومتسلحٌ بالعلم والمعرفة، ومعتزٌ بتراثه وقيمه وتاريخه، وهي كلمة السر في استراتيجية إمارة الشارقة ورؤيتها الواضحة والمبنية على العلم والنور والوعي والمعرفة.