"إن هذا اللقب سيشجعنا، ويشجع الأجيال التي تلينا على الاستمرار في نهجنا المبني على إعطاء الكتاب الدور الحقيقي المهم، الذي يستحقه في حياتنا اليومية، وسيدفعنا إلى الاستمرار بتشجيع كل المبادرات الهادفة إلى صنع المعرفة والحضارة، لتصبح بذلك الشارقة مهد النهضة الثقافية والفكرية، العربية والإسلامية".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في احتفال تسلم سموه راية الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، 2019
كان نيلُ الشارقة للقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، حدثاً فريداً، وتتويجاً مستحقاً عكس جهود سنواتٍ وسنوات من العمل المعرفي والثقافة، وحبّ الكتاب، وفتح أبواباً جديدة، وفق مبادراتٍ متميزة غير مسبوقة عملت عليها الشارقة.
هذا العمل الكبير قام على المؤسسات المتنوعة التي تعمل على توفير ونشر وتوزيع الكتاب، وتقريبه، وتشجيع الصغار قبل الكبار على صداقته، وتدشين علاقة ٍ مستمرة ٍ معه لا تنتهي، لتكون المعرفة هي أساسُ خطوات المستقبل، ولتكون بداية نشأة الصغار، أطفال اليوم ورجال ونساء الغد، على حب الكتاب.
ومع بداية إعلان للشارقة عاصمة عالمية للكتاب، لم يكن الاحتفاء بهذا اللقب الجديد المضاف إلى خزائن الشارقة المتخمة بالألقاب الثمينة، احتفالاً جديداً، لأن علاقة الشارقة بالكتاب بدأت منذ سنواتٍ طويلة.
وهذا اللقب العزيز، كما عبّر صاحب السمو حاكم الشارقة هو إنجازٌ ليس هو المبتغى ولا النهاية لما تعمل عليه الشارقة، بل هو بدايةٌ جديدةٌ لمسيرةٍ عظيمةٍ تنشدُ أغلى ما أنتجته البشرية، وتسعى نحو التعلم والتطور.
وصاحب السمو حاكم الشارقة، أشار إلى ما يفعله هذا الإنجاز بالشارقة، وهو التشجيع الذي يعني أن الإمكانيات والقدرة والرغبة لخدمة الكتاب متوفرة. والتشجيعُ عند القائد الحكيم هو برنامجٌ مرسوم وخطة مستدامة تستهدف الشارقة، ومنها إلى العالمية.
إن الإنجاز أيضاً يذهبُ في أعلى مقامته إلى تشجيع الأجيال المقبلة، لتيسر في ذات طريق المعرفة والاهتمام بالكتاب، مما يعني استمرار الإيمان بالبرنامج المعرفي والشغف والاستيعاب الأكيد بأهميته.
كما أن النهج المنشود لكل أعمال الشارقة هو إعطاء الكتاب كرمزٍ للعلم والارتقاء، ما يستحقه عبر ترسيخ دوره الحقيقي في نفوس وواقع الناس، وخاصة الأطفال، ليكون البناءُ على أصوله في الأجيال الجديدة.
ويعلنُ صاحب السمو حاكم الشارقة خلال تحليل سموه لما يعنيه لقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، أن هذا الإنجاز العالمي سيدفع في اتجاه تشجيع ودعم مبادرات جديدة للمعرفة، تضاف إلى المبادرات القائمة الكثيرة والمتنوعة في الإمارة الباسمة.
هذه المبادرات هي بابٌ عظيمٌ يتضمن أفكاراً لا حدود لها، واجتهادات كبيرة، تفتح بوابة واسعة أمام كافة أفراد المجتمع للانخراط في مبادرات المعرفة، وهذا ما يجعل الضمان موجوداً وهو أن كل المجتمع يتفاعل مع الكتاب، كلٌ بطريقته الخاصة، وهو عمق البرنامج العريض الذي تعمل عليه الشارقة.
كل ما سبق من معطيات، وجهود تجعل طريقُ الشارقة، في عالميها العربي والإسلامي، ومن بعدهما العالمي، واضحاً في سعيها نحو النهضة الثقافية، والريادة في ذلك، بما أنجزته وساهمت في بنائه في كافة أركان المشروع الثقافي والمعرفي الكبير، وعنوانه الكتاب، لتكون هي مهد النهضة الحديثة.