جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عقد أمسية شعرية بالخرطوم

بيت الشعر في نواكشوط ينظم ندوة "الشعرية ونقد الشعر العربي"

10 يناير 2021 / 12:27 PM
صورة بعنوان: بيت الشعر في نواكشوط ينظم ندوة "الشعرية ونقد الشعر العربي"
download-img
جانب من الندوة
نظم بيت الشعر في نواكشوط ندوة أدبية بعنوان "الشعرية ونقد الشعر العربي"، حاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، والأستاذ الدكتور الطيب الوزاني، وفي بداية تقديمه للندوة أشار عبد الله السيد مدير بيت الشعر إلى الدور الذي تقوم به بيوت الشعر منذ تأسيسها سنة

الشارقة 24:

عقد بيت الشعر في نواكشوط ندوة أدبية بعنوان "الشعرية ونقد الشعر العربي"، حاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، والأستاذ الدكتور الطيب الوزاني، وفي بداية تقديمه للندوة أشار عبد الله السيد مدير بيت الشعر إلى الدور الذي تقوم به بيوت الشعر منذ تأسيسها سنة 2015 بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تأسيس مرحلة ثقافية هامة.

وتطرق مدير بيت الشعر في حديثه إلى جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، "التي استحدثتها الشارقة منذ السنة الماضية، والخاصة بنقد الشعر، مبرزاً ضرورة تنبيه المشتغلين بالشعر والشعرية من الأساتذة والباحثين إلى أهمية هذه الجائزة في النهوض بالشعرية العربية إلى الآفاق التي يستعيد بها هذا الفن الرفيع مكانته في الحياة الثقافية".

وقبل أن يعرّف بضيفي الندوة تطرق إلى موضوعها مبينا المنعرجات التي مرت بها الشعرية قديماً وحديثاً؛ قائلاً إن استيضاح هذه المنعرجات سيضطلع به هذان الضيفان اللذان يمثلان المرجعية الأكاديمية.

وفي مداخلته استعرض الأستاذ الدكتور سعيد يقطين إشكال مصطلح "الشعرية"، وتطرق إلى مراحل ظهوره عند نقاد الحداثة الغربيين؛ مشيرا إلى رومان جاكبسون، ورولان بارت، وجان كوهين، كما استعرض تطبيقات النقاد العرب للشعرية وكيف لم تتمكن من التطور كما حدث مع السرديات.

ورأى أن مصادرة النقاد قديماً وحديثاً على غنائية الشعر العربي لم يكن حقيقياً ولا إجرائياً، وأدى إلى عدم استفادة الشعرية العربية من إجراءات كثيرة، وثبات الشكل الشعري، قائلاً إن ظهور الكتابة ووسائل الحفظ والنشر غير من النظرة إلى السرد والسرد في الشعر، وعمل على انتشار وابتكار أشكال شعرية غير غنائية.

وأشار يقطين إلى ترفيع الشعر العربي عن الغنائية والتركيز على أبعاده الإبداعية، داعياً إلى إعادة النظر والتعامل مع موروثنا الشعري العربي، حتى في بعده البصري.

ومن وجهة نظره أنه يمكن التفكير في كتابة الشعر الجاهلي وخاصة المعلقات وفق أشكال جديدة، لا تلتزم بالنمط التناظري للبيت الشعري الكلاسيكي؛ مؤكداً أن أي محاولة للنهوض بالمشروع الشعري العربي لا تستند إلى تراثنا الشعري هي محاولة لن تكون موفقة، وسيتم تجاوزها إلى غيرها من مستجدات الخطاب اليومي، مضيفاً أن الفكرة التي يدافع عنها دائما هي أن علينا أن نجدد طريقة التعامل مع تراثنا من منظور جديد.

وشدد الأستاذ يقطين على أن الوطن العربي يضم اليوم عدداً من الشعراء الكبار إلا أن الصدود النقدي والإعلامي عن الشعر جعل الرواية تتصدر المشهد.

وقال إن ذلك يتأكد له حين يعيد قراءة قصائد كبار الشعراء، ويشعر أنها تتجاوز الرواية إبداعياً، وتحمل قدراً مدهشاً من الجمالية.

بدوره، قدم الأستاذ الدكتور الطيب الوزاني رؤيته لموضوع الندوة (الشعرية ونقد الشعر العربي)، موضحاً أنه يتطابق مع الأستاذ يقطين في كثير مما ذهب إليه، إلا أنه يرى أهمية تميز الشعر العربي بالغنائية، إلى جانب منح البعد السردي في الشعر العربي ما يستحق من اهتمام.

وقال إنه مع الرأي القائل بضرورة إعادة التعامل مع أدوات دراسة اللغة التعبيرية الجمالية التي تميز الشعر بأدواتها التي ترقى عن اللغة التقريرية.

وقال إن التراث الشعري العربي غني من الناحية الجمالية ومن الناحية التعبيرية، وأنه مع الإقلاع عن بعض التصورات التي لا تليق بالشعر، وذلك نحو فهم أعمق، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من النظريات والمعالجات النقدية الحديثة.

في السودان، قام بيت الشعر في الخرطوم بمواصلة فعاليته في زيارة الشعراء، وانتقل هذه المرة إلى بيت الشاعر محمد نور الدائم، بحضور الدكتور الصديق عمر الصديق مدير البيت، والشاعر عالم عباس محمد نور الأمين العام السابق للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، والشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر نائبة مدير بيت الشعر، ولفيف من الشعراء، ويأتي ذلك استمراراً لمشروعات البيت في رعاية الشعر والشعراء وترسيخاً لتواصل الأجيال.

والدائم من مواليد 1944، تخرج في كلية الفنون الجميلة، وعمل موظفاً بالقضائية السودانية حيث تنقل في العديد من مدن وأقاليم السودان، يكتب الشعر الفصيح والعامي بأشكاله المختلفة، وكذلك الرواية والقصة، تغنى له عدد من الفنانين الكبار، وفنان تشكيلي، وهو عضو مؤسس لعدد من المنتديات والكيانات الثقافية أبرزهم اتحاد الأدباء والكتاب السودانيين، واتحاد شعراء الأغنية السودانية، واتحاد الفنانين، وغيرها من الأجسام الثقافية.

في نص قصير عنونه الدائم بـ "هو السودان" يقول فيه:

"هوى وطن ندين له جميعا
يبادلنا محبتنا جمالا
.......
لنرفل في جنان من عبير
ومن كرم تفيأنا ظلالا
........
وقيعانا مضمخة بدفق
فنغسل همنا ثم اغتسالا
..........
هو السودان خلائي أجيبوا
منافع خيره تكفي سؤالا
..........
فكم لبهائه تحتار عين
ألا يا عين لن تجدي مثالا".

وتضمنت الزيارة مؤانسة أدبية مع الشاعر أدارها مدير البيت الدكتور الصديق، وجرى التوثيق لملامح من تجربته من خلال تسجيل عدد من قصائد الشاعر بصوته، وبعضها بأصوات الشعراء محمد الخير إكليل، ومحمد جدو الدرديري، ووثقت للزيارة قناة الشارقة، بينما سيبث بيت الشعر الخرطوم الجلسة التوثيقية عبر قناة اليوتيوب وصفحات البيت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مدير البيت الدكتور الصديق عمر الصديق إن زيارة الشاعر محمد نور الدائم كانت ضمن برمجة نشاط بيت الشعر منذ فترة ماضية وتأخرت لظروف كثيرة كانت تحيط بالبلاد وقتها أبرزها جائحة كورونا التي قيدت النشاط الثقافي وغيره.

وأضاف الصديق: الآن جاء ميقاتها بهذا العدد المحدود وبتباعد، وهو يستحق هذه الزيارة التي يقوم بها بيت الشعر وتندرج في إطار تواصل الأجيال.

وأشاد عالم عباس محمد نور بدور بيت الشعر في جوانب الاهتمام بالشعر وبالجانب الاجتماعي الذي يخدم تواصل الأجيال، وقال إن محمد نور الدائم يكتب الشعر الوجداني العفوي غير المكبل، وأضاف: شعر يتمتع بالتصوف الذي أضاف روحاً وبعداً آخراً للشعر بعيداً عن التزمت، وطوف حول مدارس الشعر وطبيعة المفردة التي يستخدمها الشاعر نور الدائم بانتقاء وصفه بالمميز، ومن الجميل أن يهتم بيت الشعر بتواصل الأجيال، ونتمنى أن تستمر المبادرات في هذا الجانب، لافتاً إلى التدابير الاحترازية وأهميتها.


January 10, 2021 / 12:27 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.