جار التحميل...
والناس بين ملتزم مطيع وبين مستهتر مريع، وبين حاجر نفسه خشية أن يصاب أو يصيب، ومسرح نفسه لا يخشى رقيب ولا حسيب، وبين هذا وذاك عاش العالم في إرباك.
ما كان مجرد مرض في بداياته صار وباءً فتاكاً، انتقل من شرق آسيا لأوسطها وقلب أوروبا ولغرب العالم، في بضعة أيام وليال، كمم الأفواه، وعزز النظافة، وأعاد للبيوت هيبتها، وللعائلة مكانتها، كأنه يقول عودوا إلى رشدكم.
كورونا لا يخيفني، فقط جعلني حذراً واعياً متنبهاً ومتعظاً أيضاً، إلا أن أخباره وتناقضاتها وسوداويتها في بعض الأحيان جعلتنا في توجس، افتقدنا طعم الفرح، كدنا أن ننسى كلمة "مبارك"، نعم نحن والحمد لله في أمان واطمئنان إلا أن السعادة تنقصنا.
فبيننا من لم تكتمل فرحتهم وسعادتهم، ومن واجبنا كأفراد ومؤسسات خصوصاً الإعلامية منها أن نساهم في إتمام فرحتهم، فعلينا أن ننشر أخبار الإصابات والوفيات ونبعث برسائل التعاطف مع المصابين ورسائل المواساة والترحم لأهالي المتوفين، بالإضافة إلى نشر أخبار المواليد الجدد والزيجات والتخرجات وغيرها من المناسبات السعيدة، كي نهنأهم ونبارك وندعو لهم بتمام الخير والمراتب العلا والحياة الكريمة، فرحتهم باتت ناقصة لعدم مشاركتنا لهم إياه، لنفرح لهم ومعهم حتى تكتمل فرحتهم.