الشارقة 24:
أطلق دار الشعر بمراكش فقرة جديدة بعنوان "ضفاف شعرية"، حيث اختار الشعراء، أن يخطوا بطاقة تهنئة خاصة لعشاق الشعر والكلمة، بمناسبة نهاية سنة وحلول سنة ميلادية جديدة (2021)، حيث تناوبوا على إطلاق جمل قصيرة، يزرعون من خلالها الأمل، مشبعين بقيم الشعر في ترسيخ أفق الحب والعيش الإنساني المشترك.
وجمعت الفقرة الشعراء: إسماعيل واعرابي، وحليمة حريري، وإبراهيم الكراوي، الذين استطاعوا من خلال تجربتهم أن يجعلوا الكتابة الشعرية تحفر لأفقهم ومسارهم الإبداعي.
وفي ظل حرص دار الشعر بمراكش، على تجسير التباعد الاجتماعي بين الشعراء والنقاد والفنانين والمتلقي شعرياً، اختارت الدار أن تبث فقراتها على منصات التواصل الاجتماعي.
وتأتي هذه الفقرة الجديدة للدار، ضمن البرنامج الجديد للموسم الرابع 2020/2021، والذي افتتح بـ "الأبواب المفتوحة" على امتداد شهري أكتوبر ونوفمبر من السنة الجارية.
اختار الشاعر والناقد إبراهيم الكراوي، والذي زاوج بين الكتابة الشعرية والانشغال بأسئلة النقد، صاحب ديوان "أضغاث أحلام"، وكتاب نقدي "خطاب الحداثة في القصة العربية"/2007، من قصيدته "ضَوءٌ بَعيدٌ"، يقول: " أَسِرتْنِي/أحْلامُ اللَّيلِ.../كَانتْ تَرْمِينِي/ بالوُرُودِ،/ وتَختَفِي/ مِثْلَ أمْواجٍ/ تَنفَجرُ زبَداً نَاصِعاً/ غَيرَ أَنَّنِي،/ ألْمَحُ نُقْطَةَ ضَوءٍ فِي البَعيدِ، البَعِيدِ/ مِثْلَ قَرْيةٍ فَوْقَ الجَبَلِ،/ دُونَ أَنْ أَصِل/ دُونَ أَنْ أَصِل، فَقَط/ فِي البَعِيدِ، البَعِيدِ،/ أَلمَحُ وُجُوهاً غَامِضَةً/ وَالبِئْرُ العَمِيقُ كَقَلْبِ يَتِيمٍ/ وَرَائِحَةُ الدَّمِ تُزْهِرُ قُرُنْفُلاَ..
واختارت الشاعرة والفاعلة الجمعوية حليمة حريري، والتي صدر لها ديواني "غربة الروح" و"حواس الليل"، أن تقرأ قصائد بمسحة صوفية مسكونة بالوجع.
أما الشاعر والفنان إسماعيل الوعرابي، الناشط الفني والجمعوي بمدينة ورزازات، ومدير مهرجان "أماناي" الدولي للمسرح، والذي يزاوج بين الكتابة الشعرية والمسرح والتنشيط الثقافي والفني، والذي يسهر على تدبير وإدارة توطين مشروع فوانيس المسرحي، فخط وجع الشاعر حين يختار أن يصرخ "نحن لسنا بخير"..: " أيها الباغون/ فوق جنة الأرض/ سأخبر الرب عن كل شهوةٍ/ تسككنا وَنَنْفِيَها،/ عن كل هفوةٍ/ تغمرنا ونُخْفِيهَا،/ وأننا بشر لننظر في الخَلْقِ / ونقتفي/ سبل السابقين / ويقتفي، / بنا اللاحقون في الخُلُقِ،/ وأننا بشر لنذنب/ ونفكر في الأمر/ كيف دبر/ وهذه سنة الله بِحَقٍّ/ أما بعد،/ نحن لسنا بخير ...