جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد الكاتب والمفكّر العالمي مو جودت أن السعادة واجب يمارسه الإنسان يومياً بالاختيار الواعي، مشدداً على أن الرضا، والبحث عن الحقيقة، والقدرة على فهم المعلومات بعمق، هي مفاتيح أساسية لتحقيق السعادة والنجاح في عصر يمتلئ بالتحديات والمعلومات المتضاربة. ودعا الشباب إلى تطوير مهاراتهم الجوهرية، والتميّز في مجالاتهم، وتعزيز علاقاتهم الإنسانية باعتبارها المهارة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدلها.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "النجاح والسعادة في عصر التحديات"، أدارها عبد الله الحمّادي، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، حيث شارك جودت رؤاه حول السعادة، والتطور الشخصي، والذكاء الاصطناعي، وتأثير المحتوى الرقمي على المجتمعات الحديثة.
وانطلق جودت بالحديث عن انبهاره بتنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذكرياته مع معارض الكتب التي شكّلت مصدر إلهامه في طفولته، مؤكدًا أن علاقة القارئ بالكتاب علاقة لا يمكن أن تُستبدل مهما تطور العالم الرقمي، إذ يبقى الكتاب مساحة للتعمق، والتواصل مع الكاتب، واكتشاف المعرفة الدقيقة.
وأضاف أن الكتب تعطي القارئ الفرصة للتأمل والتفكير، فيما تبقى الموضوعات الحديثة كالذكاء الاصطناعي مرتبطة أكثر بالمصادر الرقمية لمواكبة السرعة الهائلة للتطور.
وأشار إلى تجربته الإنسانية المؤثرة بعد فقدانه ابنه، موضحاً أن ما تعلمه من هذه التجربة هو الصبر، والرضا، وأهمية التركيز على اللحظات القيمة في الحياة، وهو ما ألهمه لتأليف كتابه حول السعادة، بهدف نشر رسالة إيجابية وتعليمية، وتوسيع دائرة التأثير لتصل إلى ملايين القرّاء.
أكد جودت أن محتوى الإنترنت قد يطغى عليه الضجيج أحياناً، مشدداً على أهمية الوعي، والبحث الدائم عن المعلومات الدقيقة، والتفكير النقدي. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تحقق فوائد كبيرة في مجالات مثل الطب والرياضيات والتكنولوجيا، لكن الطريقة التي يستخدمها البشر هي ما تحدد أثره، مشيرًا إلى أن المسؤولية تقع على الإنسان في توظيف هذه الأدوات بشكل إيجابي.
وتناول جودت جانبًا من لقائه مع أنس بوخش في بودكاست حول الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه كان دائم الشغف بالتكنولوجيا منذ انضمامه إلى غوغل عام 2007، إلا أن ما يحدث اليوم يفوق كل التوقعات.
وشرح أن الذكاء الاصطناعي بات يبتكر أنواعًا جديدة من الرياضيات، ويصلح منظومات حسابية معقدة، ويُسهم في اكتشاف علاجات لأمراض خطيرة مثل السرطان، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس هو الخطر، بل طريقة توظيف البشر له. وأضاف: "من ينهي وظائف الناس هو المدير، وليس الذكاء الاصطناعي، ومن يصنع الأسلحة المدمرة هو الإنسان باختياره".
وقدّم جودت نصائح عملية للشباب لمواجهة عالم سريع التطور، من بينها اختيار مجال يتقنون التفوّق فيه، والسعي ليكونوا ضمن أفضل 30% في تخصصهم، وتطوير القدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل، وامتلاك رؤية واضحة لمستقبلهم، مع التركيز على بناء علاقات إنسانية قوية، كونها مهارة لا يمكن للذكاء الاصطناعي منافستها.
واختتم بالتأكيد على أن السعادة تبدأ بالبحث عنها بشكل واعٍ، مع تعزيز القيم التي تساهم في مجتمعات أكثر وعيًا ورضا.