نظمت "أطفال الشارقة" التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، سلسلة من الورش والفعاليات الفنية، في مراكزها بالإمارة، بمشاركة نحو 3894 طفلاً وطفلة، لتعزيز الهوية الإماراتية وتنمية مهاراتهم الفنية والإبداعية من خلال تجارب تربط التراث بالفن المعاصر والتقنيات الحديثة.
الشارقة 24:
في إطار سعيها إلى صقل مهارات الأطفال وتنمية مواهبهم الفنية والإبداعية، نظمت "أطفال الشارقة"، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، سلسلة من البرامج والورش الفنية البالغ عددها 2105 خلال الربع الثالث من العام، والتي شارك فيها نحو 3894 طفلاً وطفلة، من الفئة العمرية 6-12 سنة، بهدف تطوير المهارات الفنية وتعزيز الهوية الإماراتية، والتعرّف على تقنيات وأساليب فنية حديثة مستوحاة من التراث الإماراتي، وذلك في مراكزها المنتشرة على مستوى إمارة الشارقة.
وتسعى هذه البرامج إلى تنمية المهارات الإبداعية للأطفال من خلال تجارب غنية تجمع بين التراث والتكنولوجيا، وتحفّز على التفكير والتفاعل مع الثقافة المحلية، وتعزيز مكانتها في المجتمع، مثل ورشة "فن ثلاثي الأبعاد"، التي تعرف الأطفال على كيفية توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد وتحويل الأفكار الفنية إلى مجسّمات ملموسة، كما تم العمل على تركيب وتلوين مجسمات تعبّر عن تضاريس ومعالم خريطة إمارة الشارقة بأسلوب فني معاصر، يتيح للأطفال فرصة فهم بيئتهم المحلية بشكل مبتكر.
ولإثراء تجربتهم الفنية، تم تنظيم ورشة "فن الماندالا"، التي شجعت الأطفال على الرسم والتلوين لأشكال دائرية مركبة من نقوش هندسية ورموز متكررة، أسهمت في تعزيز تركيزهم ودقتهم الفنية.
كما تمكّن الأطفال من خلال ورشة "مسيرة فنان"، على رسم الحروف بأساليب فنية متنوعة باستخدام ألوان وخامات مختلفة، مستوحاة من تراث ومعالم الإمارات، وتحويلها إلى أعمال فنية ملموسة تعكس رؤاهم وإبداعهم الشخصي، واستكشاف طرق استخدام الحروف في اللوحات الفنية والديكورات بأسلوب يجمع بين الجمال والإبداع.
وعُقدت ورشة "مشروع البيت الإماراتي"، التي أظهرت لهم من خلال مجسّم البيت الإماراتي التقليدي، كيفية صناعة البيت القديم باستخدام الخشب، ومواد وأشكال محلية متوارثة عبر الأجيال لتعريفهم بتراثهم الثقافي، والامتداد العمراني لأجدادهم، مع التأكيد أنّ الفن أفضل وسيلة للتعبير عن الذات وبناء جسور ثقافية وإنسانية، تتطلّب وعياً ومعرفة بالثقافة الغنية والمتنوعة للدولة.
كما شملت الورش المنفذة للأطفال تنظيم ورشة "الخزف"، التي تعلّم فيها الأطفال أساسيات التشكيل وعمل مخرجات جماعية، إلى جانب ورشة "الفنون الرقمية"، التي مكّنت الأطفال من التعرّف إلى تقنيات مبتكرة في الفن الرقمي، من خلال دمج الخيال مع الفنون، عبر تخيّل أدوارهم في مستقبل الإمارة، بحيث يكونون قادرين على استخدام آليات جديدة تسهم في إدارة النفايات وحلول إعادة التدوير.
وفي ذات السياق، تم تقديم ورشة "فن الخط العربي والزخرفة النباتية"، التي تضمنت فنّ التذهيب والزخارف النباتية، وكيفية دمج الفنون مع الخط العربي، مما أضاف لمسة فنية جديدة لمهاراتهم، وتدريبهم على استخدام الأدوات المناسبة لتصميم أعمال فنية مبدعة، كما تعرفوا في ورشة "غرزة وفن" على أساسيات فن التطريز والخياطة البسيطة، من خلال دمج الغرز اليدوية بالفنون التشكيلية، حيث أبدع الأطفال في صناعة قطع فنية مطرّزة تعكس قيم ومبادئ المجتمع.
وفي ذات الإطار، أقيم معرض "جداريات أطفال الشارقة" في بيت الحكمة، حيث عرض الأطفال "13" جدارية تفاعلية تحت إطار معرض "الإمارات والعالم" الذي يهدف إلى إبراز مكانة الدولة كجسر يصل بين الهويات المتنوعة، عبّر الأطفال من خلاله عن حبهم وامتنانهم لدولة الإمارات، واعتزازهم بالثقافة والهوية الإماراتية، إذ يُمثّل المعرض مساحة للحوار والإبداع، تمتزج فيها براءة الطفولة بروح الفن المعاصر، مما يعكس قيم الانتماء والتعايش بين مختلف الثقافات.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم ورش "فنون مبتكرة" و"موشن جرافيك" و "المخورة الإماراتية" و"بصمات فنية" و"معالم الشارقة"، و"اليربوع الصحراوي" و"خطوات على الرمل"، وغيرها من الورش التي تظهر التزام مؤسسة "أطفال الشارقة" بتعزيز الفنون ودعم الأطفال في استكشاف مهاراتهم الفنية، تأكيداً على دورهم الفاعل في بناء المجتمع، وتعزيز حضورهم في المشهد الثقافي والفني المحلي والعالمي.