شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ44 جلسةً أدبية بعنوان "الروائع في تفاصيل الحياة اليومية"، ناقشت جوهر الجمال الكامن في التفاصيل الصغيرة، ودورها في بناء الرواية ومنحها عمقها الإنساني، وكيف يمكن للّحظات العادية أن تتحول في يد الكاتب إلى مشاهد نابضة بالحياة والمعنى.
الشارقة 24:
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ44 جلسةً أدبية بعنوان "الروائع في تفاصيل الحياة اليومية"، ناقشت جوهر الجمال الكامن في التفاصيل الصغيرة، ودورها في بناء الرواية ومنحها عمقها الإنساني، وكيف يمكن للّحظات العادية أن تتحول في يد الكاتب إلى مشاهد نابضة بالحياة والمعنى.
شارك في الجلسة الكاتبة المصرية نهى محمود، والكاتب الأمريكي بين لوري، وأدارتها الدكتورة لمياء توفيق، حيث سلط المتحدثان الضوء على علاقة الكاتب بالتفاصيل التي تصنع النص، ودور الخيال في تحويل الواقع إلى مادة سردية نابضة بالحياة.
وقالت نهى محمود، وهي روائية وصحفية مصرية مخضرمة صدر لها مؤخرًا رواية «أيام الغضب والمحبة»: إن عملية الكتابة معقدة لا يمكن تحليلها بدقة، فهي تبدأ من فكرة عابرة وقد تتبدل تمامًا حين تنتقل إلى الورق، لأن لكل شخصية ظروفها الخاصة".
وأوضحت أن روعة الكتابة تكمن في السحر الذي يتغشى الكاتب حين تستغرقه التفاصيل الصغيرة، مشيرة إلى أنها كانت تميل في بداياتها إلى النهايات السعيدة، لكنها اكتشفت لاحقًا أن النهاية الحقيقية تفرضها منطق الحكاية والشخصيات. واستشهدت برواية تناولت فيها موضوع الوحدة، حاولت تعديل فصلها الأخير، إلا أن النهاية بقيت حزينة كما أرادتها القصة نفسها.
وأضافت أن الكاتب بمثابة «بوابة لدخول العالم»، يضفي من روحه وهواجسه على النص، معتبرة أن الخيال والفضول عنصران أساسيان في بناء الشخصيات، موضحة أن الكتابة بالنسبة لها «جزء من عناية الإحساس» تساعدها على حل الغموض وإزالة التوتر، مؤكدة أن الكاتب يحتاج إلى عزلة وسكون ليخرج أفضل ما لديه رغم الفوضى اليومية.
من جانبه، تحدث بين لوري، المعروف بإبداعه في مجال القصة القصيرة، عن مفهوم الدهشة في الحياة اليومية قائلاً: “أجده حين أكتب قصصي، وحين نسمح للأشياء أن تحدث بطريقتها، فحين نكتب عن الأمور المدهشة، نحن في الواقع نحاول أن نوازن بين الخيال والواقع، وأن نرى ما هو مثير للاهتمام في كل ما نعيشه”. وروى ذكرى من طفولته حين كانت والدته توصله إلى المدرسة يوميًا، قائلاً: “كنت أظن أننا نصل إلى نهاية العالم، لكنها كانت مجرد بداية لعالم جديد كما يراه الطفل”.
وأشار إلى أنه بدأ مسيرته بكتابة السيناريوهات السينمائية قبل أن يتجه إلى القصة القصيرة التي وجد فيها مساحة أوسع للتعبير الذاتي، مضيفًا أن القصة تمنح الكاتب حرية أكبر لأنها تخرج منه ببساطة وتُقوده هو لا العكس. وقرأ لوري جزءًا من قصته «طائر الدودو» التي تجسد رمزية الجمال والألم والأمل في تفاصيل الحياة.
واختتمت الجلسة باتفاق الكاتبين على أن الكتابة سعي دائم لاكتشاف الدهشة في تفاصيل الحياة العادية، فالإيمان بالجمال، والقدرة على تحويل الألم إلى أمل، هما ما يجعل الأدب قادرًا على ملامسة القلوب وإحياء الدهشة.