في إطار تسارع النهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها إمارة الشارقة، تتقدّم هيئة الشارقة للدفاع المدني بخطى واثقة لترسيخ بيئة آمنة ومستدامة، تجمع بين كفاءة الأداء، والتقنيات الحديثة، والاستجابة السريعة، بما يعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في جعل الإنسان محور التنمية وأساسها، ويعزّز مكانة الشارقة باعتبارها إمارة تتقدّم بالنمو دون أن تتراجع في الأمان.
الشارقة 24:
في كل لحظة من نهار أو ليل، وفي كل زاوية من إمارة الشارقة، هناك أبطال يقفون في الخطوط الأولى، يراقبون ويستجيبون ويحمون، ليجعلوا من الجاهزية أسلوب حياة، ومن حماية الأرواح والممتلكات رسالة وطنية لا تنام، فمع تسارع النهضة العمرانية والاقتصادية التي تشهدها الإمارة، تتقدّم هيئة الشارقة للدفاع المدني بخطى واثقة لترسيخ بيئة آمنة ومستدامة، تجمع بين كفاءة الأداء، والتقنيات الحديثة، والاستجابة السريعة، بما يعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في جعل الإنسان محور التنمية وأساسها، ويعزّز مكانة الشارقة باعتبارها إمارة تتقدّم بالنمو دون أن تتراجع في الأمان.
وتواصل الهيئة جهودها لتطوير منظومة متكاملة للسلامة والوقاية، من خلال استراتيجيات استباقية تركّز على خفض معدلات الحوادث، ورفع الوعي المجتمعي، وتطبيق أعلى المعايير العالمية في الاستجابة والتدريب والتجهيز، فكل مركز وكل دورية وكل فرد في الدفاع المدني هو جزء من شبكة عمل مترابطة تمتد عبر مدن الإمارة ومناطقها، وتعمل على مدار الساعة لتؤكد أن الأمن والأمان ليس صدفة، بل نتيجة لتخطيط دقيق وإصرار جماعي على تحقيق الجاهزية الشاملة، ضمن بيئة عمل تتسم بالاحترافية والالتزام والمسؤولية تجاه المجتمع.
وفي هذا الإطار، قال سعادة العميد يوسف عبيد حرمول الشامسي، مدير عام هيئة الشارقة للدفاع المدني: "تستند رؤية الهيئة إلى نهج الدولة في جعل سلامة الإنسان أولوية وطنية تتقدّم على كل اعتبار، فنحن نعمل في إطار استراتيجية وطنية شاملة يقودها فكر القيادة الرشيدة، ونترجم هذه الرؤية إلى خطط عمل واقعية ترتكز على الاستدامة، والابتكار، والشراكة المجتمعية. وهدفنا أن تكون الشارقة نموذجاً يُحتذى في الوقاية من المخاطر، واستشراف المستقبل في مجال إدارة الطوارئ".
وأوضح سعادته أن الهيئة تعمل على مواءمة جميع خططها التشغيلية مع مؤشرات الأداء الحكومية والاستراتيجيات الوطنية، ضمن رؤية تركز على تطوير العنصر البشري وتمكينه بالمعرفة والتقنيات الحديثة. وأضاف: "نحن لا ننتظر الطوارئ لنتحرّك، بل ننطلق قبل أن تقع. نخطط، ونراقب، ونحلل، ونبني قدراتنا على أسس علمية وميدانية متينة. والغاية الأسمى هي بناء ثقافة سلامة مجتمعية تجعل كل فرد في الشارقة جزءاً من منظومة الوقاية والوعي، ليصبح الدفاع المدني مسؤولية مشتركة بين الجميع".
ويأتي ذلك في وقت تعمل فيه هيئة الشارقة للدفاع المدني على إدارة شبكة واسعة من المراكز المنتشرة في جميع مناطق الإمارة، مدعومة بأنظمة اتصال ومراقبة متطورة، وتشكيلات ميدانية جاهزة للاستجابة في مختلف الظروف، وتخضع هذه المراكز إلى خطط تطوير وتحديث مستمرة تشمل المعدات، والآليات، وبرامج التدريب، بما يعزّز قدرتها على التعامل مع مختلف أنواع الحوادث بسرعة ودقة عالية. كما يتم العمل على تحديث غرف العمليات وربطها إلكترونياً مع الجهات المعنية لضمان أعلى درجات التنسيق الفوري في حالات الطوارئ.
وأكد سعادة العميد سعيد عبيد راشد السويدي، نائب مدير عام هيئة الشارقة للدفاع المدني، أن الجاهزية الميدانية تمثل أحد أهم محاور عمل الهيئة، موضحاً أن الأداء اليومي يعتمد على التكامل بين العنصر البشري والبنية التحتية الذكية. وقال: "تضم الهيئة اليوم 14 مركزاً مجهزاً بأحدث المعدات والآليات المتخصصة، إلى جانب نقاط تمركز موزعة في المواقع الحيوية مثل المناطق الصناعية والموانئ والمجمعات التجارية والسياحية، وهذا الانتشار الواسع يتيح سرعة الوصول إلى موقع البلاغ خلال دقائق معدودة، وهو ما يعكس حجم الاستثمار في تطوير قدراتنا البشرية والتقنية، ويترجم حرصنا على الوصول إلى كل موقع حادث بأقصر وقت ممكن".
وأضاف السويدي أن الهيئة تعتمد على برامج تدريب متقدمة تُحدّث بشكل دوري، وتستفيد من التجارب الدولية في مجال مكافحة الحرائق، والإنقاذ، والإخلاء، والإطفاء البحري، لتظل فرقها الميدانية قادرة على مواجهة أي طارئ مهما بلغت شدته، وأشار إلى أن الأنظمة الذكية التي تعتمدها الهيئة تسهم في ربط مراكز القيادة والسيطرة بالميدان على مدار الساعة، بما يرفع مستوى التنسيق وسرعة اتخاذ القرار، ويضمن استجابة دقيقة قائمة على البيانات والموقع الجغرافي الفعلي.
وتنفذ الهيئة برامج توعية مجتمعية واسعة على مدار العام، تشمل الحضانات، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات الحكومية والخاصة، إلى جانب ورش ميدانية في الأحياء السكنية لتعريف الجمهور بأسس الوقاية والإخلاء، واستخدام الطفايات، والتعامل الصحيح مع مصادر الخطر، وتعد هذه الجهود التوعوية جزءاً أصيلاً من عمل الدفاع المدني، الذي يؤمن بأن الوقاية هي خط الدفاع الأول عن الأرواح والممتلكات، كما تطلق العديد من المبادرات المبتكرة التي تعزز المشاركة المجتمعية وترسخ قيم المسؤولية المشتركة تجاه الوقاية والسلامة العامة.
وتسهم الهيئة بدعم التنمية المستدامة عبر إدماج مفاهيم الاستدامة البيئية في عملياتها التشغيلية، من خلال تحديث أسطول المركبات ليكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، واستخدام أنظمة إنارة صديقة للبيئة في المراكز، وتأتي هذه المبادرات ضمن التزامها برؤية حكومة الشارقة في خفض الانبعاثات وتعزيز جودة الحياة، إلى جانب تبنيها أنظمة إلكترونية متطورة تسهّل على المتعاملين الحصول على خدماتها بسرعة وكفاءة دون الحاجة إلى مراجعة المراكز الميدانية.
وبينما يواصل رجال الدفاع المدني أداء مهامهم على مدار الساعة، يظل الهدف واحداً: أن تظل الشارقة مدينة آمنة لكل من يعيش على أرضها أو يزورها، فكل بلاغ يتم التعامل معه ليس كمجرد حادث، بل باعتباره اختباراً جديداً للجاهزية، وتجسيداً يومياً لقيمة العمل الجماعي والانتماء الوطني، وتبقى الإنجازات التي يحققها أبطال الدفاع المدني كل يوم انعكاساً لروح العطاء التي تميّز مجتمع الإمارات، وللقيم الراسخة التي تربّت عليها الأجيال في ميادين الخدمة العامة والولاء للوطن.