جار التحميل...
الشارقة 24:
في إطار جهودها لتعزيز تطبيقات الاستدامة على أرض الواقع وتحويل الأفكار الأكاديمية إلى إنجازات عملية، نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، بحضور سعادة هنا سيف السويدي، رئيس الهيئة، اللقاء التعريفي الثاني لعرض مشاريع الجامعات الفائزة في الدورة الثالثة عشرة لجائزة الشارقة للاستدامة 2025، وذلك يومي الأربعاء والخميس، 1 و2 أكتوبر، في سفاري الشارقة، بمشاركة واسعة من المؤسسات والشركات ذات الصلة بمجالات الاستدامة والابتكار البيئي.
هدف اللقاء إلى تعزيز التكامل بين مخرجات البحث العلمي واحتياجات المؤسسات العملية، من خلال إتاحة الفرصة أمام الجهات المشاركة للاطلاع على 14 مشروعاً فائزاً في مجالات متنوعة تشمل التصميم المستدام والبناء، البحث العلمي، الطاقة والحد من الانبعاثات، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حماية صحة الإنسان والبيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية. واستعرض الطلبة وأعضاء الهيئات الأكاديمية خلال اللقاء تفاصيل مشاريعهم من حيث الفكرة، المشكلة المطروحة، آليات التطبيق، النتائج، والحلول البديلة المبتكرة، بما يمكّن المؤسسات من تبني هذه المشاريع وتفعيلها عملياً.
أكدت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أن تنظيم اللقاء التعريفي الثاني بمشاريع الجامعات الفائزة بجائزة الشارقة للاستدامة يمثل خطوة استراتيجية تتجاوز إطار التكريم إلى تفعيل مخرجات البحث العلمي والأفكار المبتكرة وتحويلها إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ، تسهم في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز مسار التنمية المستدامة، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في أن تكون الإمارة نموذجاً يحتذى به في الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية، وتوفير بيئة متوازنة للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضافت سعادتها:" إن ما يميز هذا اللقاء أنه يوفّر منصة للتكامل بين الجامعات والقطاع المؤسسي، حيث يمكن للمؤسسات والشركات الاطلاع على المشاريع الفائزة والتعرف على جدواها العملية، بما يفتح المجال أمام تبنيها وتطبيقها على أرض الواقع. فالتنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال شراكات فاعلة تجمع بين الأكاديميات والقطاع الخاص والجهات الحكومية، بما يضمن تحويل الأفكار المتميزة إلى إنجازات ملموسة تدعم الاقتصاد الأخضر وتعزز مكانة دولة الإمارات، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، كمرجع رائد في مجالات الابتكار البيئي والتنمية المستدامة."
تضمن اللقاء عرض مشاريع في مجال التصميم المستدام والبناء، حيث قدّم طلبة جامعة الإمارات مشاريع نوعية مثل تطوير خرسانة جيوبوليمرية مسامية خالية من الأسمنت، وتصميم نموذج إسكان صفري الطاقة. تلا ذلك عرض مشاريع البحث العلمي للدراسات العليا في الاستدامة، والتي تضمنت حلولاً مبتكرة مثل تطوير بلوكات خرسانية مستدامة ومكربنة وطرح ملامح مستقبل صناعة الليثيوم بجامعة خليفة. كما تواصل البرنامج مع مشاريع البحث العلمي لطلبة البكالوريوس في الاستدامة مثل تقييم مخاطر مياه الأمطار في التطوير الحضري بمدينة العين باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ومشروع مسارات المياه: إعادة تأهيل القصباء. واختُتم اليوم الأول بعرض مشاريع في مجال الاستدامة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث قدّم طلبة جامعة خليفة وجامعة أبوظبي أفكاراً متميزة لإعادة استخدام الخبث الفولاذي في ترميم الشعاب المرجانية، وتطوير قوارب ذاتية الحركة لجمع النفايات البلاستيكية من المحيطات.
وشهد اليوم الثاني عرض مشاريع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة، من أبرزها مشروع الجامعة الأمريكية في الشارقة لاكتشاف تسربات النفط باستخدام صور الرادار، ومشروع جامعة هورايزون لتطوير نظام مواقف سيارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما تم عرض مشاريع طاقة المستقبل والانبعاثات لجامعة الإمارات، التي شملت تحويل نفايات البولي فينيل كلورايد كمصادر بديلة للطاقة، وتطوير مفاعلات حيوية غشائية لتحليل السيلانوز الأنزيمي. واختتم البرنامج بجلسات الاستدامة في الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، حيث عرض طلبة جامعة خليفة بحوثاً متقدمة في استخراج الذهب من النفايات الإلكترونية باستخدام بوليمرات مبتكرة، إلى جانب مشروع للجامعة الأميركية في الشارقة حول التحلل الضوئي لمركبات "PFAS" الكيميائية الضارة باستخدام تقنيات متطورة.