الشارقة 24:
ينفرد المشهد الثقافي في إمارة الشارقة بالعديد من الصروح الثقافية الثرية، والمكتبات العامة، وتُعدُّ مكتبة المنتدى الإسلامي في إمارة الشارقة ركيزة أساسية ضمن المشهد الثقافي المزدهر للإمارة، وتلعب دوراً محورياً في صون التراث الإسلامي الأصيل ودعم علوم القرآن الكريم، ففي ظل الرؤية الثقافية الطموحة للشارقة بأن تكون مركزاً إقليماً للعلم والمعرفة، تجسد المكتبة هذا الطموح من خلال توفير بيئة علمية غنية ومحفزة للباحثين وطلاب العلم من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وتشهد المكتبة توسعاً نوعياً مستمراً في مقتنياتها، حيث اقتنت مؤسسة المنتدى خلال السنوات الأخيرة أكثر من 80 ألف عنوان جديد، ما جعلها واحدة من أكبر المكتبات العامة المتخصصة في العلوم الشرعية على مستوى المنطقة، وتضم المكتبة كنوزاً معرفية فريدة، تشمل مجموعات قيمة من المخطوطات والوثائق الأصلية، إضافة إلى مجموعة واسعة من الرسائل الجامعية، كتب التاريخ الإسلامي، والتراجم، مما يلبي الاحتياجات البحثية المتنوعة للباحثين والدارسين.
وتؤمن إدارة المنتدى الإسلامي أن الكتاب هو حجر الزاوية في بناء مجتمع مثقف ومبدع، ومن هذا المنطلق، تواصل المكتبة تنفيذ مشروعها الطموح "ثقافة الكتاب"، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية القراءة ودفع عجلة التقدم المعرفي في المجتمع، وفي إطار هذا المشروع، شهدت المكتبة هذا العام إثراءً كبيراً بتخصصات نادرة في العالم العربي، مثل اللسانيات والدراسات الاصطلاحية، إلى جانب إضافة عدد كبير من الرسائل العلمية لأبرز الأكاديميين، خاصة في مجالات مثل الاقتصاد الإسلامي، وذلك استجابة للطلب المتزايد على هذه العلوم الحيوية.وبالإضافة إلى دورها في حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية، تعمل المكتبة على تمكين الباحثين والمهتمين بالمعرفة من خلال توفير بيئة علمية مثالية تسهل عليهم الوصول إلى المصادر القيمة والمتنوعة، مما يسهم في دعم الحركة البحثية والفكرية على المستويين المحلي والدولي.
وتُعدُّ مكتبة المنتدى الإسلامي نموذجاً فريداً في تقديم بيئة علمية محفزة للبحث والإبداع، وفي نشر العلوم الإسلامية وترسيخ قيمها في المجتمع، بما يجسد التزام الإمارة الراسخ بخدمة علوم القرآن الكريم وتعزيز ثقافة الكتاب والقراءة كركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع.