منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر يرسّخ المكانة على الخريطة

وقد جاء المنتدى ثمرة للجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة، والتي تأسست عام 1996 بهدف تطوير القطاعات التجارية والسياحية، وتعزيز حضور الإمارة على المستويين المحلي والإقليمي، وصولاً إلى العالمية، ومع مرور الوقت، تطوّر المنتدى ليصبح منصة دولية مرموقة متخصصة في استشراف مستقبل السياحة، ومعالجة التحديات التي تواجهها، مؤكداً في الوقت ذاته الدور المحوري لإمارة الشارقة في المشهدين التجاري والسياحي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مسيرة التطور والنمو للمنتدى: إنجازات سياحية متميّزة

يعكس منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر قدرة الإمارة على مواكبة التطورات العالمية، وترسيخ مكانتها بكونها مركزاً للفكر السياحي المتقدم؛ إذ شهد المنتدى منذ انطلاقته تطوراً ملحوظاً، وتناول في نُسخه المختلفة مواضيع محورية متنوعة على مدار الأعوام منها؛ الابتكار المستمر (2017)، وسياح الألفية والسياحة الاقتصادية (2018)، والسياحة المستدامة ودعم الأعمال (2019)، وفي عام 2020 استجاب المنتدى للتحديات العالمية بمناقشة مستجدات القطاع السياحي في ظل جائحة كوفيد-19، كما ركز في 2021 على السياحة الذكية والتحديات العالمية، وفي 2022 على بناء مستقبل مستدام للقطاع. 

أما النسخة الحادية عشرة من المنتدى عام 2024، فحملت شعار "مستقبل السياحة: في مجالات الرقمنة، الصحة والسلامة"، بمشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء وقادة الصناعة الذين ساهموا في تشكيل المناقشات حول القضايا الأكثر أهمية في قطاعي السفر والسياحة.

الرعاية السامية والدعم الحكومي: ركيزة أساسية للنجاح والتميّز

يحظى منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، مما يعكس الاهتمام الرسمي الكبير بتطوير القطاع السياحي، وترسيخ مكانة الإمارة على الساحة العالمية، كما يشهد المنتدى حضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة الذي يتابع فعالياته عن كثب ويكرم المشاركين، ويأتي هذا الدعم الحكومي ليؤكد على أهمية المنتدى ضمن استراتيجية الإمارة لتعزيز القطاع السياحي، وجعل الشارقة وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم.

التأثير والأهمية: منصة عالمية لصناعة المستقبل

يحتل منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر مكانة مرموقة بكونه حدثاً عالمياً راسخاً وأساسياً بالنسبة لخبراء القطاع، وممثلي الحكومات وقادة القطاع الخاص؛ فقد نجح في ترسيخ مكانته كحدث يحرص على حضوره كلٌّ المهنيين وأصحاب المصلحة، وفيما يأتي عرض لأبرز جوانب تأثير المنتدى وأهميته في صناعة السياحة: 

مركز تبادل الخبرات والمعارف

يشكل المنتدى بيئة خصبة لإثراء المعرفة المتخصصة لدى العاملين في صناعة السياحة؛ إذ يتيح الفرصة للاستفادة من التجارب العالمية المتقدمة، ويمكن المشاركين من الاطلاع على أحدث المستجدات في الأسواق العالمية، فضلاً عن كونه يمثل ملتقى مثالياً لبحث الاستراتيجيات، والوسائل الكفيلة بالارتقاء بالقطاع السياحي الإماراتي نحو آفاق أوسع.

وقد ناقشت النسخ السابقة موضوعات حيوية مثل؛ جيل الألفية والسفر الاقتصادي، الذي يركز على المسافرين المولودين بين الثمانينيات ومطلع الألفية، والذين يفضلون السفر الذكي بأقل تكلفة وأقصى استفادة، كما يُجرى تبادل الخبرات حول استراتيجيات التسعير التنافسي، وابتكار حزم سياحية متنوعة، ومواكبة تفضيلات المسافرين المتغيرة التي تتطلب من الوجهات السياحية التكيف السريع والمستمر لضمان جذب أكبر عدد من الزوار والحفاظ على موقعها التنافسي في السوق العالمي.

نقطة التقاء التطوير التقني والإبداع

يستقطب المنتدى رواد الصناعة والمبدعين في حوار معمق حول دور التقنيات الحديثة والابتكار في إعادة تشكيل الصناعة السياحية على نطاق عالمي، مما يدعم جهود الإمارة في تعزيز موقعها الرائد ضمن اتجاهات السياحة المسؤولة والآمنة والمدعومة بالحلول الرقمية المتطورة، وذلك من خلال دمج المفاهيم التقنية مع متطلبات الصحة والأمان.

ويركز المنتدى بشكل خاص على الاستثمار في تطبيقات الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي؛ لتمكين الزوار من التخطيط لحجوزاتهم والتنقل بسهولة، كما تناولت نسخ المنتدى موضوع التحول الرقمي كأبرز الفوائد الإيجابية لجائحة كوفيد-19 على عمليات القطاع السياحي، مع التطرق إلى البروتوكولات الصحية المتقدمة، والحلول الرقمية التي تهدف إلى تعزيز الأمان الصحي وجعل تجربة السائح آمنة وموثوقة.

منصة لإنتاج الأفكار الخلاقة

تكمن قيمة المنتدى الحقيقية في إمكانيته على إطلاق مفاهيم وحلول إبداعية متطورة تدعم الجهود الرامية إلى تأكيد مكانة دولة الإمارات بكونها مقصداً سياحياً متميّزاً ومسؤولاً بيئياً، الأمر الذي يرفع من شأن إمارة الشارقة ضمن الوجهات السياحية العالمية، ويعمق من دورها القيادي في مجال السياحة والسفر إقليمياً وعالمياً.

ومن الأفكار الخلاقة التي ناقشها المنتدى مفهوم السياحة المستدامة؛ فقد جمع صناع القرار، والخبراء الدوليين لاستكشاف أفضل الممارسات والحلول المبتكرة في رحلة التحول نحو الريادة في السياحة المستدامة، كما ناقش فكرة مشروع تجريبي لقياس السياحة المستدامة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة لقياس الأثر الاقتصادي، والبيئي، والثقافي، والاجتماعي لقطاع السياحة.

وفي الختام، يمثل النجاح المتواصل لمنتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر نموذجاً يُحتذى به في بناء الجسور بين الرؤى الاستراتيجية والتطبيق العملي، كما يؤكد أنَّ الاستثمار في الفعاليات النوعية، والحوار البناء مع خبراء الصناعة يشكل الأساس الراسخ لتحقيق التميّز في القطاعات الحيوية، ويبقى هذا المنتدى شاهداً على قدرة إمارة الشارقة على ريادة التحولات الإيجابية، وصياغة مستقبل أكثر إشراقاً للصناعات الاستراتيجية على المستوى الإقليمي والعالمي.

المراجع 

[1] shf.sharjahtourism.ae,  نسخ المنتدى السابقة
[2] sgmb.ae, سلطان بن أحمد القاسمي يشهد انطلاق منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر في نسخته الـ 11
[3] sharjah24.ae, منتدى "الشارقة للسياحة" يستكشف الآفاق المستقبلية للقطاع 25 نوفمبر
[4] sharjahevents.ae, منتدى الشارقة الدولي للسفر والسياحة 2025
[5] sharjahairport.ae, هيئة مطار الشارقة الدولي تختتم مشاركتها في النسخة الـ11 من منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر