جار التحميل...
الشارقة 24:
في إطار الدور المحوري الذي تضطلع به منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، في تعزيز التنمية الثقافية والمعرفية المستدامة، أكّد المكتب الإقليمي للمنظمة في الشارقة، أن دعم الإبداع والابتكار، والاهتمام بالبيئة المعرفية، وتكامل الجهود التربوية والعلمية، يُعدّ من أهم الأولويات الاستراتيجية التي تسهم في بناء جيل متمكن، وواعٍ، ومتصالح مع مجتمعه وبيئته.
وأوضح سعادة سالم عمر سالم مدير المكتب الإقليمي لـ"الإيسيسكو" في الشارقة، أن تمكين الأجيال الجديدة من أدوات المعرفة والثقافة، يمثل ركيزة أساسية في رؤية المنظمة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية، خاصة خلال الإجازات الصيفية، تشكل فرصة ثمينة لتعزيز المهارات والوعي، من خلال برامج تجمع بين التعليم والترفيه والتفاعل المجتمعي.
وأشار سالم، إلى أن "الإيسيسكو"، تضع في صلب توجهاتها تمكين الأطفال واليافعين، من خلال مبادرات نوعية تدمج العلوم بالثقافة، وتفتح آفاق التفكير النقدي والإبداعي، وتدعو إلى التعامل الواعي مع قضايا البيئة، من منطلق المسؤولية المجتمعية، والهوية الحضارية التي لطالما ارتبطت في ثقافتنا الإسلامية بالتوازن مع الطبيعة.
وأضاف مدير المكتب الإقليمي لـ"الإيسيسكو" بالشارقة، أن البرامج التي يُنفذها المكتب، بالتعاون مع مختلف المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية، تُعنى بتقديم محتوى معرفي محفّز يربط النشء بقيمهم الأصيلة ويؤهلهم لفهم تحديات العصر، لافتاً إلى أن دعم الإبداع في مجالات مثل الرسم، والابتكار العلمي، ومشاريع الاستدامة، لم يعد ترفاً بل ضرورة تنموية، وأكد أن وعي الأجيال بقضايا البيئة والتغير المناخي والاقتصاد الأخضر، يجب أن ينطلق من المدرسة والحي والمخيم الصيفي، وأن يُرسّخ بأساليب تعليمية تفاعلية قائمة على التجربة والمشاركة، وهو ما تسعى "الإيسيسكو" إلى تعزيزه من خلال مبادراتها وبرامجها الصيفية الموجهة للنشء.
وأكد سالم، أن المكتب الإقليمي يعمل على بناء جسور معرفية بين الأطفال والمجتمع من خلال الأنشطة التي تنفذ في المخيمات الصيفية، والمتاحف، والمراكز العلمية، منوهاً إلى أن تنظيم الورش البيئية، وزيارات المواقع الطبيعية، والمشروعات التوعوية حول إدارة النفايات والطاقة المتجددة، تمثل أدوات فعالة لتوسيع وعي الأطفال بقضايا العصر وربطهم بمحيطهم.
وأضاف سعادته، أن "الإيسيسكو" تؤمن بأن الثقافة لا تقتصر على الكتب والمناهج، بل تتجلى في السلوك اليومي والقرارات الفردية، لذا فإن غرس القيم البيئية، وتنمية الحس الإبداعي، وتعزيز التفكير الناقد لدى الأطفال، يُعدّ استثماراً طويل الأمد في بناء مواطنين إيجابيين يشاركون في صناعة السياسات مستقبلاً.
وأكد سالم عمر سالم، أن المكتب الإقليمي للمنظمة في الشارقة سيواصل جهوده الحثيثة لدعم الأنشطة الثقافية والعلمية والإبداعية التي تستهدف الأطفال واليافعين، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والمجتمعية، وذلك بما ينسجم مع رؤية المنظمة الأم، وتوجهات إمارة الشارقة التي أرست نموذجاً رائداً في احتضان الطفل، وحماية البيئة، وتمكين الإنسان من خلال العلم والمعرفة.