نفذت بلدية دبا الحصن مبادرتها المجتمعية السنوية "جود السعف"، بتوزيع تباشير الرطب من نخيل المدينة على السكان، والمؤسسات الحكومية، والمساجد، وذلك تعزيزًا لقيم الجود والعطاء، واحتفاءً بالنخلة كرمز للبركة والعطاء الإماراتي.
الشارقة 24:
نفذت بلدية دبا الحصن مبادرتها المجتمعية السنوية "جود السعف"، بتوزيع تباشير الرطب من نخيل المدينة الفاضلة، على سكانها والمؤسسات الحكومية العاملة فيها، بالإضافة إلى المساجد، تعزيزاً لقيم الجود والعطاء في موسم الخير، واحتفاءً بالنخلة كرمز للبركة والعطاء الإماراتي.
وجاءت مبادرة "جود السعف"، بالتزامن مع قرب موسم الرُطب والخير الوفير، الذي يستبشر به مواطنو دولة الإمارات، لأنها تحمل معها تباشير وبدايات الرُطب الذي يدل على قدوم فصل الصيف، والتي ارتبطت برحلة مليئة بالقصص والذكريات، خصوصاً في ذاكرة كبار السن من المواطنين.
ولاقت هذه المبادرة استحساناً كبيراً من قبل أعيان المنطقة ورؤساء ومدراء الدوائر والهيئات الحكومية العاملة في المدينة الفاضلة، والتي من شأنها تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية، حيث يُعتبر الرطب جزءاً من التراث الزراعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
بلغ عدد أشجار النخيل التي تُعنى بها بلدية دبا الحصن نحو 800 نخلة موزعة على مختلف مناطق المدينة، حيث تم خلال هذا الموسم جني محاصيل وفيرة من أكثر من 5 أنواع مختلفة من الرطب، أبرزها: نغال، وخنيزي وغيرها.
ومن جانبها، قالت خديجة نجيب مدير إدارة الزراعة في البلدية: "إن هذا التنوع في المحاصيل سيسهم بشكل كبير في تعزيز الاكتفاء المحلي من التمور خلال الموسم، كما أن التوسع في زراعة النخيل سنوياً يُعد إحدى ركائز خطط الاستدامة الزراعية في المدينة، لا سيما في ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية. حيث تساهم النخلة في توازن النظام البيئي، وحفظ التربة، وتقليل درجات الحرارة في المناطق الزراعية، مما يعزز قدرة المدينة على التكيف مع المتغيرات المناخية، ودعم الأمن الغذائي على المدى الطويل".
وأضافت خديجة نجيب: "أن إدارة الزراعة في البلدية قامت بتطبيق أنظمة متطورة للعناية بأشجار النخيل، تضمنت برامج دورية للتسميد والري والتحليل البيئي، بالتعاون مع جهات مختصة. كما أُجريت دراسات علمية لتحليل جودة التربة والمياه، وفحص المحاصيل لضمان سلامتها وتحقيق أعلى مستويات الجودة في الإنتاج. وتسعى البلدية من خلال هذه الخطط العلمية المتكاملة إلى تحقيق أفضل عائد زراعي، وضمان استمرارية نمو القطاع الزراعي بشكل فعّال ومستدام".
وأكد سعادة طالب عبد الله اليحيائي مدير بلدية دبا الحصن، اهتمام البلدية في تنظيم هذه المبادرة سنوياً، تعزيزاً لمبدأ التواصل المجتمعي بالمدينة الفاضلة وترسيخاً للقيم المرتبطة بالتراث والعادات والتقاليد الإماراتية المتوارثة عن الأجداد، إلى جانب المساهمة في نشر الوعي حول أهمية التراث الزراعي، حيث يعتبر هذا الموسم رمزاً للبركة والعطاء الإماراتي.
وأضاف اليحيائي: "أن موسم الرطب هذا العام جاء بشكل وفير، نتيجة للاهتمام الكبير من قبل إدارة الزراعة في البلدية التي تحرص بشكل كبير على رعاية وصيانة أشجار النخيل وكافة المساحات الخضراء بالمدينة الفاضلة، مما عزز ذلك نجاح الخطط الزراعية وإنتاج كميات وفيرة خلال موسم الرطب".
وأشار اليحيائي: "إلى أن مبادرة (جود السعف)، حققت تفاعلاً كبيراً لدى أهالي المدينة الفاضلة، لارتباطها بالتراث والموروث الشعبي الذي تتناقله الأجيال، نظراً لأنها واحدة من العادات والتقاليد التي توارثها أبناء المجتمع الإماراتي، حيث اعتاد الناس على استقبال فصل الصيف فرحين ببشاراته ودلالات قدومه".
ويعتبر قطاع النخيل في دولة الإمارات من القطاعات الحيوية الهامة التي تساهم في منظومة الأمن الغذائي، ولقد أولت الإمارات أهمية كبيرة لهذا القطاع، وذلك من خلال المبادرات والبرامج الهادفة للمحافظة على هذه الشجرة من الآفات الرئيسة التي تلحق الضرر بها، وكذلك اتباع الأساليب والطرق الحديثة لتحسين جودة ونوعية الثمار بهدف الوصول إلى ثمار ذات جودة عالية جداً.