جار التحميل...
الشارقة 24:
نظّمت دائرة الشارقة الرقمية، ملتقى الشارقة لنظم المعلومات الجغرافية، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية في الإمارة، إلى جانب نخبة من الشركات التكنولوجية الرائدة في هذا المجال، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم التحوُّل الرقمي، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الحكومية عبر توظيف أحدث التقنيات في القطاع الجيومكاني.
وشهد ملتقى نظم المعلومات الجغرافية، الذي عُقد في مجمع الجادة بالشارقة، حضور الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، إلى جانب مشاركة واسعة ضمت نحو 172 شخصاً، بينهم عدد من كبار الشخصيات وقيادات الدوائر والمؤسسات الحكومية في الإمارة، من أبرزهم سعادة المهندس عمر خلفان بن حريمل الشامسي، رئيس دائرة شؤون البلديات.
وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، أهمية ملتقى الشارقة لنظم المعلومات الجغرافية باعتباره منصة فاعلة لتعزيز تبادل الخبرات وتوسيع آفاق التعاون بين الجهات الحكومية، مشيراً إلى أن البيانات الجيومكانية أصبحت اليوم من العناصر الأساسية لدعم اتخاذ القرار، وتطوير الخدمات، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وأعرب عن تطلّعه إلى أن يسهم الملتقى في تعزيز العمل المشترك لتطوير بيئة رقمية متكاملة تعتمد على معلومات دقيقة وموثوقة يمكن توظيفها في خدمة المجتمع، والإسهام في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة للإمارة.
وفي كلمتها الافتتاحية للملتقى، نوّهت سعادة المهندسة لمياء الحصان الشامسي، مديرة دائرة الشارقة الرقمية، بأهمية توظيف نظم المعلومات الجغرافية في مجالات مثل التخطيط الحضري وإدارة البنى التحتية والبيئة والخدمات العامة باعتبارها ركيزة أساسية لدعم التنمية المستدامة وفق رؤى واضحة وخطط مدروسة. كما أكّدت على التزام الدائرة بتعزيز مكانة هذا القطاع الحيوي، وتمكين العاملين فيه، وتوحيد الجهود المشتركة لاستثماره في تحسين جودة الحياة، والمُضي قُدماً في تحقيق التكامل الرقمي.
وأشارت سعادتها، في هذا الإطار، إلى منصة "مدى" للبيانات الجغرافية التي أطلقتها الدائرة خلال جيتكس 2024؛ لتعزيز مشاركة البيانات الجيومكانية على مستوى الدولة. وتوفّر منصة "مدى" قاعدة بيانات مركزية محدَّثة باستمرار تُتيح تبادل المعلومات الجغرافية بين الجهات الحكومية، ما يسهم في تحسين التخطيط المكاني، وتسريع الإجراءات الحكومية، وتعزيز جودة الخدمات العامة، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي في الإمارة.
كما أكد سعادة عبيد سعيد الطنيجي، مدير عام بلدية مدينة الشارقة، أن مشاركة البلدية في الملتقى تأتي في إطار حرصها على نقل خبراتها واستعراض مشاريعها في مجال نظم المعلومات الجغرافية، والاستفادة من التجارب القائمة؛ لتعزيز منظومة العمل وتحسين كفاءة الأداء، مواكَبةً لتوجّهات الإمارة، وأوضح أن هذا التطوير شمل عدداً من المشاريع الرقمية المتقدمة التي توظّف نظم المعلومات الجغرافية، مثل "التفتيش الذكي" وتطبيق إصدار شهادات عدم الممانعة لخدمات الصرف الصحي.
بدورها، أكدت المهندسة فاطمة جمعة، مدير إدارة نظم المعلومات الجغرافية في دائرة التخطيط والمساحة، أن مشاركة الدائرة في الملتقى جاءت لتسليط الضوء على أبرز تطبيقات وتوجُّهات الدائرة في مجال الجغرافيا المعاصرة ودعم التخطيط الحضري، من خلال استعراض محاور رئيسية شملت البيانات الجيومكانية والإحصاءات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي الجغرافي في التخطيط المستقبلي وتطوير المدن الذكية، ونظم المعلومات الجغرافية في المشاريع العمرانية، إضافة إلى أهمية تعزيز الشراكات لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وقال خالد عبد الله الزرعوني، رئيس قسم تقنية المعلومات في هيئة الشارقة للآثار، إن مشاركة الهيئة في الملتقى أتاحت أمامها فرصة مهمة لاستعراض مشروعها الرائد "نظام المعلومات الجغرافية الأثرية" الذي يعكس التزام الهيئة الراسخ بصون التراث الثقافي لإمارة الشارقة، مضيفاً أن الملتقى يمثل منصة فاعلة لتبادل الخبرات والمعارف، واستكشاف سبُل تعزيز التعاون في توظيف الابتكار الرقمي لخدمة التنمية المستدامة في الشارقة بما يواكب الرؤية الاستراتيجية الشاملة للإمارة.
هدف ملتقى الشارقة لنظم المعلومات الجغرافية إلى تعريف الجهات المشاركة بأحدث الحلول التقنية والممارسات العالمية في مجال نظم المعلومات الجغرافية، وسبُل الاستفادة منها في رفع كفاءة الأداء الحكومي عبر تجميع وتحليل وتمثيل البيانات مكانياً بشكل فعّال، كما سعى الحدث إلى تعزيز التعاون بين مختلف الإدارات الحكومية عبر تبادل البيانات والمعلومات، بما يسهم في تسريع الإجراءات، وتحسين مستوى الخدمات، ودعم اتخاذ القرارات المبنيّة على أسس علمية دقيقة، فضلاً عن تحقيق التكامل في تنفيذ المشاريع والخطط المشتركة.
وتضمن الملتقى سلسلة من الجلسات المتخصّصة التي سلّطت الضوء على دور نظم المعلومات الجغرافية في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، ودعم التخطيط الحضري، وبناء منظومات جيومكانية موحدة تعزز التنسيق بين المستويين الاتحادي والمحلي، كما ناقشت الجلسات استخدامات نظم المعلومات الجغرافية في حماية المواقع الأثرية، ودعم أعمال التفتيش، إضافة إلى استعراض تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.
وتضمنت محاور الجلسات أيضاً استعراض التقنيات الحديثة، مثل التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي، في دعم الحلول الجغرافية الذكية، بما في ذلك جمع مياه الأمطار ومواجهة تحدّيات الفيضانات، وتحليل البيانات المكانية لتعزيز كفاءة الأداء الحكومي.
وأكد ملتقى الشارقة لنظم المعلومات الجغرافية على أهمية توحيد جهود تبادل البيانات الجغرافية لتحقيق التكامل وسهولة الوصول إلى المعلومات، ما يسهم في رفع كفاءة التخطيط والإدارة، وتوفير الوقت والجهد، ودعم بناء قرارات استراتيجية دقيقة تدعم التنمية الشاملة في إمارة الشارقة، واختُتمت أعمال الملتقى بتكريم المشاركين تقديراً لمساهماتهم الفاعلة في دعم مسيرة التحوُّل الرقمي وتعزيز الأداء الحكومي الذكي.