أشاد بيت الحكمة في إمارة الشارقة بأهمية المعرفة في تطور المجتمعات خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ 89 من المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات (إفلا 2025) الذي ينظمه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) في أستانا – كازاخستان خلال الفترة من 18 إلى 22 أغسطس، تحت شعار "اتحاد المعرفة، بناء المستقبل"، وشارك في المؤتمر أكثر من 3500 خبير ومتخصص من 120 دولة، ناقشوا خلاله أحدث المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون واستشراف مستقبل المكتبات عالمياً.
الشارقة 24:
شارك بيت الحكمة بإمارة الشارقة في أعمال الدورة الـ 89 من المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات (إفلا 2025) الذي ينظمه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) في أستانا – كازاخستان خلال الفترة من 18 إلى 22 أغسطس، تحت شعار "اتحاد المعرفة، بناء المستقبل" بحضور أكثر من 3500 خبير ومتخصص من 120 دولة، ناقشوا خلاله أحدث المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون واستشراف مستقبل المكتبات عالمياً.
وخلال جلسة "المكتبيين العرب"، التي نظمها مكتب إفلا الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمحورت حول موضوع المعرفة المجتمعية ودورها في تمكين الأفراد، استعرضت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، مشروع "خزانة الحكمة"، الذي انطلق من الهدية الثمينة المتمثلة في مجموعة البروفيسور ريتشارد إيتنغهاوزن، التي أهداها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى بيت الحكمة، وتضم أكثر من 12 ألف كتاب وإصدار نادر في تاريخ الفن والعمارة العربية والإسلامية بأكثر من عشر لغات.
وأوضحت العقروبي أن المشروع توسع لاحقاً ليشمل رقمنة المجموعة وإتاحتها عبر المنصات الرقمية، إلى جانب تنظيم سلسلة معارض «فصول من الفن الإسلامي»، وتأسيس شبكة من الخزائن المتخصصة في وجهات مختلفة بإمارة الشارقة مثل مركز مرايا للفنون ومركز مليحة للآثار، ليشكل المشروع مبادرة ثقافية حية تساهم في نشر المعرفة وإعادة تعريف دور مكتبات المستقبل.
وأثناء جلسة الجمعية العمومية للإفلا، أعربت رئيسة الاتحاد فيكي ماكدونالد عن تقديرها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مثمنة دوره الرائد كأحد أبرز المدافعين عن المكتبات والمعرفة، كما استحضرت زيارتها لبيت الحكمة ومشاركتها إمارة الشارقة احتفالاتها بمئوية مكتباتها العامة، وهو ما يؤكد على المكانة الاستثنائية التي تحظى بها الإمارة في مسيرة المعرفة والثقافة على الصعيد العالمي.
وعلى هامش المشاركة، زار وفد بيت الحكمة الأرشيف الوطني والمتحف الوطني ومركز المخطوطات والكتب النادرة في كازاخستان، حيث اطلع على الجهود المبذولة في هذه المؤسسات العريقة لصون الذاكرة الوطنية وحفظ التراث الثقافي للأجيال القادمة، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات صون التراث وتوثيق المعرفة، بما يعزز التعاون الثقافي بين الشارقة وأستانا، ويدعم حضور المكتبات والأرشيفات كمراكز للبحث العلمي وحماية الهوية الثقافية.
وتعليقاً على المشاركة، قالت مروة العقروبي: "حين نلتقي في كازاخستان، التي أنجبت أعلاماً مثل أبي نصر الفارابي وأسهمت بثرائها المعرفي في مختلف مراحل الحضارة الإسلامية ونهضتها، فإننا نستحضر الدور العميق للمكتبات باعتبارها أوعية للمعرفة وجسوراً للحوار بين الثقافات؛ حيث كانت المكتبات عبر التاريخ فضاءات لصون التراث وتطوير الفكر، واليوم يأتي هذا المؤتمر ليؤكد أن مستقبل الإنسانية لا يمكن أن يُبنى إلا على أساس من المعرفة المفتوحة والتواصل العلمي".
وأضافت: "وجود بيت الحكمة في هذا المحفل العالمي يجسد رسالة المشروع الثقافي لإمارة الشارقة في إحياء روح بيت الحكمة التاريخي ببغداد، وفتح آفاق المعرفة عبر المكتبات التقليدية والمنصات الرقمية، بما يعزز دور المكتبات كمحركات للنهضة والتنمية المستدامة، ويبرز قيمتها كمساحات تربط الماضي بالحاضر وتستشرف المستقبل".
وجاءت مشاركة بيت الحكمة في هذا الحدث العالمي لتجسد رسالته كمركز إشعاع ثقافي ومعرفي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون المتبادل بين الشارقة ودولة الإمارات وجمهورية كازاخستان، بما يعزز التنمية المعرفية المستدامة ويكرس حضور المكتبات العربية في المشهد العالمي.