الشارقة 24:
مع دخول مجلة "المنال" الإلكترونية، الصادرة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، عامها التاسع والثلاثين، استعرضت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس المدينة ورئيس تحرير المجلة، في افتتاحية العدد (404) لشهر مايو 2025، مسيرة المجلة وتوجهاتها المستقبلية، مؤكدة استمرار الشغف والتطلع نحو الاستدامة والتطوير، بما يواكب مستجدات العصر ويحافظ في الوقت ذاته على هوية المجلة ورؤيتها في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام.
وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت الشيخة جميلة القاسمي إلى أهمية تسليط الضوء على أبرز معالم المرحلة الراهنة، ودعت إلى نقاش جاد ومسؤول حول دور الكتابة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة والعمل، مؤكدة أن استخدام هذه الأدوات يجب أن يتم بذكاء وإنسانية ومسؤولية.
وقالت: "في عالم يشهد تسارعاً غير مسبوق في التطور التكنولوجي، تبرز تحديات جديدة تتطلب منا إعادة النظر في أساليبنا، وقدرتنا على التكيّف، والارتقاء بمهاراتنا في الإنتاج والتفكير، لم تعد الكتابة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي مفاهيم مستقبلية، بل أصبحت واقعاً نعيشه يومياً، يتطلب منّا فهماً عميقاً لاستخداماتهما وآثارهما".
وأوضحت الشيخة جميلة القاسمي أن الكتابة الإلكترونية سهّلت الوصول إلى المعرفة، وحررت الأفكار، وسرّعت عملية النشر، فيما أتاح الذكاء الاصطناعي فرصًا غير مسبوقة لتحليل البيانات، وتقديم حلول واقتراحات إبداعية، والمساعدة في تنفيذ المهام بكفاءة أعلى.
ونبّهت الشيخة جميلة القاسمي إلى أن هذا التقدّم لا يخلو من تحديات، إذ قد يؤدي الإفراط في الاعتماد على التكنولوجيا إلى إضعاف الحس الإنساني وتقليل دور العقل الناقد والمبدع، إلى جانب تعقيد قضايا حقوق التأليف والنشر، ما يستدعي تحديث الأنظمة القانونية لحماية الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي.
وختمت الشيخة جميلة القاسمي بالتأكيد على أن هذه الأدوات لم تعد مجرد وسائل مساعدة، بل باتت شركاء في عملية الإبداع والتطوير، داعيةً إلى الوقوف بجدية أمام مجموعة من التساؤلات الجوهرية، مثل: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة الكتابة؟ وما فوائده وتحدياته في المجال الثقافي؟ وكيف يؤثر على المجتمع والهوية الإبداعية في المستقبل؟.