جار التحميل...
الشارقة 24:
في خطوة تعكس التزاماً وطنياً راسخاً تجاه بناء مجتمع أسري متماسك، استقبل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، معالي سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة، في زيارة محورية، بحثت خلالها سُبل الارتقاء بمنظومة العمل الاجتماعي والأسري في الدولة، عبر شراكة استراتيجية تتجاوز حدود التنسيق التقليدي إلى مرحلة صناعة الأثر الحقيقي.
حضر اللقاء، الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مدير عام مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وسعادة موضي الشامسي رئيس إدارة التنمية الأسرية وفروعها، وسعادة إيمان راشد سيف مدير عام إدارة التثقيف الصحي، وسعادة هنادي اليافعي مدير عام إدارة سلامة الطفل، وسعادة منى الحواي رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى الكلى، وعدد من ممثلي الوزارة وإدارات المجلس.
وتضمن اللقاء، استعراض أهم المبادرات التي تعمل عليها إدارات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وأبرز إنجازاتها، بما في ذلك إنشاء محكمة الأسرة، وإطلاق استراتيجية الأسرة في إمارة الشارقة، وبيت الطفل "كنف" والرابطة الأدبية، إلى جانب دور الجمعيات الداعمة للصحة في نشر التوعية الصحية.
وبحث الجانبان، سبل التعاون والتأكيد على أهمية التكامل بين القطاعين المحلي والاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتباره من الركائز الأساسية لتعزيز العمل في القطاع الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، فمن خلال التكامل تتوحد الجهود، ويتم توجيه الموارد بصورة استراتيجية وفعّالة لدعم الفئات المجتمعية المختلفة.
وأوضحت معالي سناء بنت محمد سهيل قائلة: تشرفت بلقاء قيادات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، حيث وجدنا نموذجاً مشرفاً للعمل المؤسسي والاجتماعي الذي يجسد رؤية دولة الإمارات في تمكين الأسرة وتعزيز تماسكها واستدامتها، وأضافت معاليها، يأتي تعاوننا مع المجلس ترجمة لتوجيهات قيادتنا الرشيدة نحو بناء شراكات استراتيجية ترتقي بالعمل الاجتماعي إلى آفاق أكثر تأثيراً وابتكاراً، وتؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق والتكامل في خدمة الأسرة والمجتمع، ونحن ملتزمون بمواصلة العمل على تطوير مبادرات نوعية، وتعزيز التشريعات والسياسات الداعمة، بما يرسخ الاستقرار الأسري، ويحمي النسيج الاجتماعي، ويعدّ أجيالاً قادرة على الحفاظ على الهوية الوطنية والانطلاق بثقة نحو المستقبل.
كما استعرضت معاليها، التوجه الاستراتيجي والأولويات الوطنية والمراحل التنفيذية الرئيسة، خلال العام الأول من تأسيس الوزارة، والمبادرات النوعية، حيث تعنى بإعداد وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات والتشريعات التي تُسهم في بناء أسر مستقرة ومتماسكة، وتعزيز دورها في التنشئة السليمة، وترسيخ الهوية الوطنية، ونشر القيم والسلوكيات الإيجابية في المجتمع.
وصرحت سعادة موضي الشامسي، رئيس إدارة التنمية الأسرية وفروعها، بأن هذه الزيارة تسهم في تحقيق منظومة متكاملة من الرعاية الاجتماعية التي تعكس روح الالتزام بوضع الإنسان في قلب التنمية، وذلك دعماً لتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حيث يسهم هذا التعاون، في إحداث أثر إيجابي على حياة الأفراد من خلال توفير بيئة عادلة وآمنة اجتماعياً وصولاً لأسرة متماسكة ومجتمع متلاحم.
من جانبها، أوضحت سعادة إيمان راشد سيف مدير عام إدارة التثقيف الصحي، أن الصحة ليست ترفاً أو خياراً، بل هي أساس الاستقرار المجتمعي ومحور التمكين الحقيقي للفرد والأسرة، وتدعم هذه الشراكة جهود الإدارة والجمعيات الداعمة للصحة المتمثلة بجمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية، وجمعية أصدقاء السكري، وجمعية أصدقاء مرضى التهاب المفاصل، وجمعية أصدقاء مرضى الكلى، في نشر الوعي وتعزيز السلوكيات الصحية اليومية، لنصنع معاً مجتمعاً أكثر وعياً ومناعةً وقوةً في مواجهة الأمراض.
بدوها، أكدت سعادة هنادي اليافعي مدير عام إدارة سلامة الطفل، السعي دائماً لبناء جدار حماية متكامل حول كل طفل، انطلاقاً من رؤيتنا لتحقيق مجتمع واعٍ وطفل آمن، كما نؤمن بأن حماية الطفل مسؤولية مجتمعية، ونسعى من خلال رسالتنا إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع كافة حول أهمية وقاية الأطفال من الإهمال والإساءة والاستغلال، لضمان نشأتهم في ظل أسر متماسكة تكفل لهم حقوقهم وتُهيّئهم ليكونوا قادة الغد.
وقالت لطيفة الدرمكي نائب رئيس المكتب الثقافي، تعتبر الثقافة الحصن المنيع لحماية الهوية الوطنية وتعزيز القيم الأسرية الأصيلة، ويأتي هذا التعاون لتعزيز حضور الأسرة الإماراتية كصاحبة رسالة واعية ورؤية راسخة، قادرة على التفاعل مع المتغيرات بثقة دون أن تفقد جذورها، وذلك من خلال مشاريع ثقافية نوعية تخاطب أفراد الأسرة كافة، وتغرس فيهم قيمنا الأصيلة، فالمشهد الثقافي المعزز بالقيم هو حجر الأساس لبناء أجيال متوازنة ومثقفة ومتصالحة مع ذاتها ومجتمعها.
وتأتي هذه الزيارة، كخطوة استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل المؤسسي المشترك نحو بناء مجتمع أسري متماسك مزوّد بأدوات التمكين ومتسلحٍ بالمعرفة ومحصنٍ بالقيم.