جار التحميل...
الشارقة 24:
ضمن فعاليات اليوم الثاني لجائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول - الدورة 28، التي تنظمها إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة، احتضن قصر الثقافة اليوم الثلاثاء الموافق 15 أبريل 2025 ورشة الأساليب البلاغية الشعرية المعاصرة التي شارك فيها عدد من الأكاديميين والنقاد والشعراء العرب.
وشملت الورشة جلستين؛ الأولى علمية نقدية شارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين، حيث قدّمت الدكتورة نبيلة قطب رشدي ورقة بحثية بعنوان "بلاغة كتابة الشعر الشذري المعاصر"، تناولت من خلالها البنية البلاغية والفكرية لهذا النمط الشعري الحداثي، مركّزة على رموزه الفلسفية وتأمله العميق.
ومن نماذج ذلك قول الشاعر علي أحمد سعيد أدونيس:
اليوم لي لغتي
هدمت مملكتي
هدمت عرشي وساحاتي وأرْوقتي
ورحتُ أبحث محمولًا على رئتي أعلّم البحر أمطاري وأمنحهُ
ناري ومجمرتي
وأكتب الزمن الآتي على شفتي؛
واليوم لي لغتي
ولي تخومي ولي أرضي ولي سمتي
ولي شعوبي تغذيني بحيرتها
كما ناقشت الدكتورة مروة دياب الحيجي في ورقتها الموسومة بـ "الأساليب البلاغية في الشعرية المعاصرة"، التحولات الرمزية واللغوية في القصيدة الحديثة، مشيرةً إلى دور التناص والإيقاع الداخلي في تشكيل المعنى الشعري الجديد.
ومن ذلك قصيدة الشاعر بدر شاكر التي يقول فيها:
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ، حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ.
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ، والمهاجرين
يُصَار عُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع،
عَوَاصِفَ الخليج، والرُّعُودَ، منشدين:
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
أما الدكتورة فاطمة عبد الحميد محمد علي، فقد استعرضت في ورقتها "الأساليب الجديدة في قصيدة الحداثة" مظاهر التجديد البلاغي، من بينها الخروج عن الوزن الخليلي، وتوظيف الرموز والمفارقات، واعتماد اللغة اليومية ذات البعد الحسي والتأويلي.
ونموذج ذلك قصيدة بدر شاكر السياب:
الليل والسوق القديم، وغمغمات العابرين
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شد
-مثل الضباب على الطريق - من كل حانوت عتيق
بين الوجوه الشاحبات كأنه نغم يذوب في ذلك السوق القديم
وقدّم الباحث طه حسين محمود (الأسواني) قراءة مقارنة في ورقته "بلاغة الشعر الحديث: بين التفعيلة والنثر"، موضحاً الفروقات البلاغية بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر من حيث الإيقاع والصورة والتكثيف الرمزي.
وتواصلت الفعاليات بجلسة شعرية أحياها عدد من الشعراء العرب، من بينهم الشاعر علا الله طاهر علا الله، الشاعر محمد أبيجو، والشاعرة شريهان الطيب كلباش، حيث قدموا قراءات شعرية تنوعت في مضامينها وأساليبها، وعبّرت عن تجارب إنسانية بأسلوب يمزج بين الأصالة والتجديد.
وتأتي هذه الورشة ضمن توجه جائزة الشارقة للإبداع العربي لترسيخ موقعها كمنبر إبداعي رائد، يعزز من الحراك الثقافي العربي، والمشهد الأدبي المعاصر.
اسهامات ورفد للمكتبة العربية
ويؤكد الاستاذ محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة، الأمين العام لجائزة الشارقة للإبداع العربي، أن الجائزة أسهمت على مدى دوراتها المتتالية في رفد المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات الأدبية، وخاصةً في الحقول التي تقدمها، وهي: الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والمسرح، وأدب الطفل، والنقد الأدبي، وجاءت هذه الإصدارات محمّلة بروح أدبية شابة، وممهورة ببصمات إبداعية لجيل جديد من الكتّاب، وتحوّلت هذه الأعمال الفائزة، والمنوّه بها من قبل لجنة التحكيم إلى إصدارات متنوعة ضمن سلسلة الجائزة، لتصبح رافداً حيوياً للمكتبة العربية.