جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في عددها الـ15

مجلة مجمع اللغة العربية بالشّارقة تضيء على علوم البلاغة

08 أبريل 2025 / 2:31 PM
صورة بعنوان: مجلة مجمع اللغة العربية بالشّارقة تضيء على علوم البلاغة
download-img
سلط العدد الخامس عشر من مجلة مجمع اللغة العربية بالشارقة الضوء على أعلام خلدوا أسماءهم في تاريخ اللغة العربية، كما تميز العدد الجديد بمواد متنوعة تجمع بين قضايا البيان القرآني وأسرار البلاغة، إضافة إلى أبحاث في نشأة الألفاظ والتراكيب ودراسات في علم المعاجم.

الشارقة 24:

أصدر مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة العدد الخامس عشر من مجلّته التي حفلت بموادّ متنوّعة تجمع بين قضايا البيان القرآنيّ وأسرار البلاغة، وأبحاث في نشأة الألفاظ والتراكيب، ودراسات في علم المعاجم، وقراءات نقديّة للأدب العربيّ قديمه وحديثه، كما سلَّط العدد الضوء على أعلام خلّدوا أسماءهم في تاريخ العربيّة، من بينهم "عبقري اللّغة" ابن جنّي، و"أمير الشّعراء" أحمد شوقي، إلى جانب بحوث تناولت حكاية الأمثال واشتقاقات الأسماء العربيّة القديمة مثل أصل تسمية مدينة "كلباء"، في رحلة معرفيّة وأدبيّة إلى أعماق اللّغة العربيّة وتاريخها الحي.

وقفات بيانيَّة في آيات الصيام

واستهلَّ الدكتور امحمّد صافي المستغانميّ، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، العدد بافتتاحيّة بعنوان "وقفات بيانيَّة في آيات الصيام"، دعا فيها إلى التأمُّل في مقاصد الصيام وحِكمه وثمارِه، ووقف عند مكانة هذه العبادة في المنظومة التشريعيّة الإسلاميّة.

واستعرض المستغانميّ في الافتتاحيّة كيف جاءت آيات الصيام في سورة البقرة، مرتبطة بمقاصد الشريعة الكبرى، وتحديداً بعد آيات البِرِّ والقصاص والوصيّة، لتبرز الصوم باعتباره عبادة تسهم في تربية المؤمنين على التقوى والسلوك القويم.

وقال المستغانميّ: "إنّه سبحانه حفّز القلوب إلى الصوم بذكر الزّمن الذي خصّه به، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، وكأنّ الآية تنادي المسلمين جميعًا: أتدرون قدسيّة هذا الزمن الذي تصومونه؟ إنّه شهر أنزلتُ فيه كتابي المعجِز الذي يحمل الحقَّ للبشريّة، ويهدي إلى الخير والعدل، ويسعد من يسلك هداه في الدنيا والآخرة".

من روائع البيان القرآنيّ

وجاء في محور "نظرات في البيان القرآنيّ" دراسة بعنوان "إطلاق الوراء على ولد الولد"، التي وقفت على دلالات هذا التعبير القرآنيّ، واستقرأت معانيه من خلال السّياقات المختلفة التي ورد فيها، متتبِّعة جذوره في المدوَّنة اللّغويّة والتّفسيريّة، وجاءت الدّراسة التّالية بعنوان "التشكّل السّرديّ للقصص القرآنيّ"، لتكشف عن بنية القصص في النَّصّ القرآنيّ وخصائصه السّرديّة المتميّزة، والقائمة على تكرار مشاهد بعينها بلغات متنوّعة وإيقاعات سرديّة وتراكيب لغويّة مختلفة، لتتناسب مع صنوف المتلقّين والقرّاء عبر الزّمن، كما ضمَّ المحور كذلك مجموعة من الدّراسات، منها: "البلاغة في أسلوب الاستفهام وأغراضه في القرآن الكريم"، و"كنز المخطوطات القرآنيّة المبكرة"، و"قراءة بلاغيّة في تفسير ابن عرفة".

أعطِ القوس باريها

أما محور "قصَّة مثَل" فخصّصت المجلّة له فقرة بعنوان "أعطِ القوس باريها"، تناولت أصل هذا المثَل العربيّ الشهير الذي يضرب في ضرورة إسناد الأمور إلى أهل الخبرة والاختصاص، مشيرة إلى أنّه يعود للحطيئة حين قال للوالي سعيد بن العاص الأموي رضي الله عنه، وقد لاحظ أنه يستشهد بشعر غيره: "أصبتم جيّد الشِّعر، ولو أعطيتم القوس باريها لوقعتم على ما تريدون".

محطّات في دراسات العربيّة وأسرارها

وفي باب المعجميّات، بحثت الدّراسة الأولى "الدّلالة الإفراديّة في الشّواهد القرآنيّة" أثَر الشّواهد في بيان معاني الألفاظ القرآنيّة، وناقشت الدّراسة الثّانية "إبحار في عوالم الشّاهد الاستعماليّ" أثّر هذه الشواهد في بناء المعجم العربيّ. كما ضمَّ المحور كذلك دراستَين بعنوان: "الجفير" و"نشأة المعاجم العربيّة وتطوُّرها عبْر القرون".

وفي محور كتب ودراسات، استهلَّت المجلّة ببحث بعنوان "العدول.. الكائن القابض على قوّة اللّغة"، الذي توقَّف عند مفهوم العدول باعتباره تقنية جماليّة واعية لا تعني كسر قواعد اللّغة أو إلغاء الأعراف البلاغيّة، بل هي وسيلة لصناعة الدهشة وتحقيق القصد الفنيّ في الشِّعر، مع الالتزام بضوابط اللّغة وسنن الشِّعر وأعرافه الجماليّة، وقد أبرزت الدّراسة أهمّيّة كتاب "مفهوم العدول" كمرجع شامل وموجز -في آنٍ واحد- لفهم هذه الظاهرة، أمّا الدّراسة الثّانية فجاءت بعنوان "كتاب الشِّعر والشُّعراء لابن قتيبة"، تناولت فيه ملامح هذا الكتاب الذي يعَدُّ من أمّهات كتب النّقد العربيّ القديم وأثَره في تشكيل الذائقة النّقديّة العربيّة، كما ضمَّ المحور وقفة عند كتاب "البنية العامليّة ومنازل الكلام في العربيّة".

فيلسوف اللّغة وأمير الشُّعراء

أمّا في محور من أعلام العربيّة، فقد تناول الباحثون سيرة اثنين من كبار أعلام اللّغة وإسهاماتهم، هما "أمير الشُّعراء أحمد شوقي"، و"عبقريّ العربيّة أبو الفتح ابن جنّي"، أحد أعظم علماء العربيّة، الذي عُرف بفيلسوف اللّغة، وصاحب كتابَي "الخصائص" و"سرّ صناعة الإعراب"، وهما من أمّهات كتب فقه اللّغة والنّحو والتّصريف، صنع ابن جنّي مجدَه بيَدِه، ولازمَ شيخه أبا عليّ الفارسيّ أربعين عامًا حتّى صارَ عَلَمًا في النّحو واللّغة، وأبدع في كشف أسرار العربيّة وعلَلِها، وتركَ أكثر من خمسين مؤلَّفًا لا تزال مرجعًا للدّارسين حتّى اليوم.

واختتمَ العدد بمحور الأدب والنّقد الّذي تناول في أولى دراساته "صنعة الاقتباس والتّضمين في شعر الموحديّ"، وتلاه مقال بعنوان "المضحك في إخوانيّات عبد السّلام العجيليّ"، فيما توزّعت باقي الدّراسات بين "السّينما والأدب"، و"تناسب الإيقاع والواقع النّفْسيّ في نونيّة ابن زيدون"، و"الدّيناميّة وامتداداتها في المجال الأدبيّ"، و"الرّواية وجماليّات التّعبير".

April 08, 2025 / 2:31 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.