جامعة الشارقة تحتضن ندوة علمية مع الأكاديمية الملكية الأوروبية

الشارقة 24:

افتتح سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، الندوة العلمية الدولية، والتي نظمتها كلية الاتصال وكلية الفنون الجميلة والتصميم في الجامعة، بالتعاون مع الأكاديمية الملكية الأوروبية (RAED) بإسبانيا، بحضور البروفيسور ألفريدو ركافورت نيكولو، رئيس الأكاديمية وبمشاركة أكثر من (60) من العلماء والباحثين في مختلف التخصصات من جامعة الشارقة ومختلف أنحاء العالم، وذلك بهدف تبادل الخبرات والرؤى حول التحديات العالمية الملحة في مجالات متنوعة من التعليم والتكنولوجيا والصحة والعلوم الاجتماعية.

وخلال كلمته الافتتاحية، رحب مدير الجامعة برئيس الأكاديمية وبالعلماء والباحثين المشاركين في الندوة، بالنيابة عن سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، مؤكدا أن هذه الندوة تعد منصةً لتعزيز الحوار بين الخبراء العالميين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وأضاف النعيمي، أن هذه الندوة تجسّد رؤية جامعة الشارقة التي وضعها لها رئيسها سمو الشيخ سلطان بن أحمد في دفع عجلة المعرفة وبناء جسور التعاون الدولي، انطلاقاً من دورها كمركز إقليمي وعالمي للتميز الأكاديمي والبحثي، وترسيخ مكانتها كحاضنة للابتكار ومرجعية للبحث العلمي المتعدد التخصصات، وأن المحاور المطروحة في الندوة تلامس تحديات العصر، مثل الذكاء الاصطناعي والاستدامة والصحة العامة، والتي تُعد أولويات استراتيجية للجامعة في خطتها نحو مستقبل مستدام ومبتكر.

من جهته، قدم رئيس الأكاديمية البروفيسور ألفريدو ركافورت نيكولو، الشكر لجامعة الشارقة لاستضافة وتنظيم الندوة، وعبر عن سعادته بزيارة جامعة الشارقة، ودعا أن يكون هذا للقاء بداية لسلسة لقاءات مستقبلا بين العلماء والباحثين من الطرفين، وكذلك بداية لتعاون بحثي أكاديمي بين الجامعة والأكاديمية.

ومن الجدير بالذكر أن الأكاديمية الملكية الأوروبية (RAED) هي مؤسسة أكاديمية مرموقة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير المعرفة في مجالات الطب والعلوم والعديد من التخصصات الأخرى. تأسست الأكاديمية لتكون منصة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون بين العلماء والباحثين في أوروبا والعالم، حيث تقدم الأكاديمية فرصًا لأعضائها للتواصل ومشاركة أحدث الاكتشافات والممارسات العلمية المبتكرة. وتقوم الأكاديمية بتنظيم المؤتمرات العلمية وورش العمل التي تجمع بين الخبراء في مختلف المجالات لتبادل الخبرات ووجهات النظر. كما تعمل على تشجيع الأبحاث المتقدمة وتسهم في نشر المعرفة العلمية عبر وسائل متعددة. تتمتع الأكاديمية بعضوية متميزة تشمل 19 عالمًا من الحاصلين على جائزة نوبل في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب والفيزياء والكيمياء. حيث يتم اختيار الأعضاء بناءً على إسهاماتهم الكبيرة في البحث العلمي والابتكار، مما يجعل الأكاديمية مكانًا متميزًا يضم نخبة من العلماء المبدعين الذين تركوا بصماتهم في تقدم العلوم.

تنوع علمي واستشراف للمستقبل

تناولت الجلسات العلمية للندوة مجموعةً من الموضوعات البحثية المتقدمة، حيث قدّم الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية وهو خبير في تكنولوجيا النانو، محاضرةً حول "مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي "، مستعرضاً رؤية عميقة حول كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي للمشهد التعليمي ودور التقنيات الناشئة في إعادة تشكيل المنظومة التعليمية، مع التركيز على تجربة جامعة الشارقة الرائدة في دمج الذكاء الاصطناعي بالبرامج الأكاديمية.

وفي مجال الاستدامة، قدم الأستاذ الدكتور نوار ثابت، عميد كلية العلوم في جامعة الشارقة، مجموعة من البحوث العلمية التي يعمل عليها أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية حول "المواد والنباتات للطاقة الخضراء والصحراء الخضراء"، مع التركيز بشكل خاص على تطوير حلول مستدامة للبيئات الصحراوية، مستنداً إلى تجربته في تطوير مواد مبتكرة لتوليد الطاقة الشمسية، والتي تسهم في مواجهة التحديات البيئية بدولة الإمارات والمنطقة.

من جهتها، سلطت الأستاذة الدكتورة نادية الحسني، عميدة كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة، الضوء على عدد من المشاريع المبتكرة لطلبة وأساتذة الكلية، والتي من خلالها أكدت على الدور المحوري للفنون في بناء الهوية الثقافية للجامعات، مشيرةً إلى أن برامج التصميم والإبداع في جامعة الشارقة تُعد ركيزةً لتعزيز الحوار الإنساني ومواكبة التحولات المجتمعية.

محاضرات تثير الحوار حول الصحة والأخلاق والتكنولوجيا

تطرق البروفيسور خوسيه رامون كالفو إلى الإرث التاريخي للطب العربي وتأثيره على الصحة العامة العالمية، بينما طرحت البروفيسورة سيسيليا كينديلان تساؤلات عميقة حول التحديات الأخلاقية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكدةً على ضرورة وضع أطر أخلاقية صارمة لضمان مسؤولية التكنولوجيا تجاه المجتمع في ظل التطور التكنولوجي السريع، بينما ركز الدكتور خوسيه سيمون على تحسين التواصل الطبي مع المرضى.

كما أثارت محاضرة الدكتور بيرنات-نويل تيفون، الخبير في علم النفس الجنائي، جدلا علميا حول "مفارقة النية الإجرامية" من خلال تحليل حالة سريرية معقدة، بينما استعرض الدكتور ديفيد لوبيز رؤيةً استشرافيةً لتأثير الذكاء الاصطناعي على استراتيجيات التسويق والتفاعل البشري.

ختام الفعاليات بزيارة علمية لقبة الشارقة السماوية

اختتمت الندوة بزيارة المشاركين إلى أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، والتي تُعد أحدث صروح الجامعة في مجال علوم الفضاء والفلك، حيث اطلع الضيوف على أحدث الأبحاث والتقنيات التي تقودها الأكاديمية في علوم الفلك واستكشاف الفضاء.