جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد عدد من الرحالة العالميين أن السفر بالسيارات القديمة مغامرة حقيقية تجمع بين الإثارة والتحديات، وروح الفريق، موضحين أن هذه التجربة تتطلب مهارات خاصة في القيادة، والاستعداد لمختلف الظروف الجوية والتضاريس، إلى جانب المعرفة الميكانيكية الدقيقة للحفاظ على أداء السيارة طوال الرحلة.
كما أشاروا إلى تجاربهم الاستثنائية في التنقل عبر القارات، وكيف أضفت السيارات القديمة طابعاً فريداً على مغامراتهم، رغم الصعوبات التي واجهوها، مثل الأعطال الميكانيكية، وصعوبة إيجاد قطع الغيار، والتعامل مع اللوائح الجمركية في مختلف الدول.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "السفر بالسيارات القديمة: متعة رغم التحديات"، التي عُقدت ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة، بمشاركة سعادة عوض محمد بن شيخ مجرن، مؤسس وقائد فريق رحالة الإمارات، إلى جانب مجموعة من الرحالة البريطانيين المقيمين في الإمارات، وهم إيان هارفيلد، مات دينتون، وهوارد لامبرت.
واستهل سعادة عوض محمد بن شيخ مجرن حديثه باسترجاع رحلاته الطويلة عبر العالم قائلاً: "عندما سافرت عبر 85 دولة في عام 1996، واجهت تضاريس متنوعة وظروفاً قاسية، من الصحاري إلى الجبال وكل ما يمكن تخيله، وكان من أصعب التحديات عبور ألف كيلومتر من الصحراء بين السودان ومصر في أكتوبر 1997، وبدون نظام GPS، اعتمدنا على دليل محلي استخدم النجوم للتنقل.
وأضاف قائلاً: "تعلّمك هذه الرحلات أن التحضير أمر أساسي، ولكن لا يقل عنه أهمية الثقة في الخبرة والتقاليد لتجاوز العقبات بأمان".
أما إيان هارفيلد، فسلط الضوء على العلاقة الفريدة التي تجمع بين عشاق السيارات القديمة ومركباتهم، قائلاً: "نحن مجموعة من عشاق السيارات القديمة، نحب قيادة سياراتنا القديمة في رحلات طويلة، سواء عبر الصحراء، داخل المدينة، أو حتى عبر الحدود، ويعد الاستعداد أمراً مهماً، لكن القصص الحقيقية تأتي من التحديات، فالأمر يتعلق بمعرفة سيارتك جيداً والاستعداد لأي مفاجآت".
وتحدث مات دينتون عن التحديات اللوجستية للسفر بهذه المركبات عبر الدول، مشيراً إلى أن الإجراءات مثل الشحن، والجمارك، والتصاريح الرسمية، قد تشكل تحديات إضافية، لكنه أكد أن التجربة تبقى استثنائية ولا تُنسى، مستشهداً برحلته إلى الهند قائلاً: "شكلت قيادة سيارة كلاسيكية عبر الريف الهندي أمراً لا ينسى؛ إذ توقف الناس لالتقاط الصور، وجاءت الشرطة لمشاهدة السيارات، وما لبث الحشد الصغير أن أصبح أكثر من 150 شخصاً تجمعوا حولنا".
أما هوارد لامبرت، فركّز على المتطلبات الميكانيكية والبدنية لقيادة السيارات القديمة قائلاً: "على عكس السيارات الحديثة، تتطلب السيارة التي يبلغ عمرها 90 عاماً اهتماماً مستمراً، فلا يوجد بها نظام توجيه كهربائي، ولا تكييف هواء، ويجب توقع كل منعطف وكل تلّة، ولكن هذا هو ما يجعلها مميزة".
ورغم الصعوبات التي تواجه الرحالة عند قيادة السيارات القديمة لمسافات طويلة، شدد لامبرت على أهمية روح الفريق، قائلاً " إن السر في نجاح هذه الرحلات يكمن في امتلاك الفريق المناسب الذي تنسى معه إرهاق السفر".