جار التحميل...
الشارقة 24:
احتضن قصر الثقافة في الشارقة فعاليات الأمسية الثالثة من مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورة الـ 21، بمشاركة مجموعة شعراء من الوطن العربي، وهم: أحمد بخيت (مصر)، ونجاة الظاهري (الإمارات)، وقاسم الشمري (العراق)، وشقراء مدخلي (السعودية)، والواثق يونس (السودان)، وحسن إدريس (ليبيا)، وقدم الأمسية الشاعر عمر أبو الهيجاء.
حضر الأمسية سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور كبير من الشعراء والمثقفين والأكاديميين الإماراتيين والعرب.
افتتح الأمسية الشاعر المصري أحمد بخيت، وقرأ من "ما يوجع النون"، و"الحواس"، و"الهدهد"، و"لا أفق لي"، وكانت القراءة مشحونة بالعاطفة، يقول:
لا أُفق لي إنَّني الراؤون.. والأفقُ صَمتُ الجبال التي في ظلّها صعقوا
لمّا أَضاءوا نجومًا، في غُضونِ دُجًى أَجَّلت موعد إِشراقي، ليأْتلقوا
إِنّي لفرط حناني، كُلَّما كذبُوا أَشفقتُ منهم، عليهم، قائلاً: صدقوا
واتسمت قصائد الشاعرة الإمارتية نجاة الظاهري باليومي والمألوف من الموضوعات الحياتية التي قدمتها بطريقة فنية وكأنها ترسم صورة تمر أمامها فتتأمل فيها حال الإنسان، فكان فلاح الحديقة وطير الشارع وصديق وحيد... مادتها الرئيسة. ومن قصيدتها نجتزأ:
ككل المساكين قد لا أنام وامضي إلى عملي في الصباح
وأطعم في الدرب بعض الطيور أعالج في الدرب بعض الجراح
أواسي صديقاً إذا حل ليل والعن وحدي الشقاء المباح
والهو بموسقتي للاماني وارقص، حتى تنام الرياح
أخذنا الشاعر العراقي قاسم الشمري برحلة حياة كاملة، إذ رتب قصائده الثلاث التي ألقاها بدءاً بقصيدة عن الابن ثم الحبيبة ثم الأب الذي توفاه الأجل، وكـأنه يرسم خط سير حياة بطريقة سردية. ومن قصيدة "هكذا اكتملت":
يا نَخلةَ الدار حيثُ الدارُ خاويةٌ قبل اندلاعك أطلالاً بغيرِ عمدْ
يا رجفةَ القلبِ يا ابن الشيبِ يا سبباً به اكتملتُ ونبضاً في العروقِ صعدْ
إن الزمانِ بك استوفى النذورَ فَكُنْ عيناً أراني بهاو الكون محضُ رمدْ
بُنَيَ، حسبي من الدنيا أكون أباً يا واحدي حسبُ عَدّي أن تكون ولدْ
بجرأة في الطرح، وبحس وجداني، أطلت علينا الشاعرة السعودية شقراء مدخلي بقصائدها التي مالت إلى الغنائية أحياناً. فأنشدت تقول:
لم أحسن الحب لكني منحت دمي للغاديات وهبت الغيب بوصلتي
في خافقي طائر الإنشاد يخبرني أني ارتقيت لأن الشعر أجنحتي
وأن قيظ فؤادي ليس يطفئه إلا المجاز الذي ترويه ملهمتي
صعدت للشعر لا جبريل يفتح لي باب المجاز ولا الإسراء معجزتي.
ومن السودان، انشد الشاعر الواثق يونس أولى قصائده بعنوان "أول الذات آخر الوطن" في حب وطنه، وفي "كوردة فقدت وردتها" يقول:
كصورة أنفقت في زهوها الشبها أنفقتُ أعذب أوهامي وأغربها
قلبي أُصيب بداء العابرينَ فَكم أفنى لُحونًا لمن نادته مُطربها
وختام القراءات الشعرية، كان مع الشاعر الليبي حسن أدريس الذي قرأ قصيدة بعنوان "يقص عليّ الليل بعض اكتئابه" في بوح يحمل اكثر من معنى، فالليل هنا قد يكون حبيب، أو صديق، أو هو قراءة في هذا الصامت الصاخب الذي يكتسيه الهدوء وتعتمل فيه الحكايا والمصائر، فقال:
عجيبٌ سواد الليل يدري بأنني كثيرا أنادي كي أمر ببابه
ويدرك أني كنت في كل ظلمة أكافح جدا في سبيل اقترابه
مدى كان يصغي للذي دار بيننا فيخجل من دمعي الندى في سحابه
أعاتبه جدا على كل موعد وأندم أني لم أتب من عتابه.
وفي ختام الأمسية، سلّم سعادة عبد الله العويس ومحمد القصير بحضور محمد البريكي، الشعراء المشاركين، ومقدّم الأمسية، شهادات تقديرية تكريماً لجهودهم الفكرية.
كما شهد الختام حضوراً كبيراً لحفل توقيع ديوان الشاعر حسين العبد الله من سوريا (مكرّم في هذه الدورة من المهرجان) والذي حمل عنوان (سفير من قلب أمي).