جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعنوان "الشعر العربي من الثبات للتحوّل"

قصر الثقافة في الشارقة يستضيف ندوة فكرية لمهرجان الشعر العربي

09 يناير 2025 / 3:46 PM
قصر الثقافة في الشارقة يستضيف ندوة فكرية لمهرجان الشعر العربي
download-img
تناولت الندوة الفكرية التي رافقت مهرجان الشارقة للشعر العربي بنسخته 21 موضوعاً نقدياً مثيراً للاهتمام بعنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحوّل". وقد أُقيمت هذه الندوة على مدار جلستين في قصر الثقافة بالشارقة، حيث أضاءت الأذهان بآراء فكرية عميقة ورؤى جديدة.

الشارقة 24:

ناقشت الندوة الفكرية المصاحبة لمهرجان الشارقة للشعر العربي "21"، موضوعاً نقدياً لافتاً تحت عنوان "الشعر العربي من الثبات إلى التحوّل"، وأقيمت الندوة على جلستين في قصر الثقافة في الشارقة.

حيث تحدث في الجلسة الأولى د. محمد أبو الشوارب (مصر)، و د. سلطان الزغول (الأردن)، و د. ولد متالي لمرابط (موريتانيا)، وترأسها الناقدة التونسية د. سماح حمدي، أما الجلسة الثانية، فقد شارك فيها: د. عبد الله الخضير (السعودية)، و د. إيمان عصام خلف (مصر)، وترأسها د. عبد الرزاق الربيعي (عُمان)، بحضور عدد كبير من الشعراء والمهتمين بالجانب النقدي.

واهتم الباحثون والدارسون بتحليل تاريخ نشأة الشعر العربي وتطوره؛ مؤكدين أنه ظل قادراً على إحداث فرق حضاري حقيقي على مرّ العصور والثقافات، وكان أساساً قوياً لتطور الأدب، وتنمية الوعي الإنساني.

كما حاول المتحدثون سبر أغوار أسرار الشعر الدفينة، التي كانت تكشف في كل مرّة عن وجود كنوز معرفية لا حصر لها، ومجالات بحثية غزيرة، ينهل النقد منها ولا يرتوي البتة.

وفي الجلسة الأولى، تحدث الباحث د. محمد أبو الشوارب بورقة بحثية تحمل عنوان "أوّلية الشعر العربي"، قدم فيها رحلة بدايات الشعر العربي عبر الزمن، واستعرض في طياته تاريخ نشأة القصيدة، والفرضيات التي اتصلت بها، وحلل البنية الفنية للقصيدة العربية المكتملة العناصر اللغوية والصوّرية والشكلية، ولخص إلى كونها تعتمد بشكل رئيس على مقولة القيم الخلقية والاجتماعية بوصفها أساساً لإنتاج الخطاب الشعري على نحو يؤكد بروز هذا الاتجاه في مرحلة باكرة من تاريخ الشعر العربي القديم.

وبعدها، نقلنا الباحث د. سلطان زغلول بعنوان في مسارات بحثه "التناص الشعري بين القديم والحديث"، واختار أن يحلّل تأثير النص القديم في التجارب الشعرية المعاصرة، ودور التاريخ في التمهيد لنظرية التناص.

كما أشار إلى ضرورة وجود حس تاريخي لدى الشاعر عبر عرض نماذج تعكس أهمية هذه العملية الاطلاعية، ويؤكد أن الشعراء العرب قد أبدعوا في استلهام التراث الشعري العربي وإعادة إنتاجه إبداعياً عبر التناص؛ فالتراث الشعري العربي يشكل مرجعية لا غنى عنها للشاعر الحديث في أي بناء جديد يعبر عن هموم عصره وإشكالاته الخاصة.

وتناول الباحث د. ولد متالي لمرابط بورقته البحثية بعنوان "الرمز وتحوّل الدلالات"، إحدى أهم ركائز الشعر، وهي الدلالة وما يتصل بها من استخدام الرمز، وفاعلية الانزياح والغموض والمفارقة وغيرها، ويبين قيمتها وما لحق بها من تحولات، وتباين استخدامها بين مختلف التجارب الشعرية المعاصرة.

ويرى أن الترميز يشكل إحدى أهم السمات الفنية والدلالية التي وظفها الشعر العربي المعاصر، وقد جاء وليد عوامل فنية وثقافية وتجريبية، دفعت الشعراء المعاصرين إلى الاشتغال على هذا المنحى وتجذيره في تجربتهم الكتابية.

في الجلسة الثانية، استهل د. عبد الله الخضير الحديث بورقة تحمل عنوان "العتبات النصيّة من التقليد إلى التجديد"، لافتاً إلى أن العتبة كما جاء في لسان العرب هي: "أُسْكُفّةُ الباب التي تُوطأُ". وتُسمّى بعتباتِ النصِّ مجازاً في الدّورِ الذي تقومُ بهِ بوصفِها مَدْخلاً يُعبر به إلى النصِّ.

وأوضح الخضير: " أنّ لكلّ بناء مدخلاً، ولكلّ مدخل عتبة، ولكلّ عتبة هيئة، مشيراً إلى أن الدراسات النقديّة تنظرُ إلى العتبات على أنّها مفتاحٌ مهمٌّ في دراسة النصوص".

وتحدث عن العتبات في مصادر النقد العربي القديم، وذكر أن النقّاد القدامى أبدوا في تراثنا العربي اهتماماً بما عُرف بالرؤوس الثمانية في مؤلفاتهم، وكشف أن

ولفت إلى أن بعض النقّاد العرب في القرن الثالث الهجري لم يتخلّوا عن حتمية نسبة الأشعار إلى قائليها، وذكر رواتها، وهذا كلُّه من منطلق العناية الفائقة بالجهد الإنساني، بالإبداع، بالتميّز.

واعتبر أن العتبات النصيّة في الدرس النقدي الحديث والمعاصر امتداداً للدراسات ما بعد البنيوية، التي حوّلت نظرتها إلى النصّ من كونه بِنية مُغلقة تحركها علاقات داخلية إلى بِنية مفتوحة.

وبدورها تحدثت د. إيمان عصام خلف عن "القصيدة وتحولات وسائط النشر والتلقي"، معتبرةً أن ذلك يأتي انطلاقاً من إرساء قواعد التأصيل النظري للوقوف على تطورات التحول من الشفاهي إلى الكتابي في القصيدة العربية، وأن هذه المحاولة لكشف أسس الإبداع الفني للقصيدة العربية وتحولاتها عبر التطور الزمني والتدوين التاريخي والشكل الكتابي للقصيدة العربية من القديم إلى الحديث.

وأوضحت أن المتأمل لمسار القصيدة العربية -الذي قطعته منذ النشأة الشفاهية، مروراً بالحقبة الورقية، ووصولاً إلى عصرها الرقمي- يجدها مرّت بالكثير من التحولات والتطورات الجوهرية بفعل التحولات التكنولوجية، مما كشف لنا أبعادها المختلفة، والتأثيرات التي طرأت على بنية القصيدة، وأساليب تلقيها، فأدى ذلك إلى إعادة تشكيل علاقتها بجمهورها، فضلاً عن إفساح للتفاعل مع جمهور واسع ذي وعي بالتقنيات الرقمية. ما أسهم في إعادة توزيع الأدوار بين الشاعر والقارئ على حد سواء، بناءً على هذه الرؤية.

January 09, 2025 / 3:46 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.