أكد عدد من الأكاديميين وخبراء الاتصال والاستشاريين في مراكز بحثية دولية أن الاتصال ضرورة وليس رفاهية وعلى الحكومات أن تستفيد من البحوث المستقبلية حوله، جاء ذلك خلال ندوتين نظمهما مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.
الشارقة 24:
أكد عدد من الأكاديميين وخبراء الاتصال والاستشاريين في مراكز بحثية دولية أن الاتصال ضرورة وليس رفاهية وعلى الحكومات أن تستفيد من البحوث المستقبلية حوله، جاء ذلك خلال ندوتين نظمهما مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.
ما بعد العالم الافتراضي
الندوة الأولى كانت بعنوان "الاتصال الحكومي.. ما بعد العالم الافتراضي والموجة الجديدة للتفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز"، وشارك فيها كل من الدكتور معز مقدم، الرئيس السابق لديوان رئيس الوزراء في تونس، ونائب رئيس الشؤون الحكومية والمعلومات السياسية للدول الناطقة باللغة الفرنسية، والدكتور جلال عبدالله حاتم، مدير جامعة أم القيوين، ومنى بوسمرة، مدير أكاديمية دبي للإعلام، وأدارت الجلسة أبرار العلي، وهي باحثة وأخصائية استطلاعات رأي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وتناولت هذه الجلسة مفهوم الاتصال الحكومي وتأثره على مستقبل الحكومات.
قيم الشفافية ومقياس النجاح
واستعرض معز مقدم بعض المفاهيم الأساسية لمفهوم الاتصال وتطورها عبر الزمن، وارتباطه الوثيق بالمواطن وتحول هذا المواطن من طالب خدمة إلى حليف للحكومات، التي عليها أن تعرف كيف تقدم خدماتها وكيف تسوق إنجازاتها، والإلمام بكل جديد في هذا المجال والاستفادة منه.
بدوره، أكد الدكتور جلال حاتم أهمية الاتصال الحكومي وإيصال نجاحاته للمجتمع، من خلال ترسيخ القيم ومبادئ الشفافية والتعاون وسرعة الاستجابة، ضاربا المثل بالنموذج الإماراتي وفي الشارقة على وجه التحديد في فعالية الاتصال الحكومي، وأوضح أن المفهوم الحديث للتواصل هو تبادلي وتشاركي، ولم يعد من طرف واحد، مشدداً على أهمية النشر الاستراتيجي للمعلومات والقيام بحملات التوعية وعرض الإنجازات وقوة كل ذلك في التأثير والتطوير.
فيما قدمت منى بوسمرة مجموعة من الأمثلة على أهمية الاتصال الحكومي، كمقياس لنجاح الحكومات وفعاليتها في تقديم خدماتها المجتمعية، مشيرة إلى أن جائحة كورونا كانت خير مثال على أهمية الاتصال الحكومي، فكان هناك تواصل مع الناس حتى لا يتأثروا بالشائعات، ولنشر رسائل الاطمئنان.
الأبحاث ومستقبل الاتصال
وكانت الندوة الثانية بعنوان "البحث العلمي.. من دراسة واقع الاتصال الحكومي إلى بناء مستقبله"، وشارك فيها كل من الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مصر، والدكتور جواو بوسكو مونتي، رئيس المعهد البرازيلي الإفريقي، وشريف بنداري، نائب الرئيس الأول للسياسة العامة في مجموعة محرم وشركاه القابضة للسياسة العامة والاتصال الاستراتيجي، والدكتورة نورة الكربي، رئيس قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي بجامعة الشارقة، والدكتورة سمية عبداللطيف، رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة عجمان، وسلطان ماجد العلي، نائب رئيس قطاع مكتب دبي، ومدير إدارة الباروميتر العالمي في مؤسسة تريندز، وأدار الجلسة، علي عبدالله آل علي، باحث ومدير إدارة "تريندز" دبي.
دور مراكز الفكر
وتطرقت الجلسة إلى استكشاف ما يمكن أن تقدمه مراكز البحث العلمي لعزيز فعالية الاتصال الحكومي، حيث تحدث أسامة الجوهري عن أهمية ملف الاتصال الحكومي ودور مراكز الفكر اتجاهه، وما يجب أن تضطلع به من مهام جديدة في توضيح الرأي العام وقياس رأي الشارع وانعكاسات القرار، موضحاً تجربة مركز المعلومات في مصر ودوره في تقديم حلول تفاعلية.
وطالب البروفيسير جواو مونتي بضرورة التعاون بين مراكز البحث والحكومات لصنع اتصال جيد وقرارات صائبة عبر الإحصاءات والبيانات الداعمة، وأوضح شريف بنداري أن الشفافية هي من أهم أدوات الاتصال وهي ما يطلبه المواطن، ووصول المعلومة وتحديث التقييمات جزء من ذلك، ومراكز الدراسات قد تقدمه.
من جهتها، نوهت الدكتورة نورة الكربي بدفع المعرفة المجتمعية نحو مزيد من التوسع ومشاركة الأكاديميين في توجيه السياسات لتحسين الخدمات الحكومية وإجراء الأبحاث التطبيقية حول الاتصال ونشرها، فيما أشارت الدكتورة سمية عبداللطيف إلى ضرورة صياغة السياسة العامة المرتبطة بالاتصال وإشراك مراكز البحث في الجامعات، من خلال تجسير العلاقات بينها مع الهيئات الحكومية، وختم سلطان ماجد بأهمية استطلاعات الرأي والأخذ به في العمل الحكومي الجاد، خاصة مع تزايد المعلومات المضللة وتعدد أجندتها، ما يتطلب اتصالاً ودراسات علمية تقدم معلومات حقيقية وواضحة.