يعمل فريق تونسي على مشروع لإنقاذ النظام البيئي في البحر المتوسط، الذي يتعرض للخطر، إذ يواجه عشب بوسيدونيا أوسينيكا، الذي يطلق عليه اسم "رئة البحر المتوسط"، تحديات غير مسبوقة، بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة في البحر، وغزو أنواع غريبة، والأنشطة البشرية المباشرة بالقرب من السواحل.
الشارقة 24 – رويترز:
يتعرض النظام البيئي في البحر المتوسط للخطر، إذ يواجه عشب بوسيدونيا أوسينيكا، الذي يطلق عليه اسم "رئة البحر المتوسط"، تحديات غير مسبوقة، بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة في البحر، وغزو أنواع غريبة، والأنشطة البشرية المباشرة بالقرب من السواحل.
هذا العشب البحري الفريد متوطن في البحر المتوسط، ويلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على استمرارية الأنشطة البحرية، ومكافحة تغير المناخ.
وتوضح رملة بوهلال المهندسة في الصيد البحري والبيئة البحرية وعضو جمعية "أزرقنا الكبير"، أن عشب البوسيدونيا هو رئة البحر والمصدر الأول لإنتاج الأكسجين، ويمتص ثاني أوكسيد الكربون، ومصدر غذاء وحماية للكائنات البحرية، وموطن تكاثر لها.
وتتعدى أهمية البوسيدونيا مجرد إنتاج الأكسجين، فهو وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر جيو ساينسز"، يمتص ثاني أكسيد الكربون بفاعلية أكثر ثلاث مرات من الغابات الاستوائية.
من جهته، يؤكد أحمد غديرة رئيس جمعية "أزرقنا الكبير"، الدور البيئي المهم لهذا العشب وخاصة في تنظيم المناخ.
وتُظهِر أحدث دراسة للجمعية، أن كل هكتار من عشب البوسيدونيا في خليج المنستير وجزر قوريا، يمكنه تخزين أكثر من 350 طناً من الكربون، والجهود جارية لحماية وإعادة إحياء هذا العشب وخاصة في تونس.
ويعمل غديرة وفريقه، على الحفاظ على العشب، من خلال إعادة إحيائه، إما بدون تدخل عن طريق مراقبة تطوره أو بالتدخل عن طريق الزراعة، في جهود بالغة الأهمية بالنظر إلى أن تونس، على عكس دول مثل فرنسا، ليست لديها قوانين تحمي النظم البيئية تحت الماء.
ومع استمرار تهديد تغير المناخ لهذه "الرئة الخضراء" الأساسية للبحر المتوسط، فالسباق مستمر لحمايتها من أجل الأجيال القادمة.