اضطر الآلاف من سكان غزة إلى الهرب تحت القصف من شمال القطاع ووسطه، مرة أخرى، بعد دعوات الجيش الإسرائيلي إلى الإجلاء، وإعلانه أن حركة "حماس"، تعيد تنظيم صفوفها في هذه المناطق، وذلك بالتزامن مع توسيع إسرائيل هجومها البري في مدينة رفح جنوباً، حيث يعيش نحو 1.4 مليون شخص.
الشارقة 24 – أ ف ب:
مرّة أخرى، أجبر الآلاف من سكان غزة على الهرب تحت القصف من شمال القطاع ووسطه، بعد دعوات الجيش الإسرائيلي للإجلاء، وإعلانه أن حركة "حماس"، تعيد تنظيم صفوفها في هذه المناطق.
وكان الجيش، أعلن انتهاء عملياته في مناطق عدة من الشمال والوسط، وانسحاب جزء كبير من قواته منها.
وتوضح أم عدي نصار، بعد وصولها إلى مدينة غزة قادمة من مخيم جباليا للاجئين، ألقى الجيش مناشير وبعث رسالة على الجوال للتحذير من بقاء أحد في جباليا.
ونصار واحدة من مئات آلاف الفلسطينيين الذين فضلوا البقاء في شمال قطاع غزة، رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية، خلال سبعة أشهر من الحرب بين إسرائيل والحركة.
وأعلنت إسرائيل، يوم السبت، أنها عادت للقتال في المخيم لمنع "حماس"، من إعادة بناء قدراتها العسكرية في المنطقة، بينما ذكرت الحركة، أن عناصرها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية قرب مدينة غزة.
وتضيف نصار، ليست هذه المرة الأولى التي ننزح فيها، كلما حاولنا العودة والاستقرار، تحدث عملية اجتياح ويقصف الجيش المنازل بالطائرات والدبابات ويقتل الناس.
ويتزامن القتال العنيف في شمال قطاع غزة، مع توسيع إسرائيل هجومها البري في مدينة رفح جنوباً، حيث يعيش نحو 1.4 مليون شخص.
وتعلن إسرائيل، التي دخلت شرق رفح وسيطرت على المعبر الفاصل بينها وبين مصر في السادس من مايو الجاري، أنها تنفّذ عمليات محددة الأهداف في رفح التي تعتبرها آخر معاقل "حماس"، لكن مسؤولين في الحركة، يوضحون أنها تقدّمت قرابة ثلاثة كيلومترات في المدينة.
ويشير محمود البرش من جباليا، إلى أنه يشعر أن حياة سكان غزة أصبحت "مثل القط والفأر، نلحق بعضنا ونحن تائهون لا ندري إلى أين نتحرك أو إلى أين نذهب... والقصف مستمر".
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فرّ نحو 64 ألف شخص من جباليا وبيت لاهيا منذ تجدّد القتال في الجزء الشمالي من القطاع.
ونوهت "أونروا"، إلى أن البعض يتجهون إلى ملاجئ المنظمة الأممية في شمال غزة، رغم تعرّض العديد من تلك المرافق للقصف الإسرائيلي.
وأوضح الدفاع المدني في غزة، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفّذ ضربات جوية متتالية على حي الزيتون في المدينة، ما تسبّب بإصابة عدد من المنازل وسقوط العديد من الضحايا.
ويؤكد عبد عياد "40 عاماً"، أن والده أصيب بشظايا قذيفة دبابة أثناء محاولته مع عدد من أفراد العائلة الخروج من حي الزيتون الواقع في جنوب شرق مدينة غزة، ويضيف "دخلت الشظية من ظهره وخرجت من بطنه.
ونقل الابن والده إلى مستشفى المعمداني بغزة، في ظلّ عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المكان، ويوضح انتقلت من الزيتون إلى منطقة الميناء والوضع صعب، لم نأخذ معنا لا ملابس ولا أكل، كان همّنا الوحيد أن ننجو من القصف العنيف.
وتحذّر الأمم المتحدة، من تزايد خطر المجاعة في شمال القطاع المحاصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، فتح معبر حدودي جديد بين إسرائيل وشمال قطاع غزة، لإدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق الشمال، وأفاد بأن شاحنات عدّة من برنامج الغذاء العالمي دخلت المنطقة محمّلة بمواد الإغاثة الضرورية.
وتؤكد إيمان الرملاوي "35 عاماً" التي فرّت من حي الزيتون، أن عمّها أصيب خلال رحلة النزوح التي تصفها بأنها مأساة بكل معنى الكلمة، وتضيف يكفينا تشرّداً ونزوحاً، نعيش وضعاً مأساوياً، ونخرج من البيت ولا نعرف إذا ما كنا سنجده عندما نرجع أو يكون قد دمّر في القصف.