يقص ركن "سكيك" الذي يطل علينا في أيام الشارقة التراثية، حكايات الفرجان، برسوم فنية تصور الحياة الاجتماعية التراثية المحلية القديمة على أسواره.
الشارقة 24:
سكك وفرجان تضج بأصوات الباعة، وصخب الأطفال، وحكايا "العياييز" الذي لا يحلو لهم الجلوس إلا على دكك البيوت، ومن هناك تأتيك رائحة الخبز المنبعثة من محل المخبز القديم، والملابس المتكدسة في المغسلة القديمة "اللوندري"، والأقمشة القديمة المطلة من دكان الأقمشة وخياط "المخاوير"، وأسماء شخصيات ومهن مثل "تفوح أم النخي"، وباعة الأسماك والمستلزمات البحرية، "والمسيد" القديم وما تعلق به الناس من المسبحة والسجادة، إضافة لملعب صبية الفرجان.
هذا باختصار ما يجده الزائر في ركن "سكيك" الذي يطل علينا في أيام الشارقة التراثية برسوم فنية تصور الحياة الاجتماعية التراثية المحلية القديمة على أسواره، وفي داخله تطالع أسماء تراثية لفرجان المريجة وبو كندر والشرق وميثانا والشيوخ، وما فيها من سكك كانت ذات أسماء متداولة في الشارقة كمهيرة، وعاشينا، وشيخانة، التي وضعت بالقرب منها تسجيلات صوتية تراثية لحرفة أو موقف اجتماعي تقربك أكثر من الواقع المعاش آنذاك.
وفي هذا الصدد تقول مروة المازمي من وحدة إدارة الفعاليات والأنشطة بمعهد الشارقة للتراث: "تم استحداث سكيكنا، وهي متاهة تحاكي في مضمونها البيت والسكة والفريج المحلي السائد في منتصف القرن الماضي، كل فريج يحتوي على سؤال واحد، في حال الجواب عليه ينتقل الى الفريج الثاني، وكل الأسئلة ذات طابع تراثي يتضمن أسماء متداولة قديمة من اجل نقل المعرفة التراثية، أما الرسوم على الجدران فهي تعبير للتواصل بين الأجيال القديمة والجديدة.
جدير بالذكر، أن المسؤولين عن ركن سكيك في معهد الشارقة للتراث قاموا بصناعة جميع مرافق وحرف الفرجان والسكك من دون الاستعانة بأي جهد آخر، وذلك في ضوء ما يمتلكوه من خبرات مادية ومعرفية، وتقنيات فنية، واستناداً الى محاكاة صور معاشة يومياً لم تغفل أدق التفاصيل بما فيها أعمدة الكهرباء المصنوعة من الخشب، والتي كانت تعلو البيوت القديمة، لتشكل اليوم أهم تفاصيل "سكيك" التراثية.