في صفعة للإنسانية لتلك الأمم التي تتشدق بالحرية والديمقراطية، وسنّت قوانين لحقوق الحيوان قبل الإنسان، تقف اليوم عاجزة عن وقف آلة الدمار وإيصال لقيمات لأجساد أطفال أنهكها الجوع، إذ حذّرت الأمم المتحدة الإثنين من أنّ القصف المتواصل على القطاع المتهالك والنقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشّي، والانتشار السريع للأمراض، سيؤدّي إلى انفجار في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزّة.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
حذّرت الأمم المتحدة الإثنين من أنّ النقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشّي، والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدّي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزّة.
وبعد عشرين أسبوعاً على الحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ حركة حماس، أكدت وكالات الأمم المتحدة إنّ الغذاء والمياه النظيفة أصبحت نادرة جداً في القطاع الفلسطيني المحاصر، وأنّ جميع الأطفال الصغار تقريباً يُعانون أمراضاً مُعدية.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إنّ غزّة على وشك أن تشهد انفجاراً في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يُضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلاً".
ويتأثّر ما لا يقلّ عن 90 % من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزّة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي، وكان 70 % قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.
من جهته، قال مايك رايان، المكلّف الأوضاع الطارئة في منظّمة الصحّة العالميّة، إنّ "الجوع والمرض مزيج قاتل"، وأضاف " إن الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسيّة شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، والأطفال المرضى، خصوصاً منهم المصابون بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائيّة جيداً".
ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإنّ أكثر من 15% من الأطفال دون سنّ الثانية، أو واحد من كلّ ستّة أطفال، يعانون سوء تغذية حاداً في شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريباً من المساعدات الإنسانيّة.
وحذّرت وكالات الأمم المتحدة من أنّ هذه البيانات جُمِعت في يناير، ويُرجَّح أن يكون الوضع حالياً أكثر خطورة.
وفي جنوب قطاع غزة، يُعاني 5 % من الأطفال دون سنّ الثانية سوء تغذية حاداً، وفقا للتقييم.
وأوضحت الوكالات الأمميّة، أنّ هذا التدهور في الوضع الغذائي" لشعب في خلال 3 أشهر هو أمر غير مسبوق على مستوى العالم.