من مقولة الإمام على "كرم الله وجهه" "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، يستمد الفلسطينيون عزمهم، إذ رغم القصف الإسرائيلي المتواصل، يخاطر صيادو السمك في غزة بحياتهم كل يوم، وهم يقومون بالتجديف بزورق وسط الأمواج تحت المراقبة العسكرية الإسرائيلية، لصيد كميات صغيرة من السلطعون والأسماك بين الحين والآخر، لإطعام أسرهم الجائعة، وسط حرب مستعرة.
الشارقة 24 - رويترز:
يخاطر صياد السمك في غزة عبد الرحيم النجار بحياته كل يوم وهو يقوم بالتجديف بزورق وسط الأمواج تحت المراقبة العسكرية الإسرائيلية لصيد كميات صغيرة من السلطعون والأسماك بين الحين والآخر لإطعام أسرته الجائعة.
ويخضع الصيادون في القطاع الفلسطيني الصغير منذ فترة طويلة لحظر إسرائيلي صارم بشأن المسافة التي يمكنهم صيد الأسماك في نطاقها، ولكن منذ أن بدأت الحرب المدمرة في الـ 7 من أكتوبر تشرين الأول، لم يجرؤ أي منهم على المغامرة إلا في نطاق حوالي 100 متر فقط من الشاطئ.
ودفعت الحرب الإسرائيلية والحصار والقصف منذ أكثر من 3 أشهر قطاع غزة إلى حافة المجاعة، إذ تشير تقييمات الأمم المتحدة إلى أن سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.
وبالنسبة للصيادين، الذين بالكاد يتمكنون من اجتياز الموجات الأولى في البحر المتوسط، ولا يستطيعون الوصول إلى المياه العميقة حيث كميات أكبر من الأسماك، فإن أي شيء يصطادونه أصبح الآن مهماً للحفاظ على حياتهم وحياة عائلاتهم.
وقبل الحرب، كان الصيادون يستخدمون المحركات في قواربهم الصغيرة، وكان من الممكن أن تبحر لعدة كيلومترات من الخط الساحلي في غزة. والآن ينطلقون في أزواج باستخدام المجاديف، أحدهما يجدف بينما يقف الآخر لرمي الشباك.
وأضاف أنه عندما يصلون إلى مسافة تزيد عن 100 متر، تطلق القوات الإسرائيلية أحياناً قذائف تجاههم لدفعهم إلى العودة إلى الشاطئ، في ظل مخاوف أمنية متزايدة مرتبطة بالحرب.
* جوع شديد
السبب وراء استعداد الصيادين لتحدي نيران القذائف مقابل هذه المكافأة الصغيرة واضح في وسط مدينة رفح، حيث اصطف الناس أمام مطبخ خيري، ووقف الأطفال، ووجوههم عابسة، ينتظرون تناول كميات ضئيلة من العدس أو المعكرونة.
وقال محمد الشندغلي، وهو أحد النازحين، عند المطبخ "أجسامنا تنهار بسبب نقص الغذاء، أطفالي مرضى من قلة الغذاء، إنه لا يكفي، إنه بالكاد يكفي لشخصين ويجب أن يقدم لـ 7 أشخاص، إنه ليس حتى وجبة واحدة".