أجمع خبراء في قطاع التعليم على أن مهارات المستقبل ضرورية لصناعة وقيادة النجاح، مشيرين إلى أن هناك حاجة ملحة لسد الفجوة بين المناهج التعليمية والمهارات، وإلى منهج تعليمي يعتمد على والابتكار وتطوير الشخصية والتواصل الاجتماعي، ويعزز التجارب الحياتية للطلاب لإكسابهم مهارات التعامل مع التحديات، وحل المشكلات. جاء ذلك في سلسلة جلسات حوارية نظمها مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024.
الشارقة 24:
نظم مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، سلسلة جلسات حوارية، ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024، منها جلسة بعنوان: "تشكيل العقول، تمكين المستقبل: المشهد التعليمي الجديد" تحدث فيها كل من سعادة الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس "مؤسسة برجيل للفنون" وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وميساء جلبوط، الزميل غير المقيم في مركز التعليم العالمي بمعهد بروكينغز، وأدراتها مينا العريبي، رئيسة تحرير صحيفة ذا ناشيونال.
أما الجلسة الثانية، فجاءت تحت عنوان: "مدرسة الغد… سيري خذني إلى صفي"، وشارك فيها كل من كل من وفاء عبيدات، مؤسسة بلاي بوك، ومرجان فارايدوني، رئيس مكتب التعليم والثقافة في "إكسبو دبي 2020"، وسفيتلانا فيليكانوفا، مؤسسة "هايبر سبيس"، وأدراتها رايا بدشاري، مؤسسة "سكول أوف هيومانتي".
لا ريادة من غير قراءة
وفي حديثه عن دور التعلم في تنمية روح الريادة، أشار الشيخ سلطان سعود القاسمي إلى أن القراءة هي عنصر أساسي في رحلة كل رائد أعمال ناجح، موضحاً أنها تمنح رواد الأعمال المعرفة والثقافة والرؤية التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات.
ودعا الشيخ سلطان سعود رواد الأعمال إلى أن يكونوا قدوة ومصدر إلهام للأجيال القادمة، وأوصاهم بزيارة مدارسهم السابقة ومشاركة تجاربهم ونصائحهم مع الطلاب. وقال لهم: "أخبروا الطلاب بأنكم كنتم في موقعهم يوماً ما، وأنكم بذلتم جهداً كبيراً، وعرفتم قيمة العمل والتعلم… سترون كيف ستؤثر هذه الكلمات في نفوس الطلاب، وستحفزهم على السعي لتحقيق أحلامهم".
ريادة الأعمال في المناهج الدراسية
وفي إطار حديثها عن تحديات وفرص ريادة الأعمال لدى الشباب، أشارت الدكتورة محدثة الهاشمي إلى أن معظم المناهج التعليمية ما زالت تركز على تأهيل الطلاب لمهن تقليدية مثل الطب والقانون والمحاسبة، بينما تغفل تشجيعهم على اكتشاف مواهبهم وتحقيق طموحاتهم كرواد أعمال. وقالت: "نحن بحاجة إلى تغيير هذا الواقع وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في مناهجنا ومجتمعاتنا".
التعليم المجتمعي في كل مكان
بدورها، أوضحت ميساء جلبوط ضرورة التركيز في التعليم على تنمية المهارات الأساسية للطلاب قبل الانتقال إلى مهارات أعلى. وقالت: "علينا أن نعيد التفكير في كيفية تعليم الشباب وتأهيلهم للمستقبل، وأن نتبنى مهارات التعليم الفعالة التي تساعد الشباب على التواصل والتعاون والتكيف مع التغيرات". مشيرة إلى أهمية توسيع نطاق التعليم ليشمل التعليم المجتمعي، الذي يجعل الطلاب منخرطين فيه بشتى الأماكن في الحدائق والمكتبات وغيرها.
مدارس الغد... "سيري" خذني إلى صفي
وافتتحت سفيتلانا فيليكانوفا جلسة "مدرسة الغد" بالتأكيد على الهوة الكبيرة بين التعليم الذي نحصل عليه اليوم والمهارات التي يحتاجها سوق العمل، وهي هوة تهدر 11.5 تريليون دولار من الثروة العالمية. وأضافت: “لابد من تحديث نظامنا التعليمي. وفي Harbour Space نسعى لتوفير تعليم عالي الجودة ومتاح للجميع بالاستفادة من خبرات العمل الحية في برامجنا الدراسية".
بدوره، أشار مرجان فارايدوني إلى أن التعليم يجب أن يستند إلى تجارب حقيقية من الحياة، وقال: "نحن نسعى لتحفيز الطلاب الصغار على التعرف على قضايا هامة تخص البشرية، بالاعتماد على فن الرواية والتجارب التفاعلية، ونريد أن ننشئ جيلاً من الشباب الماهرين الذين يحملون قيماً راسخة يحملونها معهم في حياتهم".
من جهتها، تحدثت وفاء عبيدات عن الصعوبات التي تواجه المرأة في سوق العمل، وأكدت ضرورة حل هذه الصعوبات من خلال دخولهن في مجالات معرفية متنوعة، وبشكل مبكر، كقطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لتمكينهن من المساهمة في التقدم التكنولوجي والاقتصادي المقبل، الذي لا يعترف إلا بالمهارات.