انطلق منتدى الابتكار ونقل التكنولوجيا بنسخته الثالثة، اليوم الأربعاء، في في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وسلط الضوء على بعض الاتجاهات الرئيسية في مجال الابتكار نقل التكنولوجيا، وشهد المنتدى كذلك أيضاً حفل إعلان النتائج عن الفائزين بالنسخة الرابعة من مسرع الشارقة للصناعات المتقدمة.
الشارقة 24:
على خلفية تحقيق دولة الإمارات المركز 32 على مؤشر الابتكار العالمي، سلط منتدى الابتكار ونقل التكنولوجيا بنسخته الثالثة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الضوء على بعض الاتجاهات الرئيسية في مجال الابتكار نقل التكنولوجيا، وشهد المنتدى كذلك أيضًا حفل إعلان النتائج عن الفائزين بالنسخة الرابعة من مسرع الشارقة للصناعات المتقدمة وكذلك المعرض المصاحب.
واستضاف المجمع القائمة النهائية من الشركات الناشئة المتنافسة في المسرع بصناعاتها وابتكاراتها التقنية من جميع أنحاء العالم، لتقدم تقنيات وحلول متطورة لصالح المستثمرين لاستكشاف آفاق الاستثمار المحتملة - بالإضافة إلى معرض الشركات الناشئة الديناميكي الذي عرض بعض الابتكارات المتميزة، حيث يسلط مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الضوء على مشاريع الشركات الناشئة وفرص الاستثمار للمستثمرين.
ويأتي انعقاد منتدى الابتكار ونقل التكنولوجيا على خلفية الإصدار الأخير لمؤشر الابتكار العالمي "GII" 2023 من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو"، والذي صنف دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها الدولة الأكثر ابتكارًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى المستوى العالمي، حيث احتلت دولة الإمارات المرتبة 32 من بين 132 اقتصاداً في المؤشر الذي يصنف اقتصادات العالم حسب قدراتها الابتكارية.
وانطلقت فعاليات المنتدى الذي يعتبر الحدث المتخصص الأكبر في نقل التكنولوجيا والابتكار في المنطقة، بحضور الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، وزير التغير المناخي والبيئة السابق في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي شارك رؤاه حول ما يجب القيام به لتسريع وتيرة نقل تكنولوجيا الابتكار والاستدامة، وحضر المنتدى الشيخة نبيلة الصباح، رئيسة مبادرة ابتكار، مؤسسة السعد من الكويت التي ألقت كلمة في الافتتاح تحدثت خلالها عن الابتكار ودوره وتطوره في المنطقة مقدمة الشكر للشارقة على استضافتها لهذا المنتدى الهام.
كما حضر حفل افتتاح المنتدى عدد من رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية وعدد كبير من المشاركين من علماء ومفكرين ومستثمرين وممثلي الحكومات والقطاع الخاص والخبراء ورجال الأعمال والأكاديميين من مختلف دول العالم وحشد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
وتواصلت جلسات المنتدى على مدار يوم كامل بمشاركة أكثر من عشرين متحدثاً وخبيراً، حيث دارت المناقشات حول أفضل السُبل لرسم ملامح مستقبل الابتكار لتسريع وتيرة نقل تكنولوجيا الابتكار وأُسس الاستدامة مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في الإمارات، بشأن التغيُّر المناخي، عبر جلسات متعددة ومواضيع مختلفة.
ويأتي انعقاد هذا المنتدى في الوقت الذي يشهد به العالم اختراق التكنولوجيا الناشئة في مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء "IoT"، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات ذاتية القيادة.
وفي كلمته الترحيبية، أعرب حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار خلالها عن سعادته باستضافة منتدى الابتكار ونقل التكنولوجيا، الذي يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأن تكون الشارقة عاصمة للابتكار والمعرفة. وقال إننا نسعى من خلال هذا التجمع إلى تعزز مكانة إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للابتكار ونقل التكنولوجيا في المنطقة. كما تعزز من مكانة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار كمنصة مثالية لتطوير ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى ابتكار المشاريع وإنشائها.
كما أكد المحمودي على أهمية المنتدى الذي يُعقد في الوقت الذي تحقق به بدولة الإمارات العربية المتحدة مركزها المميز للابتكار في المنطقة في مؤشر الابتكار العالمي؛ في الوقت الذي تحتفل فيه الإمارات بمرور 52 عاماً من التقدم والنجاح بالإضافة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28.
وقال المحمودي: "على مدى الأسبوعين المقبلين وخلال فترة انعقاد مؤتمر المناخ، سيكون هناك الكثير من الفرص لتبادل المعرفة وتقاسم أفضل الممارسات واستكشاف فرص عمل جديدة وبناء شراكات تعاونية. هنا في مجمع الشارقة للابتكار، نمثل القلب النابض للابتكار في المنطقة، عبر الابتكارات الرائدة التي تقدمها شركاتنا الناشئة".
وأضاف: "لقد كان الهدف من منتدى نقل الابتكار دائمًا هو العمل مع أصحاب المصلحة لدينا، لتعزيز وتطوير التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. لكننا ما زلنا نعتقد أن أمامنا طريقاً طويلاً لنقطعه كمبتكرين على نطاق عالمي. تمنحنا مثل هذه المنتديات فرصة لنا لنرى كيف يمكننا تجاوز الحدود وتحقيق آفاق جديدة من التميز في مجال الابتكار. ومن بين المتحدثين لدينا خبراء من القطاع الأكاديمي، وكذلك من القطاع الخاص المعنيين بالملكية الفكرية وتسويق التكنولوجيا".
وتناولت حلقات النقاش موضوعات مثل دور المؤسسات التعليمية في نقل التكنولوجيا، وتضافر السياسات الحكومية والابتكار التكنولوجي، وأهمية الملكية الفكرية في ضمان نجاح نقل التكنولوجيا وتطوير مشاريع التكنولوجيا المبتكرة وتحقيق الدخل منها. وقد ساهم المنتدى في توحيد الرؤى عبر تبادل المعرفة وعرض الأعمال لتخرج بتوصيات من شأنها تسريع وتيرة الابتكار ونقل التكنولوجيا والاستدامة، وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاعين الخاص والأكاديمي مع التركيز على التكنولوجيا ونقل المعرفة. تدعو إلى بناء منظومة متكاملة لعملية نقل المعرفة المستدامة.
وكانت الجلسة الافتتاحية حول "دور المؤسسات التعليمية في نقل التكنولوجيا" بمشاركة الدكتور تود أ. لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة والدكتور معمر بالطيب نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون البحث العلمي، وقد أدار الجلسة حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.
وأشاد الدكتور تود لورسن بالتقدم الذي أحرزته جامعات الإمارات العربية المتحدة في بنيتها التحتية، وقال إن الوقت قد حان لتغيير الثقافة بين أعضاء هيئة التدريس وطلابنا. وشدد على أن الجامعات المحلية يجب أن تركز الآن على تخريج خريجين يتمتعون بروح المبادرة والتحول إلى البحث والتطوير.
وقال الدكتور بالطيب، إن معظم الجامعات في الإمارات العربية المتحدة بدأت كجامعات تعليمية. على مدار العقد الماضي، أصبح العديد منها أكثر توجهاً نحو الأبحاث، وهي الآن تتجه نحو الأبحاث عالية الجودة. وقال إن روح المبادرة والابتكار وريادة الأعمال تحتاج الآن إلى التعزيز.
وضمت حلقة نقاش حول "المبادرات الاستراتيجية في مجال التقدم التكنولوجي: التآزر بين السياسات الحكومية والابتكار التكنولوجي" تحدث بها الدكتور رودريغو باسكو، خالد الحوسني، الرئيس التنفيذي، كبير الطيارين في مجال الذكاء الاصطناعي/علم البيانات، شركة KA Consultants، باسل مفتاح، شريك في Nclude، رامشانكار سي إس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Maxbyte.
ومن بين المشاركين في حلقة النقاش حول "قوة الملكية الفكرية في قيادة نجاح نقل التكنولوجيا" الدكتور محمد الحميري - رئيس مكتب نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية بجامعة الشارقة؛ أحمد صالح - شريك، رئيس قسم الابتكار وبراءات الاختراع والملكية الصناعية "3IP"، شركة التميمي؛ الدكتور طارق حجيري - المفوض السابق للملكية الفكرية، مركز دبي المالي العالمي وثريا ترك - الشريك الإداري، من شركة ليجل سيركل التي أدارت الجلسة.
وتحدث الدكتور فينايتوش ميشرا، مدير معهد ثومبي للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بجامعة الخليج الطبية، في حلقة نقاش حول "تطوير مشاريع تكنولوجيا الابتكار وتحقيق الدخل منها". والدكتور نيهيل شبك، المؤسس المشارك لشركة AirImpact؛ والدكتور عطا الرحمن، أستاذ مشارك في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، جامعة عجمان؛ والدكتور فايبهاف شارما قائد وحدة نقل التكنولوجيا في الجامعة الأميركية في الشارقة.