دعا الكاتب الكندي مالكوم جلادويل، خلال تقديمه ندوة خاصة، ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى التعلم من الأخطاء وتحويلها إلى فرص إيجابية، من خلال الاستفادة منها في عملية التطور والنمو.
الشارقة 24:
قدم الكاتب الكندي ذو الأصول الإنجليزية مالكوم جلادويل، ندوة خاصة، ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ناقش خلالها رؤيته لتحقيق النجاح الحقيقي، وأهمية التعلم من الأخطاء وتحويلها إلى فرص إيجابية، من خلال الاستفادة منها في عملية التطور والنمو.
وتطرق الكاتب، الذي تصدّرت أعماله قائمة مجلة "نيويورك تايمز" لأكثر الكتب مبيعاً، إلى التعريف الذي قدّمه لمفهوم "العمل الناجح" في كتابه "المتميزون: قصة نجاح"، قائلاً إن العمل الناجح، يجب أن ندرك بأنه ليس سهلاً، وأنه مستقل بذاته، ويتطلب إعمال العقل، فإذا كان العمل يلبي هذه المعايير الثلاثة، سيكون ناجحاً، مع العلم بأن هذه المعايير لا تتعلق بالشهرة، أو بالمال، أو بأي شكل من أشكال المصادقة الخارجية.
وشارك جلادويل الحضور قصة والده؛ عالم الرياضيات، وكيف تضمنت عادات حياته اليومية حل المسائل الرياضية في الصباح الباكر، وأشار إلى أن والده كان يتناول الشاي والبسكويت مع والدته عند الظهيرة، ثم يصحب كلب العائلة في نزهة عند المساء، ووصفه بـ"الرجل السعيد"، مؤكداً أن السعادة الحقيقية مبنية على لحظات قصيرة وصغيرة جداً.
وحول صفات القصة الناجحة، أوضح الكاتب المعروف بقدرته على تحويل الأفكار المعقدة إلى سرديات شيقة، أنه في أغلب الأحيان، يعود سبب عدم نجاح القصة إلى العجلة والتسرّع في السرد، فهناك فرق كبير بين القصة والطُرفة؛ إذ يستخدم الكاتب الطُرفة عندما يريد إيصال فكرة محددة بعينها فقط ولا يذهب أبعد من ذلك، في حين أن القصص لها بداية ووسط ونهاية، ويتخللها منعطف يأخذ مسار السرد في اتجاه معين، كما أنها تتضمن التشابك والتداخل وعنصر المفاجأة، ويتطلب إتقان تنظيم هذه العناصر وتجانسها وقتاً طويلاً.
وأضاف جلادويل، أنه يتذكر تجربة كتابه الأول، الذي شكّل فيما بعد نقطة تحول في حياته، ففي ذلك الوقت لم يعقد آمالاً كبيرة، وكان يستمتع بعمل شيء لم يقم به من قبل حيث بدت له تجربة شيء جديد أمراً شيّقاً، وفي المرة الأولى التي نظمت فيها جلسة قرائية لكتابه الأول، لم يحضر سوى شخصين، مشيراً إلى أن مسيرته في الكتابة أصبحت تطوراً طبيعياً لمهنته الأساسية في الكتابة الصحافية لدى صحيفة "نيويورك تايمز" عندما كان يكتب مقالات من 7000 كلمة وأكثر.
وأشار جلادويل، إلى أن الحدس يتطور ويصبح أقوى من خلال التعلم من الأخطاء، مضيفاً أن الأخطاء فرصة استثنائية لإثراء تجربة التعلّم، وأنه يحرص على تثقيف نفسه من خلال تأمل المواقف التي أخطأ فيها، ويسأل نفسه عن سبب ارتكاب الخطأ وسبل تلافي ارتكابه في المستقبل، حيث أسهمت هذه العملية بتعزيز حدسه وذكائه وحنكته في مواقف مشابهه تلافى فيها ارتكاب الأخطاء، فعملية التجربة والخطأ جزء لا يتجزأ من عملية التعلّم، ولهذا ينظر إلى الأخطاء على أنها فرص إيجابية للتطور والنمو.