استقبلت أرمينيا، 28 ألف شخص على الأقل، فرّوا من ناغورني قره باغ، بعد أسبوع تقريباً من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية بالقوقاز وغالبية سكانها من الأرمن، في وقت أعلنت فيه باكو، أن حرس حدودها يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وسط لاجئي الإقليم المتنازع عليه.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت يريفان، اليوم الثلاثاء، أنّ 28 ألف شخص على الأقل، فرّوا من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا، بعد أسبوع تقريباً من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.
واعتبرت باريس على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح الضخم للأرمن من ناغورني قره باغ يحدث تحت أعين روسيا المتواطئة.
وكانت روسيا قد نشرت في العام 2020، قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية.
وذكّرت لوجاندر، بأن باريس ستحمّل أذربيجان كامل المسؤولية عن مصير السكان الأرمن.
وأعلن مصدر حكومي أذربيجاني، أن حرس الحدود الأذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورني قره باغ إلى أرمينيا.
وأوضح المصدر، أن أذربيجان تعتزم تطبيق عفو على المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في قره باغ، لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب قره باغ يجب أن يسلموا إلينا، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
ومساء الاثنين، انفجر مستودع للوقود في الجيب وسط نزوح جماعي، ما أدى إلى مقتل 68 شخصاً على الأقل، وفقدان 105، وإصابة 300 آخرين بجروح، حسبما أعلنت السلطات الانفصالية، مطالبة بمساعدة خارجية عاجلة للتعامل مع هذه الكارثة.
وأوضحت في بيان، لا يزال عشرات الجرحى في حالة حرجة، وأشارت إلى أنّ المصابين الذين يعانون من حروق متفاوتة الخطورة تمّ نقلهم إلى المستشفى في ناغورني قره باغ.
ولقي 68 شخصاً حتفهم، ثلاثة عشر منهم مجهولو الهوية، وسيتمّ إخضاع جثث الضحايا المجهولين لتحاليل الطب الشرعي، وفق المصدر نفسه.
وعند وصولهم بالسيارات أو الحافلات، وجد الآلاف من سكان ناغورني قره باغ ملجأً في أرمينيا، بينما أعلنت الحكومة الأرمينية، أنها استقبلت أكثر من 28 ألف شخص.
والبعض يفرّ مشياً، إذ ذكر رجل أثناء مروره أمام الجنود الأذربيجانيين "طردونا".
ويفرّ هؤلاء المدنيون من ناغورني قره باغ، رغم الوعد الذي كرّره رئيس أذربيجان إلهام علييف، أمس الاثنين، بأنّ حقوق الأرمن في هذا الجيب الذي يحتلّه جيشه ستكون "مضمونة".
وكان يتحدث إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يلعب دوراً رئيسياً في هذا الجزء من القوقاز، بعد أيام قليلة من انتصار الجنود الأذربيجانيين على القوات الانفصالية في ناغورني قره باغ التي تسكنها غالبية من الأرمن والتي ألحقتها السلطات السوفياتية بأذربيجان في العام 1921.
ومن المقرّر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، في بروكسل، ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تواجهتا عسكرياً في ناغورني قره باغ في الفترة الممتدة من العام 1988 إلى العام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف العام 2020 (6500 قتيل).
وسيترأس سيمون موردو المستشار الدبلوماسي الرئيسي لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، هذا الاجتماع في بروكسل، وستتمثّل أذربيجان وأرمينيا، وكذلك فرنسا وألمانيا، بمستشاريها للأمن القومي، كذلك يشارك الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز، الدبلوماسي الإستوني تويفو كلار.
من جهتهما، سيجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الخامس من أكتوبر المقبل في مدينة غرناطة الإسبانية، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يتمّ إلغاؤه.
في هذه الأثناء، استمرّ تدفّق اللاجئين من ناغورني قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، مع الإبلاغ عن اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط عاصمة الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.
وتعهّدت أذربيجان، السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا.
ويخشى كثيرون من نزوح جماعي للأرمن من ناغورني قره باغ، في ظلّ تشديد القوات الأذربيجانية قبضتها، بينما يبقى الوضع الإنساني صعباً للغاية.
وبدأ مساء الأحد الماضي، تدفّق اللاجئين إلى مدينة غوريس التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين ألف نسمة وتعدّ المحطّة الأولى للفارّين من ناغورني قره باغ.
وبعد المرور في نقطة كورنيدزور الواقعة مباشرة بعد الحدود، يُحضر أولئك الذي "لا يملكون مكاناً يذهبون إليه"، مثل فالنتينا أسريان، إلى هنا.
والأسبوع الماضي، أعلن باشينيان أنّ بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ.
ورفضت روسيا التي تعتبر القوقاز منطقة نفوذ لها، وقد نشرت في ناغوني قره باغ قوة لحفظ السلام قبل ثلاث سنوات، الانتقادات التي وجهها باشينيان واتهمها فيها بالتخلي عن حليفتها.