أرغمت الحرائق العنيفة المشتعلة في كندا، السلطات على إخلاء مدينة يلونايف "شمال"، وباتت تهدد منطقة في مقاطعة بريتيش كولومبيا، أعلنت فيها حالة الطوارئ، في وقت يجتاح أكثر من ألف حريق حالياً البلاد من شرقها إلى غربها، وتشتعل أكثر من 230 منها في الأقاليم الشمالية الغربية، وأكثر من 370 منها في بريتيش كولومبيا.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أجبرت الحرائق العنيفة المشتعلة في كندا، السلطات على إخلاء مدينة يلونايف "شمال"، أمس الجمعة، وباتت تهدد منطقة في مقاطعة بريتيش كولومبيا على مسافة ألفي كلم، أعلنت فيها حالة الطوارئ.
وأعلن رئيس وزراء المقاطعة "غرب" ديفيد إبي، أنه لا يمكن التكهن بالوضع في الوقت الحاضر وتنتظرنا أيام صعبة.
وفي الشمال، أمهلت السلطات سكان مدينة يلونايف البالغ عددهم عشرين ألفاً، حتى ظهر الجمعة للمغادرة، في سباق مع الوقت معقد بسبب عزلة عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية الكندية.
ووصل بعض الذين تم إجلاؤهم، مساء الجمعة، إلى مطار كالغاري حاملين حقائب صغيرة.
وأوضح بايرون غاريسون الموظف في قطاع البناء البالغ 27 عاماً، الذي وصل برفقة صديقته وأحد رفاقه "أشعر أنني تائه، ليس لدي أدنى تصوّر لما سيحصل الآن".
ويتم استقبال الوافدين من الشمال الكندي في قاعة صغيرة، لتسجيلهم وتوزيعهم على فنادق، وتقدم لهم فاكهة وكعك وماء، كما يؤمَّن طعام للحيوانات الأليفة التي جلبها بعضهم.
وأضاف ريتشارد مانوباغ الموظف في أحد مقاهي يلونايف، قالت لنا الحكومة إنه يجب الرحيل، فحملنا أنا وزوجتي بعض الملابس والكلبة روزي، وتابع أنني حزين، أفكر بكل مقتنياتي في منزلي ولا أدري ما سيحصل، هذا بيتي الوحيد، ويأمل على غرار العديدين ألّا يبقى في كالغاري سوى ثلاثة أو أربعة أيام.
وأكد أحد الطيارين المكلفين عمليات الإجلاء تشاد بلويت، أن يلونايف حيث تمت تعبئة الجيش باتت شبه خالية، حيث نُقل معظم السكان براً، فيما اختار أربعة آلاف شخص الرحيل جوّاً.
وزار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إدمونتون على مسافة ألف كلم من يلونايف، والتقى هناك وافدين من الشمال نقلوا إلى مركز استقبال، وأكد أمام الصحافيين سنخرج جميعنا معاً من هذا الصيف الصعب إلى حد لا يصدّق.
وتحدث ترودو، عن مرحلة غير مؤكدة ومروعة، في وقت يجتاح أكثر من ألف حريق حالياً البلاد من شرقها إلى غربها، وتشتعل أكثر من 230 منها في الأقاليم الشمالية الغربية وأكثر من 370 منها في بريتيش كولومبيا.
وفي هذه المقاطعة، صدر أمر بإجلاء 15 ألف شخص، وأعلن رئيس السلطات المحلية ديفيد إبي حالة الطوارئ، مساء الجمعة.
وتطال الحرائق بصورة خاصة وست كيلونا (أكثر من 30 ألف نسمة)، حيث احترق عدد كبير من المنازل بحسب السلطات، وصدر أمر بإخلاء بعض المناطق.
واجتاحت النيران، 6800 هكتار من الأراضي، خلال 24 ساعة في هذا القطاع، حيث أخلي 2500 مبنى من سكانها ومن المحتمل إخلاء 5000 مبنى آخر.
والوضع حرج أيضاً في مدينة كيلونا (150 ألف نسمة)، في الضفة المقابلة من بحيرة أوكاناغان، وأغلق المجال الجوي للمنطقة للمساهمة في جهود مكافحة النيران بواسطة الطائرات.
وأقر رئيس أجهزة الإطفاء في وست كيلونا، بأن الليل السابق، ربما كان من الأشد في حياتي المهنية.
وأعلن جيسون برولوند للصحافيين، كافحنا ما يوازي مئة عام من الحرائق، كل ذلك خلال ليلة واحدة، بينما صرح لويال وولدريدج المسؤول المحلي في كليونا، بذلنا كل الجهود للتخفيف من وطأة الحريق، لكن في نهاية المطاف، كانت الطبيعة الأقوى.
وتشهد كندا هذه السنة، موسم حرائق غابات هو الأشد على الإطلاق، تسبب بإجلاء 168 ألف كندي عبر البلاد، وأتى على 14 مليون هكتار من الأراضي، ما يساوي ضعف الرقم القياسي السابق المسجل في 1989.