اقتحم مئات المحتجين، السفارة السويدية في وسط العاصمة العراقية بغداد، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حيث تسلقوا أسوارها وأشعلوا فيها النيران، وذلك احتجاجاً على سماح ستوكهولم، بإحراق وتدنيس نسخة من المصحف الشريف على أراضيها.
الشارقة 24 – رويترز:
أعلنت مصادر مطلعة، أن مئات المحتجين، اقتحموا السفارة السويدية في وسط العاصمة العراقية بغداد، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حيث تسلقوا أسوارها وأشعلوا فيها النيران، وذلك احتجاجاً على سماح ستوكهولم بإحراق وتدنيس نسخة من المصحف الشريف على أراضيها.
وأوضح توبياس بيلستروم وزير الخارجية السويدي، أن جميع العاملين بالسفارة في بغداد بأمان، مضيفاً أن السلطات العراقية أخفقت في الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية السفارة بحسب اتفاقية فيينا.
وأضاف في بيان، ما حدث غير مقبول بالمرة، والحكومة تندد بشدة بهذه الهجمات، وأردف أن الحكومة على تواصل مع ممثلين عراقيين كبار للتعبير عن استيائنا.
ودعا أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، إلى مظاهرة، اليوم الخميس، احتجاجاً على الحرق الثاني المزمع للمصحف الشريف في السويد، خلال أسابيع فقط، وفقاً لما ورد في منشورات بمجموعة تحظى بشعبية على تطبيق تلغرام مرتبطة بالصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير ووسائل إعلام أخرى موالية له.
والصدر أحد أقوى الشخصيات في العراق، ويأتمر بأمره مئات الآلاف من الأنصار الذين سبق أن دعاهم للخروج إلى الشوارع، مثلما حدث في الصيف الماضي عندما احتلوا المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وخاضوا اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى.
وذكرت وكالة الأنباء الفنلندية، أن سفارة فنلندا، الموجودة في المجمع نفسه مع السفارة السويدية أُخليت، مضيفة أن العاملين فيها بأمان ولم يمسهم سوء.
وأصدرت الشرطة السويدية، أمس الأربعاء، إذناً لتنظيم تجمع عام أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، اليوم الخميس، وتوقعت مشاركة شخصين.
وذكرت وكالة الأنباء السويدية، أن المشاركين يخططان لحرق نسخة من المصحف الشريف والعلم العراقي، وأن أحدهما سبق أن حرق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم، الشهر الماضي.
وأظهرت سلسلة من المقاطع المصورة، نشرتها مجموعة تحمل اسم "واحد بغداد" على تطبيق تلغرام، تجمع أشخاص حول السفارة في حوالي الساعة الواحدة من فجر الخميس، وترديدهم هتافات مؤيدة للصدر واقتحامهم مجمع السفارة بعد ساعة تقريباً، وهتفوا "نعم، نعم للقرآن".
وأظهرت مقاطع مصورة في وقت لاحق، دخاناً يتصاعد من مبنى داخل مجمع السفارة ومحتجين يقفون على سطحه.
وأدانت وزارة الخارجية العراقية أيضاً إضرام النار في السفارة، وأعلنت في بيان، أن الحكومة أمرت الجهات الأمنية بإجراء تحقيق عاجل لكشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية مرتكبيها ومحاسبتهم.
وبحلول فجر يوم الخميس، انتشرت قوات الأمن داخل السفارة، وتصاعد الدخان من المبنى فيما أخمدت فرق الإطفاء النيران.
وفي وقت لاحق، طاردت قوات الأمن العراقية، بضع عشرات من المحتجين كانوا لا يزالون في محيط السفارة، في محاولة لإبعادهم عن المنطقة، ورشق المحتجون في وقت سابق قوات الأمن بالحجارة والمقذوفات.
ودعا الصدر، أواخر الشهر الماضي، إلى احتجاجات مناهضة للسويد وطرد سفيرها بعدما أحرق عراقي المصحف الشريف في ستوكهولم.
وأصدرت حكومات عدة دول إسلامية، من بينها العراق وتركيا والإمارات والأردن والمغرب، احتجاجات على الواقعة، ويسعى العراق لاسترداد الرجل لمحاكمته.