حث جون نيرن مستشار شؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تصريح للصحافيين بجنيف، اليوم الثلاثاء، العالم على الاستعداد لموجات حرّ أكثر شدّة، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد، يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
الشارقة 24 – أ ف ب:
دعت الأمم المتّحدة، اليوم الثلاثاء، العالم إلى أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد، يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحافيين في جنيف، أعلن جون نيرن المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أنّ شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة.
وأضاف نيرن، أنّ ظاهرة إل نينيو التي أُعلن عنها مؤخراً لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدّتها.
وفي أميركا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية هذا الأسبوع.
وأشار نيرن، إلى أنّ إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع.
وأضاف المسؤول الأممي، لذلك أخشى أنّنا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا وأنّ هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه، مشيراً إلى أنه تقع على عاتق الجميع مسؤولية تبني خطط لمكافحة الحرارة الشديدة.
ويعزو الخبراء، تغير المناخ إلى غازات الاحتباس الحراري التي تحجز الحرارة، وتؤدي الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، دوراً مهماً في منع انعكاس بعض اشعة الشمس إلى الفضاء.
وهذه الدورة عندما تكون متوازنة، تجعل درجة الحرارة مناسبة للعيش على الأرض، لكن الزيادة غير المقبولة في كمية غازات الدفيئة بالغلاف الجوي، تعني احتجاز مزيد من الحرارة فيه، مما يؤدي ليس إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض فحسب، بل إلى ظواهر مناخية غير مألوفة أخرى أيضاً.
وبالنسبة لموجات الحرارة، فإن تغير المناخ يزيد من مدتها وشدتها ومن مدى انتشارها الجغرافي كذلك، بحسب العلماء.
ولدى سؤاله عما يمكن للأفراد القيام به شخصياً لمحاولة معالجة تغير المناخ، دعا نيرن إلى محاربة الوقود الأحفوري، وأضاف أعتقد أن أسهل شيء هو كهربة كل شيء، أنها رسالة بسيطة، أن الأمر يتعلق بالتوقف عن استخدام الوقود الكربوني.
ومع تسجيل درجات حرارة قياسية أو قريبة منها، تدعو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، المجتمع الدولي، إلى عدم تركيز اهتمامه على درجات الحرارة القصوى فقط.
وأوضح نيرن، أن درجة الحرارة أثناء الليل، هي التي تشكل أكبر المخاطر الصحية، لا سيما على الفئات الضعيفة من السكان، وتابع أنه في العديد من الأماكن التي سُجلت فيها 40 درجة مئوية أو تم تجاوزها، تبقى الحرارة قريبة من هذه المستويات عند منتصف الليل.
وشدد الخبير، على أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر ليلاً، يشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان، لأن الجسم لا يتمكن من التعافي، وهذا يؤدي لزيادة الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات.
ولا يوجد تعريف عالمي لموجات الحرارة التي يتم تحديدها وفقاً لمتوسط درجات الحرارة لكل منطقة في العالم، والتي تختلف طبيعتها بشكل كبير، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعمل على استحداث مصطلحات وتعريفات موحدة للحرارة القصوى.
ولفتت المنظمة، اليوم الثلاثاء، إلى أن تصنيف شدة موجات الحر، سيساعد على توحيد التنبؤات حول تأثيرها والتنبيهات الصادرة بشأنها في جميع أنحاء العالم.