الشارقة 24 – عمر الجروان:
منحت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، "وسام جواهر العطاء"، رفيع المستوى، لسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والمبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، وذلك تقديراً لمسيرته الحافلة بالعمل الخيري والتنموي، وتكريماً لجهوده التي يكرسها للارتقاء بالمجتمعات وجودة حياة الأفراد على الصعيدين المحلي والإقليمي.
جاء ذلك خلال حفل خاص أقيم صباح الأربعاء، لتكريم منجزات سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، حضره الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مكتب الشارقة الرقمية، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، ومعالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين ورؤساء ومدراء الدوائر والهيئات بإمارة الشارقة.
وبهذه المناسبة أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أن العمل الإنساني بحاجة لإبراز النماذج الملهمة التي تقف بشكل جدي إلى جانب المحتاجين وضحايا الكوارث والأزمات، وتدعم مشاريع وبرامج الخير في العالم أجمع، وتثري قيم الأفراد والمجتمعات وتحفزهم على المزيد من الخير، مشيرةً إلى أن وسام العطاء يسلط الضوء على مسيرة ومنجزات الذين أثبتوا أن سلوك شخص واحد قد يغير مصير آلاف، بل أجيال بأكملها.
وقالت سموها: نحن نعلم أن المخلصين للعمل الإنساني ممارسةً وفكراً لا يبحثون عن التكريم، ولا ينتظرون مقابل لأنهم يعلمون أن انتمائهم لمجتمعات الخير وما يرونه من آثار لعملهم على الآخرين هو أكبر تكريم لهم ولضمائرهم الحية، لكن من واجبنا أن نبحث نحن عنهم ونوفيهم حقهم بتقدير أعمالهم وتسليط الضوء على أهميتها وآثارها المستدامة ليكونوا نموذجاً لغيرهم ومقياساً نبحث عنه لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الإنسانية.
وأضافت سموها: يحمل وسام العطاء رسائل هامة متعددة، ويجسد ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة وقيمها وتراثها ونظرتها للعالم، وتترجم رؤيتنا بأن يعيش الجميع بكرامة وعزة، ورسالة للعالم تقول نحن أمة تكرم الخير والأخيار، وتقدر العطاء وأهله، فهؤلاء هم رموزنا وقدوة أطفالنا وشبابنا الذين نريد لهم أن ينشؤوا وهم مدركون أن لهذا العالم حق عليهم.
وقدم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، شكره وتقديره إلى سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ومؤسسة القلب الكبير، على التكريم والتشريف بوسام "جواهر العطاء"، والذي اعتبره سموه وساماً كبيراً يحمله على صدره بالفخر والاعتزاز، لما لهذه المؤسسة من تقديرٍ عظيم كونها تعمل وتحظى بإشراف مباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه.
وقال سموه، مشيراً إلى الأدوار الكبيرة لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في العمل الإنساني، على مستوى العالم قبل سنواتٍ مضت، وقبلها بأعوامٍ وأعوام، كان العمل الإنساني الكبير الذي تقوم به سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ملء السمع والبصر، محلياً، وإقليمياً، وفي كل أنحاء العالم، باذلةً للعطاء الكبير، والعمل الدؤوب، والجهود اللا محدودة، ضمن خارطة إنسانية استراتيجية، تخطّ على دروب الحياة، مسيرةً حافلةً، ونموذجاً متفرداً في العطاء الإنساني.
وأضاف سموه، لافتاً إلى تشرفه باختياره للعمل مع مؤسسة القلب الكبير: لتتواصل مسيرة العمل الإنساني من الشارقة بلا حدود استمر العطاء، وتدفقت أنهار الإنسانية السمحاء، عجولةٌ لفعل الخير، ومداواة المريض، وإيواء النازح، والعطف على اللاجئ، وعندما تم اختياري من قبل سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لأن أكون مبعوثاً إنسانياً لمؤسسة القلب الكبير، كانت لنا مفاجأة جميلة، وتشريفاً كبيراً بقدر المهمة النبيلة، كيف لا وقد واتتنا الفرصة لنشارك سموها العطاء، والقلب الكبير الذي يتسع لكل ما هو مفيد للبشرية، يحمل خاتم شارقة العطاء، إلى كل المحتاجين في كل مناطق العالم المحتاجة .
وأشار سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى الأثر الكبير للعمل مع المؤسسة على كافة المستويات، الشخصية والإنسانية، قائلاً سموه: بدأت مسيرتنا مع مؤسسة القلب الكبير، فتعاظم إحساس المسؤولية، ووضعت الخطط موضع التنفيذ، وازدحمت جداول العمل، وكانت الرحلات إلى بلدان متعددة، ومسيرةً من أعظم المسيرات في ميادين العمل العام، فضحكة وبسمة طفلٍ مريض، أو بكاء أمهات وآباء من النازحين، شعورٌ كان له أثرٌ عميق على النفس، وعلى تقدير العمل العظيم الذي تقوده مؤسسة القلب الكبير، بقيادة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تعددت الرحلات والأعمال وكان أن وصلنا إلى أن كل يوم عمل مع القلب الكبير هو ما أضاف لنا العديد من المعاني الجليلة، والشعور الإنساني العميق، وكم هي الأعمال الكبيرة التي تقدمها المؤسسة للقلوب الإنسانية، لتستحق لقب القلب الكبير، وكما كانت لنا مسيرةٌ معها، عملاً وبذلاً وعطاء لا يُقارن .
وواصل سموه، متناولاً تفاصيل متنوعة ومواقف مختلفة خلال عمله مع المؤسسة عملت على إحداث فارق واضح في مفهوم العمل والعطاء، قائلاً: من خلال عملي مع المؤسسة استطعت التعرف على أشخاص من ذوي العطاء، وكذلك أناسٌ لهم ظروفهم الخاصة، وكل هؤلاء تعلمت منهم الكثير في الجوانب الإنسانية، كما لاحظت الفرق الكبير الذي تحدثه مؤسسة القلب الكبير في حياة الناس، والأثر العميق أيضاً في نفوسنا، كوننا نعمل ضمن هذا الفريق النبيل.
واختتم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي حديثه، قائلاً: هنيئاً لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، هذا العطاء والبذل والإنسانية، وهذا القلب الكبير، وشكراً جزيلاً على فرصة العطاء، وحفاوة التكريم.
ويعتبر "وسام جواهر للعطاء"، إحدى المبادرات الرائدة لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حيث أطلقته سموها في العام 2016، لتكريم الشخصيات التي ساهمت بشكل كبير ومؤثر في دعم مساعي التنمية الاجتماعية والارتقاء بمستوى وشكل حياة الناس وأبدعت في العطاء ودعم القضايا الإنسانية حول العالم، ولتسليط الضوء على المساعي الفردية السامية لتكون نموذجاً وقدوةً في عمل الخير للأفراد والمؤسسات حول العالم.
وكان الوسام قد منح في السابق لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في العام 2016، تقديراً لجهودها التنموية في المجالين الاجتماعي والإنساني وسعيها الدائم نحو تمكين المرأة والاهتمام بالأسر والأطفال داخل الدولة.
وفي العام 2020، منحت سمو الشيخة جواهر القاسمي وسام العطاء للشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية، لدورها الريادي في دعم المرأة الرياضية وتطوير القطاع الرياضي العربي بشكل عام.
ويجسد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي من خلال عمله التنموي الدؤوب ومساعيه الإنسانية، نموذجاً بارزاً للشخصية الريادية التي تعمل ضمن منظومة متكاملة لخدمة الإنسان وقضاياه على المستويين المحلي والعالمي، حيث أنشأ وقاد ووجه مشاريع ومبادرات هامة ذات علاقة بالمعرفة والفنون والإعلام والارتقاء بالممارسات المؤسساتية لتكون على حجم طموح المجتمع، إلى جانب دوره الكبير في دعم قضايا اللاجئين والمحتاجين وضحايا النكبات من خلال التركيز على تنمية البنية التحتية وإنشاء المؤسسات والمرافق الخدمية وتأسيس حاضنات لتنمية المواهب والقدرات والكفاءات.
على الرغم من مهامه وواجباته المحلية الكبيرة والمتعددة، قدم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أدواراً أساسية عدة في دعم المشاريع الإنسانية العالمية التي تنفذها وتقودها إمارة الشارقة من خلال مؤسسة القلب الكبير، كان أحدثها مشاركته مؤسسة القلب الكبير زيارة مخيم كاليوبي للاجئين في جمهورية كينيا في مارس 2023، وافتتح سموه خلال الزيارة "مدرسة القلب الكبير للفتيات"، التي توفر فرص تعليم لائقة للفتيات اللاجئات داخل المخيم ولمن ينتمين للعائلات ذات الدخل المتواضع.
وما بين العام 2017 والعام 2023، كان لسموه زيارات عدة لمخيمات اللاجئين في المجتمعات المضيفة، حيث ترأس سموه وفد مؤسسة القلب الكبير في زيارة ميدانية لمخيم كاكوما للاجئين في كينيا في العام 2019، التقى خلالها ممثلين عن اللاجئين والمجتمع المحلي وبحث معهم أولويات احتياجاتهم وسبل تطوير مستوى حياتهم، وكان لهذه الزيارة دور كبير في تصميم البرامج الإنسانية الموجهة للاجئين والمحتاجين في كينيا.
وترأس سموه وفد القلب الكبير خلال الزيارة التي نظمتها المؤسسة إلى مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش، وشهدت الزيارة افتتاح المستشفى الدائم في المخيم الذي يقدم رعاية صحية متطورة ومتنوعة التخصصات للاجئين والمحتاجين من سكان المجتمع المحلي، وفي العام 2017، شارك سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في الرحلة الإعلامية الأولى للمؤسسة إلى "عيادة القلب الكبير" في مخيم الزعتري في الأردن.
وشارك سموه خلال العام 2018، في توقيع اتفاقية التعاون بين مؤسسة القلب الكبير، وصندوق ملالا في أكسفورد - بريطانيا، تكفلت بموجبها المؤسسة بتمويل المرحلة الثانية من مشروع بناء مدرسة للفتيات في باكستان عبر "صندوق تمكين الفتيات" التابع لها، ونظراً للمكانة الإعلامية المؤثرة التي يحظى بها، شارك سموه في العديد من الحملات الإعلامية لمؤسسة القلب الكبير، من بينها حملة "دعمك لهم مسافة أمانهم" التي أطلقتها المؤسسة استجابةً لحالة الطوارئ الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19".
إلى جانب الزيارات الميدانية التي حرص سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي على المشاركة فيها، كان لسموه دور مركزي في تحفيز المساعي الاجتماعية والمؤسساتية لخدمة قضايا اللاجئين والمحتاجين، ومن أبرز تجليات هذا الدور مشروع "منزل مقابل منزل"، وهو مبادرة نوعية مشتركة بين مؤسسة القلب الكبير وشركة أرادَ التي يرأس سموه مجلس إدارتها، وهدفت إلى تأمين منازل لائقة وصحيّة للمئات من اللاجئين السودانيين والصوماليين في مخيم كالوبيي شمال كينيا.