سلطان بن أحمد يشهد حفل تخريج طلاب جامعة الشارقة دفعة اليوبيل الفضي

الشارقة 24 – محمد الحمادي:

أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، أن هناك تحديات كثيرة ستواجه الطلبة في الأيام المقبلة بعد تخرجهم من الجامعة، أبرزها التحديات المعرفية والتقنية، إضافة إلى تحديات الجانب القِيمي والأخلاقي.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الأحد في حفل تخريج طلاب جامعة الشارقة "دفعة اليوبيل الفضي" ربيع 2022-2023، الذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية بالشارقة.
وأضاف سموه مشيراً إلى أهم التحديات التي سيواجهها الطلبة والتي لخصها سموه في تحديين إثنين قائلاً: "التحدي التقني والذي سيتغلب عليه الطلاب من خلال تخرجهم متسلحين بالشهادة التي ستساعدهم في مواجهة هذا التحدي ومستعينين بالمهارات المكتسبة من دراستهم، أما التحدي الآخر هو التحدي المتعلق بالقيم، نرصد جميعاً ما يحدث في العالم من حولنا وما يقوم به البعض من محاولات لهدم القيم والتخلي عن المبادئ والابتعاد عن الفطرة السليمة تحت عباءة "الحرية والانفتاح والحقوق"، ولا ننكر هذا بل هو حق أريد به باطل".
وتناول سموه بعض الأمثلة التي مرت على عالمنا واستطعنا مواجهته بالأخلاق قائلاً: "في تسعينيات القرن الماضي اجتاح العالم مصطلح "العولمة"، وظن البعض بأننا سننجرف بسببهِ إلى عالم تذوب فيه مبادِئنا، استطعنا أن نواجه سلبياتِها بتمسكنا بقيمنا وأخلاقنا، وهذا هو الدرع الحصين الذي سنحتمي به، فتذكروا إنما الأمم والأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
وفي ختام كلمته وجه سمو رئيس جامعة الشارقة رسالة إلى الخريجين قائلاً: "اليوم تستلمون شهاداتِكم سترونها متوجةً بكلمتين "جامعة الشارقة" تأملوا كلمة "جامعة"، وتذكروا بأنها هي التي زودتكم بالعلوم والمعرفة التي ستعينكم على مواجهة التحدي الأول، وتأملوا كلمة "الشارقة" فهي الإمارة التي حرصت على التمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ لمواجهة التحدي الثاني، متمنياً لكم التوفيق والنجاح في حياتكم المقبلة".
وكان حفل التخريج قد بدأ بعزف السلام الوطني وتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، ليلقي بعدها الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة كلمة تقدم فيها بالشكر إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، لتفضله برعاية وحضور حفل تخريج طلاب العلم والمعرفة، كما تقدم بالتهنئة والتبريكات إلى الخريجين ممن يشملهم الفرح والسعادة والفوز بهذا اليوم وإلى آبائهم وأمهاتهم وذويهم.

وأضاف مدير جامعة الشارقة: "نلتقي اليوم جميعاً لنحتفل بكوكبة جديدة من خريجي جامعة الشارقة من أبنائنا، حيث يتزامن هذا الاحتفال مع احتفالات جامعة الشارقة بيوبيلها الفضي ومرور 25 عاماُ على تأسيسها، وهي ترفد المجتمع بخريجين مسلحين بالعلم والمعرفة، بعد أن تم تأهيلهم لأسواق العمل وهم بأعلى درجات التمكن والتميز، فقد تحقق هذا الإنجاز بوعد أرساه مؤسس هذه الجامعة، صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن تكون جامعة الشارقة في طليعة الجامعات على مستوى الدولة والعالم، وها نحن اليوم نعيش الوفاء بهذا الوعد وقد حصدت جامعتكم مستويات متقدمة في مسيرة الارتقاء بين الجامعات على المستوى العالمي".
وأشار الدكتور حميد مجول إلى أن الانتساب لجامعة الشارقة يُعد فخراً لجميع الخريجين داعياً إياهم إلى إبقاء التواصل بين الجامعة والطلبة قائلاً: "إن انتسابكم لجامعة الشارقة، يعزز الفخر لديكم بالدرجة العلمية التي حصلتم عليها من جامعة عالمية تعانق الآفاق بما حققته وستحققه، من إنجازات تشكل لديكم اليقين والدافع، بعد الإيمان والتوكل على الله، بالقدرة على التميز والجدارة والتمكن في كل مجالات العمل، حيثما كنتم، ولتعزيز مسيرة العطاء والتميز لديكم، فإن جامعتكم تدعوكم للانضمام إلى عضوية رابطة خريجي الجامعة، التي تشكل كياناً اجتماعياً ووطنياً يسهم في تحقيق التكامل والاستدامة في التعليم والتعلم لتعزيز مسيرتكم في خدمة جامعتكم والاستفادة منها ".

وفي ختام كلمته دعا مدير جامعة الشارقة الخريجين إلى مواصلة الفرح بعد الجهد الكبير المبذول مشيداً بدور أولياء الأمور متحدثاً: "إن التخرج من الجامعة هو أهم ما يفتخر به الإنسان في مسيرته التعليمية، فحق لكل منكم الفخر والاعتزاز، وعليكم أن تشكروا الله تعالى أن تكللت جهودكم على مدى سنوات من التعب والمشقة والبذل والتضحية بهذا النجاح، فاجتمعتم اليوم على هذه المنصة الغالية، الخالدة في الذاكرة ما حييتم وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا البذل والتضحية من الآباء والامهات الذين تتسابق دموعهم وقلوبهم فرحا وابتهاجا بهذا الإنجاز المشترك".

وألقى الخريج أحمد محمد حمدان الشحي من كلية القانون بالنيابة عن زملائه الخريجين كلمةً استهلها بأبيات شعرية قال فيها:

قـالـوا تقـــــدم ثم لـلـحـديـث ولـم أجـــد .. حـــرفــاً يــفــي بمــــشاعــــري لأقـــدمــــه
أي الحــــروف تــــرى يلملـــــم فرحـــــــتي .. الــروح جــذلــــى والـمــــشاعـــــر مــفـــعــمــه.
رافعاً آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو حاكم الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، واصفاً أنه لم يكن التخريج والوصول لهذه الدرجة العلمية والوقوف على منصة التخريج لولا الله ثم فضل سموه، الذي بذر قبل 25 عاماً من بذره الطيب، ويجنيه الطلبة على مر السنين، كما توجه بالشكر والعرفان إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، على جهوده الحثيثة وخدمته لهذا الصرح الأبي الشامخ، الذي وصل بها إلى مصاف الجامعات المتقدمة محلياً، وعالمياً.

ووجه الخريج من خلال حديثه كلماتٍ لأولياء أمور الطلاب قائلاً: "إن ضحكاتكم، وبسماتكم التي تملأ وجناتكم، لهي الفرحة الحقيقية والسعادة التي طالما سعينا بكل جد واجتهاد لرسمها على وجوهكم، كان زادنا في سعينا الشاق ذلك، هذه اللحظة التي يُرى أبناؤكم فيها قد رفعوا رؤوسكم التي طالما كانت مرفوعة، ما زلنا نعيش لحظاتكم التي كنتم تسعون فيها في دروب الرزق لصناعة مستقبلنا الآمن المطمئن، ما زلنا نذكر اللهفة والبشاشة التي كانت تملأ وجوهكم كلما زففنا إليكم بشائر النجاح والتفوق، فلكم منا جزيل الشكر والامتنان، وها نحن نقف اليوم بكل فخر واعتزاز بما قدمتموه لنا، داعين الله لكم بقوله جل في عليائه ((ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا))".

وخاطب الشحي زملائه الخريجين مذكراً إياهم بداية مشوارهم في الجامعة وأحلامهم التي رسموها من أجل التخرج قائلاً: "هل تذكرون ساعة تسجيلكم في هذه الجامعة؟ إنها لساعة تلوح لي الآن أمام ناظري، لقد كنت في إدارتي القبول والتسجيل أرى ذلك الطالب متوشحاً لبس التخرج هذا، ولقد انتابني شعور ساعتها، متى يا ترى سيكون ذلك اليوم الذي سأتوشح فيه هذا اللبس".
وأضاف: "ها قد أتى ذلك اليوم ونحن متوشحوه، إن هذا اليوم ليوم حق لكم فيها أن تفرحوا، بل وأن تنتشوا فخرا، فأنتم خريجو جامعة الشارقة، الجامعة الحاصلة على المرتبة الأولى في الدولة، ثم اعلموا أن العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل، فالله الله في السعي الحثيث ومواصلة المسير، ما أنجزتموه ليس بالسهل اليسير ولكن لا تركنوا إليه لترتاحوا فتضعفوا".

واختتم الشحي كلمة الخريجين مقتبساً كلمات صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: "لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أقول لسلطان الشارقة، سلطان الفكر والثقافة، قد قلت يا صاحب السمو فيما مضى "لدينا إيمان راسخ بأن توفير التعليم الجيد لشبابنا وشاباتنا هو أفضل استثمار طويل الأمد على الإطلاق"، ونقول يا صاحب السمو ها أنت اليوم تجني دفعة من ريع ذلك الاستثمار وعائداته".

وتفضل بعدها سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بتسليم الطلبة الخريجين شهاداتهم مهنئاً سموه الطلاب ومتمنياً لهم التوفيق في حياتهم المقبلة، حيث بلغ عدد الخريجين 321 خريجاً من مختلف برامج البكالوريوس في جميع الكليات باستثناء الكليات الطبية.
وبعد ختام الحفل التقى سمو رئيس جامعة الشارقة، بالخريجين المتفوقين، مهدياً إياهم الهدايا العينية، وملتقطاً معهم الصور التذكارية، تقديراً من سموه لتفوقهم راجياً من المولى لهم التوفيق والسداد في مراحل حياتهم القادمة.