شهد السودان، اليوم الثلاثاء، حالة من الهدوء النسبي، مع أول أيام سريان الهدنة الخاضعة لمراقبة دولية، رغم تقارير عن سماع دوي نيران مدفعية في مناطق بالعاصمة الخرطوم، وتحليق طائرات حربية في سماء المدينة، وضربات جوية ليلية.
الشارقة 24 – رويترز:
أكد سكان، أنه أمكن سماع دوي نيران مدفعية في مناطق بالعاصمة السودانية، كما حلقت طائرات حربية في سماء المدينة، لكن وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة دولية، أحدث هدوءاً نسبياً على ما يبدو بعد معارك ضارية في الخرطوم.
وأشارت تقارير، إلى شن ضربات جوية ليلية في منطقة واحدة على الأقل، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، الليلة الماضية، فيما أفاد بعض السكان بحدوث هدوء نسبي.
وجرى الاتفاق على الهدنة، خلال محادثات استضافتها مدينة جدة السعودية، السبت الماضي، بعد معارك ضارية استمرت خمسة أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتتابع السعودية والولايات المتحدة هذه الهدنة، التي تهدف إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.
وكتب نشطاء، إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار، لكنهم اشتكوا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تُرتكب بحق المدنيين قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال، وطالبوا بفتح تحقيق فيها.
وأوضح نشطاء وعمال إغاثة، أن لجان الأحياء التي كانت في طليعة جهود الإغاثة المحلية في العاصمة الخرطوم، تستعد لتلقي المساعدات، مشيرين إلى أن كميات كبيرة من المساعدات التي وصلت إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، لم تُوزع بعد في انتظار الحصول على التصاريح الأمنية.
وزاد اتفاق وقف إطلاق النار، من الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.
وبالرغم من استمرار القتال، خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار، يأتي بناءً على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.
ويشمل الاتفاق، آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن آلية المراقبة ستكون "عن بعد"، وأضاف في رسالة عبر مقطع فيديو "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا وأدوات أخرى تحت تصرفنا".
وأضاف الوزير الأميركي، أن محادثات جدة كانت تركز على نطاق محدد، إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني، الحل الدائم لهذا الصراع سيتطلب ما هو أكثر بكثير.
وقبل قليل من سريان وقف إطلاق النار، بثت قوات الدعم السريع، رسالة صوتية من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، شكر فيها السعودية والولايات المتحدة، لكنه حث رجاله على الصمود حتى النصر أو الشهادة، وتابع لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب.
وتبادل الجانبان، الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة، ببداية الصراع في 15 إبريل الماضي.
وحذر فولكر بيرتس مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، أمس الاثنين، من تزايد الطابع العرقي للصراع العسكري.
وكتب نشطاء سودانيون، رسالة إلى بيرتس، يشكون فيها من القصف العشوائي والغارات الجوية على مناطق سكنية، وكذلك أخذ المدنيين كدروع بشرية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب والعنف.
وتضغط الأزمة على الدول المجاورة للسودان، إذ أعلن مسؤول كبير بالصليب الأحمر، أن اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة، لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعاً إلى أماكن أكثر أماناً، قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو المقبل، في إشارة إلى خطر وقوع كارثة.
بدورها، أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع، أن ما بين 60 و90 ألفاً فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع العنف في السودان.