نظمت هيئة الشارقة للكتاب بالمنطقة الشرقية، جلسة حوارية، في مكتبة وادي الحلو العامة، تحت عنوان: "قضايا العزوف عن القراءة"، تحدثت فيها الأديبة الروائية وكاتبة أدب الأطفال نادية النجار، عن أسباب العزوف عن القراءة، وسبل معالجة ذلك.
الشارقة 24:
أكدت الكاتبة نادية النجار، تميز الأجيال الجديدة بمستوى عالٍ من الوعي والشغف بالفنون، لكن الوقت الذي تمنحه للقراءة غير كافٍ، نتيجة عدة عوامل تسبب التشتت والعزوف عن القراءة، أبرزها انتشار الأجهزة والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ورأت أنه بالإمكان تحويل تلك الأجهزة والمنصات إلى مصادر للقراءة التي لا غنى عنها، لتطوير الذات، واكتساب المهارات اللغوية، والتعرف على الثقافات الأخرى.
جاء ذلك، في خلال جلسة حوارية نظمتها هيئة الشارقة للكتاب بالمنطقة الشرقية، بمكتبة وادي الحلو العامة، تحت عنوان: "قضايا العزوف عن القراءة"، تحدثت فيها الأديبة الروائية وكاتبة أدب الأطفال نادية النجار، أمام جمهور من المنطقة الشرقية وطالبات من مدرسة عائشة بمدينة وادي الحلو، وأدارتها الإعلامية عائشة الزعابي.
حيرة القراء
وأشارت النجار، إلى أن القراءة مهارة أساسية يمكن تنميتها من خلال تشجيع أولياء الأمور للأبناء، وأن يكونوا قدوة لهم بالقراءة وتوفير بيئة مناسبة للمطالعة في المنزل، تحتوي على مكتبة متنوعة من الكتب الملائمة لأعمارهم واهتماماتهم، بالإضافة إلى المشاركة في المبادرات المجتمعية التي تدعم القراءة.
وأضافت أن القراءة تنقلنا إلى عوالم أخرى من مدن وثقافات لا نستطيع زيارتها بالسفر، ولهذا ندين بالشكر للمترجمين الذين يسهلون علينا التعرف على عادات وفنون الشعوب المختلفة، ومع ذلك، يجب ألا نغفل عن قراءة الكتب العربية التي تحمل قيمة ثقافية عالية، فالمكتبة العربية التي أصبحت في هذا العصر غنية بالترجمات المميزة من مختلف اللغات والثقافات العالمية، تختزن أيضاً كنوزاً معرفية وعلمية وأدبية من الإبداع العربي الأصيل.
وأشارت النجار، إلى أن القارئ أصبح في عصرنا يواجه حيرة كبيرة في اختيار الكتاب المناسب له من بين مجموعات هائلة من الكتب المتوفرة في المكتبات والمواقع الإلكترونية، وهذا يستدعي من كل قارئ الاعتماد على أسس ومعايير للتمييز بين الكتب والاختيار بحكمة، وأول هذه الأسس هو العنوان الذي يعبر عن محتوى الكتاب ويجذب اهتمام القارئ الذي يجب عليه أن يطور ذائقته الأدبية والثقافية بمتابعة كُتّابه المفضلين والاستفادة من تجاربهم وآرائهم.
وأوضحت النجار، أن الحافز الأول الذي يشجع على القراءة هو أن يقرأ كل شخص ما يحب وما يلبي شغفه، ويشعره بالمتعة والفائدة، ولا يستسلم للكسل أو الملل من القراءة، بل يجدد حافزه بالبحث عن الكتب التي تلائم شخصيته واهتماماته، أما إذا كان القارئ يطمح إلى أن يصبح كاتباً ماهراً، فعليه أن يكون قارئاً نشطاً، لأن القراءة هي المصدر الأول للإلهام والإبداع.
تميز إماراتي في كتب الأطفال
وأشادت الكاتبة، بما أصدرته دور النشر الإماراتية في أدب الطفل، مؤكدة أنها تضاهي إصدارات المكتبة العربية والعالمية من حيث الجودة والإبداع، وأضافت أن أدب الطفل ليس مجرد نص، بل يحتاج إلى رسوم جذابة تثير اهتمام القارئ الصغير، وهذا ما توفره دور النشر في الإمارات التي تقدم إصدارات رائعة للأطفال ومحفزة على القراءة.
وتحدثت الكاتبة، عن تجربتها الإبداعية، وعن أهمية المشاركة في ورش الكتابة لتطوير المهارات والأفكار، وقدمت نبذة عن أعمالها الروائية والقصصية التي تنوعت بين روايات للكبار وقصص مصورة للصغار، ومن بين أعمالها الروائية، ذكرت رواية "منفى الذاكرة" التي كانت بداية مشوارها الأدبي، ورواية "مدائن اللهفة" ورواية "ثلاثة الدال".
ومن بين أعمالها للأطفال، ذكرت للطالبات الحاضرات في الجلسة، قصة مصورة بعنوان "أنا مختلف" التي تحمل رسالة تقبل الآخر والتعايش مع التنوع، وقصة "النمر الأرقط" التي اختيرت ضمن المنهج التعليمي للصف الرابع، وقصة "بحر أصفر رمل أخضر" التي تتناول فيها برؤية إبداعية للأطفال موضوع عمى الألوان، وكتاب "نزهتي مع العم سالم" الذي يصور حياة المجتمع في الماضي.