انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الدولي الأول حول فيزياء المواد المتقدمة بجامعة الشارقة، وتطبيقاتها المختلفة واستخداماتها في الابتكارات والاختراعات التكنولوجية، وذلك بحضور ومشاركة عدد كبير من الباحثين من الجامعات القائمة بالدولة، وأكثر من 20 دولة أخرى من دول العالم.
الشارقة 24:
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة، انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الدولي الأول حول فيزياء المواد المتقدمة، وتطبيقاتها المختلفة واستخداماتها في الابتكارات والاختراعات التكنولوجية، بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات العلمية المتخصصة يحاضر فيها نخبة من العلماء والخبراء المتميزين على المستوى الدولي، بحضور ومشاركة عدد كبير من الباحثين من الجامعات القائمة بالدولة، وأكثر من 20 دولة أخرى من دول العالم.
بدأت وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعزف السلام الوطني للدولة، ثم ألقى الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة، كلمة رفع من خلالها أسمى معاني الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، ورئيس الجامعة، على دعمه ورعايته لفعاليات هذا المؤتمر الذي أكد على أهميته، مشيراً إلى حرص سموه الدائم على رعاية ودعم كافة الأنشطة البحثية والعلمية المتنوعة التي تنظمها الجامعة.
وأشار إلى أن الهدف الأول من مؤتمر الشارقة الدولي لفيزياء المواد المتقدمة يتجسد في العمل على دراسة المواد المختلفة، واستخدام التقنيات الحديثة في فهم خصائصها، وبحث تطبيقاتها واستخداماتها في الصناعات بدءاً من توليد الطاقة وتحويلها وتخزينها، وطرق معالجة المياه "التنقية والتحلية" والاستشعار والتطبيقات الطبية الحيوية، كما أشار إلى أن البرنامج سيتضمن مجموعة من الجلسات النقاشية التي يقدمها ويشارك بها نخبة من العلماء والمختصين من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا، والتي سيستفيد منها الباحثون وطلبة الدراسات العليا.
وأوضح أن جامعة الشارقة ومنذ أن أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعمل وبشكل متوازن بين العملية التعلمية والعملية التدريسية وكذلك في مجالات إنجاز البحوث العلمية الرصينة التي تساهم في خدمة وتنمية المجتمع وتطويره، ويشارك بذلك الكثير من هيئات هذا المجتمع ومؤسساته المختلفة، وأن الجامعة أنشأت لتحقيق هذا الهدف ثلاثة معاهد بحثية، تغطي مجالات البحث العلمي الرئيسة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الهندسية والطبية والصحية، ويعمل بها أكثر من 80 مجموعة وفريق بحثي، وانبثق منها عدد كبير من المراكز البحثية المتخصصة، ومركز أبحاث المواد المتقدمة وهو أحد المراكز البحثية الرئيسة في الجامعة، والذي تم إنشاؤه منذ حوالي 10 سنوات، ويضم العديد من المجموعات البحثية وبرامج الدراسات العليا الرئيسية.
وفي الكلمة التي ألقاها الأستاذ الدكتور نوار ثابت عميد كلية العلوم، أكد أهمية القضايا والموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال جلسات المؤتمر، حيث سيعنى بتقديم مجموعة من النماذج العلمية التي ساهمت من خلالها المواد المختلفة في النهضة الصناعية والتكنولوجية التي يعيشها العالم حالياً، موضحاً أن مواد مثل الحديد وغيرها من المعادن ساهمت في الثورة الصناعية الكبرى التي يشهدها العالم منذ بدايات القرن الماضي، كما ساهمت المواد المختلفة المستحدثة من أشباه الموصلات في الثورة الرقمية والتكنولوجية التي شهدها العالم مؤخراً.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الأستاذ الدكتور زاهد حسين من مختبر لورنس بيركلي الوطني، بالولايات المتحدة الأميركية، كلمة تناول من خلالها التطورات التاريخية للاكتشافات العلمية، والتي قال إن العلماء ساهموا من خلالها في تحقيق ما نشهده اليوم من إنجازات، وأن من أهم تلك الأشياء اكتشاف الترنزيستور في القرن الماضي، والذي كان أساساً للثورة التكنولوجية التي ظهرت بعد ذلك، ثم تطرق إلى الخلايا الشمسية والتي قال إنها أصبحت من أهم مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتي تعتمد في تصنيعها على مادة السليكون، مؤكداً أن العلماء في معظم المختبرات حول العالم يعملون حالياً على اكتشاف مواد جديدة منها البيروفسكايت والتي سوف تساهم في تحقيق الاكتفاء من الطاقة الشمسية بحلول العام 2050م.
ثم قدم الأستاذ الدكتور محمد خاجة نصير الدين من المدرسة الفيدرالية المتعددة التقنيات في لوزان، سويسرا، عرضاً للجيل الجديد من الخلايا الشمسية، والتحول في نظام الطاقة العالمي وتقليل ثاني أكسيد الكربون، كما عرض عدداً من الإحصائيات التي تعكس توقعات السوق العالمية للطاقة الشمسية والتي من خلالها يشار إلى أنه يمكن للخلايا الشمسية من الجيل الجديد أن تحدث ثورة في تكلفة الإنتاج وبذلك سيقل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبالتالي تهيئة مستقبل أكثر استدامة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية تكريم المشاركين والرعاة للمؤتمر، ومنهم هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية، وهيئة كهرباء ومياه دبي.
وسيتناول المؤتمر خلال جلساته العلمية التي ستستمر لـ 3 أيام طرح أكثر من 100 بحث علمي و10 جلسات بحثية، و5 لقاءت نقاشية، ومجموعة من المحاور في مجال فيزياء المواد المتقدمة وتطبيقاتها في الصناعات الحديثة واستنباط تطبيقات جديدة في مجالات مختلفة والتي تشتمل على صناعة الخلايا الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية وصناعة البطاريات لتخزينها، ومعالجة المياه وتنقيتها وتحليتها، والاستشعار عن بُعد وتحضير المواد النانوية وتطبيقاتها في مجال الطب من أجل التوصيل الأدق للدواء وتطبيقات عديدة أخرى، كموضوع فيزياء المواد الصلبة والمواد المتقدمة والتي تدخل في كثير من الصناعات الحديثة وكذلك التطبيقات التكنولوجية، والعمل على دراسة خصائصها وتحسينها واستنباط تطبيقات جديدة لاستخداماتها وبصفة خاصة في مجالات إنتاج الطاقة المستدامة والمتجددة وتخزينها، ومعالجة المياه وتنقيتها وتحليتها، والاستشعار عن بُعد والتطبيقات الطبية الحيوية.