أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، خلال إلقائها، أمس الخميس، بيان الدولة في اجتماعات مجلس الأمن التي عقدت في نيويورك، أن الإمارات اتخذت خلال العقدين الماضيين، العديد من التدابير والسياسات للتصدي للتهديد الإرهابي.
الشارقة 24:
ألقت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، أمس الخميس، بيان دولة الإمارات العربية المتحدة، باجتماعات مجلس الأمن التي عقدت في نيويورك، بشأن "بحث الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية: النهج العالمي لمكافحة الإرهاب - المبادئ والآفاق المستقبلية".
وأكدت معاليها في مستهلّ الخطاب، أن دولتنا اتخذت خلال العقديين الماضيين، ومن خلال هذه المنظمة، العديد من التدابير والسياسات للتصدي للتهديد الإرهابي على السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها اعتماد مجلس الأمن القرار التاريخي 1373، استجابةً لأحد أكبر تحديات هذا العصر والتي تقوض الاستقرار والازدهار، وأضافت معاليها، أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المجتمع الدولي على مدى العقود الماضية، إلا أن التهديد الإرهابي العالمي مستمر في التطور حيث ازداد نطاقه انتشاراً وأصبحت تكتيكاته أكثر تعقيداً، فلا تزال الجماعات الإرهابية تستغل الموارد الطبيعية لتمويل عملياتها والتكنولوجيا الحديثة لشن هجماتها الإرهابية العابرة للحدود، فلم تعد للحدود معنى لديهم أو للشعوب مأمن منهم.
وتابعت معالي نورة الكعبي، قطعنا خطوات كبيرة في مسارنا نحو تعزيز التعاون الدولي وبناء القدرات وتطوير استراتيجيات ووسائل فعالة لمكافحة الإرهاب، ولكننا ندرك أيضاً أن الطريق أمام القضاء على الإرهاب لا يزال طويلاً، لذلك، يجب الحفاظ على هذا الزخم الدولي وأن نظل يقظين في تحديد أوجه القصور ومنع استغلال الثغرات، ولابد أيضاً أن نكون أكثر مرونة لمواكبة أساليب الجماعات الارهابية، بل ويجب أن نكون استباقين لمنع التطرف والإرهاب.
وأكدت معاليها، خلال الخطاب، ضرورة التركيز على ثلاثة محاور رئيسة لمواجهة التطرف والإرهاب، أولها بشأن اتساع النطاق الجغرافي للأنشطة الإرهابية، حيث لم تسلم القارة الإفريقية كغيرها من ويلات هذه الآفة، فأصبح منها ما يقارب نصف ضحايا الإرهاب في العالم، واليها تلجأ الجماعات الإرهابية بحثاً عن مأوى ومرتعا لها، ولهذا، ولم يعد ممكناً للمجلس الاكتفاء بالتركيز على بعض الجماعات الإرهابية دون غيرها، خاصة في ظل طبيعة التهديد الإرهابي العابر للحدود، الأمر الذي يحتم تسخير جميع الأدوات المتاحة لمجلس الأمن، بما في ذلك لجان العقوبات، للحد من أنشطة الجماعات الإرهابية، ولابد أيضاً من دعم الجهود الإقليمية والمحلية، وتكثيف التنسيق مع الجهات الفاعلة، بما في ذلك النساء والشباب، وهذا أولاً.
وأضافت معاليها، ثانياً، استخدم الإرهاب لوسائل وأساليب متطورة: حيث أثبتت الجماعات الإرهابية قدرتها على استغلال التقدم التكنولوجي، بما في ذلك الطائرات المسيرة والعملات الرقمية، لتحقيق مآربها، وعليه، يمثل إعلان دلهي بشأن مكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة لأغراض إرهابية خطوة مهمة، نتطلع إلى البناء عليها لسد هذه الثغرات وتطوير أُطُر تنظيمية متينة يشارك فيها القطاع الحكومي والخاص محلياً وعالمياً، أما المحور الثالث فهو التصدي للإرهاب بكافة أشكاله من خلال وضع استراتيجيات شاملة ومتعددة الأطراف ترتكز في جوهرها على الوقاية ومنع التطرف، ولن نتمكن من القضاء على الإرهاب من غير فضح الإيديولوجيات المتطرفة التي تغذي العنف والكراهية وتحرض على القتل والدمار، ولذلك يجب علينا تحصين مجتمعاتنا من التطرف والتصدي للأسباب الجذرية له، من خلال نشر الوعي وترسيخ قيم التسامح، ومن هذا المنطلق، استضافت بلادي "مؤتمر الأخوة الإنسانية"، الذي شهد التوقيع على "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" من قبل البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وذلك لتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر ولتعزيز هذه القيم عالمياً.
وفي ختام البيان، أكدت معاليها، أن البيان الرئاسي الذي تم اعتماده، يشير إلى أن الإرهاب لا يزال على قمة أولويات مجلس الأمن، وبصفتنا رئيساً للجنة مكافحة الإرهاب في العام المقبل، فإن دولة الإمارات ستبني على ما تحقق خلال رئاسة الهند هذا العام وسنواصل التعاون مع زملائنا في المجلس حتى تتمكن لجنة مكافحة الإرهاب من تنفيذ ولايتها ولتحقيق الامن والاستقرار والازدهار في مجتمعاتنا.
وانعقدت اجتماعات المجلس هذا العام برئاسة جمهورية الهند، وتمت مناقشة العديد من المحاور والقضايا المتعلقة بالإرهاب، وستسلم الهند العام المقبل رئاسة المجلس إلى دولة الإمارات.